الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد الاشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال|القدس الشاهد الوحيد على الصراع منذ فجر التاريخ

توضحية - المسجد الأقصى
توضحية - المسجد الأقصى

يأخذ الوضع بين فلسطين وإسرائيل حاليا اتجاها تصادميا، لا يبشر بتهدئة قريبة لحالة الاستنفار الكاملة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، ففي فلسطين لا يتوقف إطلاق الصواريخ ضد المستوطنات الإسرائيلية وتل أبيب، وفي إسرائيل تقلع العديد من الطائرات لشن الغارات الجوية ضد قطاع غزة، مع تصريحات للقادة الإسرائيليين بتوجيه عملية عسكرية قريبة ضد القطاع.

 

وترجع أسباب الصراع تلك المرة الذي وصل لحد دموي لم تصله منذ فترة كبيرة إلى الاعتداءات المتكررة من قوات الاحتلال علي مدينة القدس وحي الشيخ جراح، وإقامة الحواجز عند باب العمود، بجانب رفض إقامة الانتخابات التشريعية الفلسطينية في القدس تمهيدا لوضعها تحت الاحتلال الإسرائيلي التام، وهو ما رفضته جموع الشعب الفلسطيني، فبدأت الاشتباكات بين الطرفين ووصلت ذروتها عندما انتهكت قوات الاحتلال حرمة المسجد الأقصى واقتحموا ساحاته وأطلقوا قنابل الغاز والرصاص ضد المعتكفين فيه، مما أدى لوقع مئات الإصابات.

 

وخلال التقرير التالي، يستعرض "صدى البلد" الأهمية الدينية والتاريخة لـ "مدينة القدس"، و"المسجد الأقصى" وقصة بنائهما:

 

الأقصى.. ثاني المساجد في الإسلام

لدى المسجد الأقصى في قلوب المسلمين جميعا أهمية دينية كبيرة، فمن المعروف أنه أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسول الله صلى الله عليع وسلم، كما أنه ثاني مسجد بني في تاريخ الإسلام بعد المسجد الحرام.

 

تبلغ مساحة المسجد الأقصى حوالي مساحته قرابة 144ألف متر مربع، ويضم حرمه كلا من مسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي والمصلي المرواني ومصلى باب الرحمة، ويقع فوق هضبة صغيرة تسمى "هضبة موريا"، وتعد الصخرة أعلى نقطة فيه، وتقع في قلبه، وفقها قبة مسجد "قبة الصخرة" الذهبية.

 

الخلط بين مسجد قبة الصخرة والأقصى

يخلط بعض المسلمين والعرب بين المفهوم الحقيقي للمسجد الأقصى، فيعتقد البعض أن الأقصى هو البناء ذا القبة الذهبية، ولكن تلك القبة تتبع مسجد قبة الصخرة، فيما يعتقد آخرون أن الأقصى هو القبة الفضية أو الرصاصية، ولكن هذا البناء هو "المسجد القبلي"، والحقيقة أن مفهوم المسجد الأقصى الحقيقي هو كل ما يقع داخل نطاق السور الذي يحيط بساحات تلك المساجد، أما "القدس" فهي اسم المدينة التي يقع فيها تلك المساجد.

 

تاريخ بناء غير محدد بشكل دقيق 

اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ بناء المسجد الأقصى، وكانت بؤرة الاختلاف حول التاريخ الصحيح في هوية واضع حجر الأساس واللبنة الأولى للمسجد، فتذهب بعض الآراء إلى أن "آدم" أبو البشر هو من بناه، فيما يرى آخرون أن "شيت" ابن آدم هو من بناه، ويعتقد البعض أن "سام" بن نوح عليه السلام هو من بناه، وذهب آخرون إلى أن باني المسجد هو سيدنا "إبراهيم"، ولكن ما تؤكده الأحاديث النبوية عن رسول الله "محمد" عليه الصلاة والسلام، أن المسجد الأقصى بني بعد بناء المسجد الحرام بأربعين سنة فقط.

 

رحلة تطور "الأقصى" عبر التاريخ

كان إنشاء المسجد بدائيا، فقد بني من الطوب اللبن، وأعيد تخطيطه أكثر من مرة على مر العصور، وكان أول تطوير شامل وعلى مساحة واسعة، له في عهد الدولة الأموية، ولكن تعرض لهزة أرضية هدمت الجانبين الغربي والشرقي للمسجد، وفي عهد الخلفاء العباسيين تمت عملية إعادة ترميم ولكن تعرض لهزة أرضية أخرى.

 

الأهمية الدينية لـ "القدس":

ترجع أهمية مدينة القدس لأصحاب الديانات السماوية الثلاثة "الإسلام – المسيحية – اليهودية"، فكما ذكرنا أنه بالنسبة للمسلمين أولي القبلتين وثالث الحرمين، ففي القدس أيضا وبالتحديد داخل الحي المسيحي، تقع كنيسة القيامة والتي يعتقد البعض أن المسيح عليه السلام صلب هناك وقبره متواجد بداخل الكنيسة، والتي يتصادف أيضا أنه بعث في الناس من مكانها.

 

أما بالنسبة لليهود فتتمثل أهمية مدينة القدس لوجود حائط المبكى، والذي يعتقد اليهود أنه ما تبقى من هيكل النبي الملك سليمان، وهو أكثر المواقع قدسية لديهم، كما يعتقد اليهود أنه الموقع الذي كان سيضحي فيه النبي إبراهيم بابنه إسماعيل.