بسبب فشله في ضبط الأوضاع السياسية داخليا..نتياهو يورّط نفسه بالحرب| تحليل

قال السياسي الفلسطيني الدكتور اسامة شعث استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إنه لا يتوقع تحقيق تهدئة خلال اليومين القادمين، موضحا ان الوفد المصري يبذل جهود مكثفة لتحقيق تهدئة عاجلة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي.

نتياهو في وضع حرج

وأضاف خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو في وضع حرج جدا امام الراي العام الداخلي للكيان الاسرائيلي وايضا على المستوى الدولي بعد اقامة الحواجز العسكرية لمنع المقدسين والمواطنين العرب من الوصول للصلاة في المسجد الاقصى ولمنع الأخوة المسيحين من الاحتفال في "سبت النور" ومنعهم من الوصول للكنيسة، بجانب محاولة هدم حي الشيخ جراح، الامر الذي فاقم من المواجهات في القدس والضفة واشعل الاحتجاجات الشعبية بين المواطنين العرب من جهة والقوات الاسرائيلية والمستوطنين من جهة اخرى.

خطة نتياهو في إخفاء فشله الداخلي

أوضح شعث أن  إسرائيل بقيادة بينامين نتينياهو تخلط الأوراق الداخلية بالأوضاع خارجها حاليا، وستصب تلك السياسيات في نهاية الأمر في صالحه، لأنه بشكل أكبر سيطيل من عمر حكومته أو سيوحد المتطرفين واليمين الاسرائيلي تحت قيادته في حكومة طوارئ وهو ما يؤكد أن مساعي منافسه "لابيد" في تشكيل حكومة ستفشل، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي رفض  تحقيق تهدئة في الوقت الحالي بوساطة مصرية وهذا يعني انه قد يبدأ في تنفيذ عدوان او هجوم بري واسع في الساعات القادمة على غزة.

وأكد شعث أن هدف العملية العسكرية الإسرائيلية القادمة ستكون بهدف تحقيق أي مكسب عسكري ميداني لتحسين شروط الهدنة، وأبرزها تجريد أجنحة المقاومة الفلسطينية وعلي رأسهم حركتي حماس والجهاد من أسلحتخما، ثم يتفرغ بعد ذلك لمواجهة الاحتجاجات العربية داخل الكيان الاسرائيلي، مشير إلي أن نتياهو في وضع حرج جدا فهو لم يستطع تشكيل حكومة رغم اعادة الانتخابات اربع مرات، ولهذا اشعل النار في القدس ثم في غزة، لصرف الانظار عن تطورات الاحداث في القدس لكنه لم يعد يتحكم بخاتمة الأحداث الآن.

المقاومة الفلسطينية تمكنت من هز منظومة الأمن الإسرائيلية

ولفت "شعث" إلي النجاحات الفلسطينية المتمثلة في تمكن المقاومة  الشعبية من الدفاع عن الاقصى وإجبار الاحتلال على تفكيك حواجزه من داخل المدينة، وكذلك نجاح المقاومة المسلحة في اختراق القبة الحديدية والتي  تصنف اقوى نظام دفاعي بالعالم، كل تلك الأمور هزت منظومة الامن الاسرائيلي وقدرتها على الردع وأوقف حركة الطيران المدني وضرب السياحة والاقتصاد لدى الاحتلال الإسرائيلي، لذلك فإن نتنياهو سيحاول تحقيق أي مكاسب عسكرية اولا لفرض شروطه بالتهدئة.

الجهود المصرية للتهدئة

قال  السياسي الفلسطيني "أسامة شعث"، إن الوسطاء الدوليين يختلفون عن بعضهم في رؤيتهم للتهدئة، فعلى صعيد  مصر تنطلق جهودها من ضرورة وقف العدوان لحماية اخوانهم الفلسطينيين المدنيين العزل من القصف الاسرائيلي ولوقف الاجراءات الاستفزازية والاستيطانية ومحاولة تدمير حي الشيخ جراح وإيقاف الاقتحامات في المسجد الاقصى.

الجهود الغربية للتهدئة

أوضح أن الموقف الأمريكي والأوروبي يختلف عن المصري، حيث تسعي أمريكا والدول الأوروبية للتهدئة بشكل عما لحماية امن الكيان الاسرائيلي والديل أنهم لم يتحركوا عند اقتحام المسجد الاقصى، مشيرا إلي أننا نأمل أن تلك الجهود التى تبذها مصر وتشارك فيها امريكا وفرنسا والأمم المتحدة وقطر، أن تساهم في وقف العدوان وان تتكلل بالنجاح خاصة بعد الدعوة الامريكية لعقد جلسة لمجلس الامن مساء الاحد.

وطالب شعث القوى السياسية الفلسطينية بسرعة تحقيق الوحدة الوطنية ووحدة الكلمة والخطاب الفلسطيني التحاقا بالوحدة الشعبية والميدانية لكل ابناء الشعب الفلسطيني وقواه المقاتلة، لأن القدس تستحق شعبا وقيادة واحدة موحدة تليق بها.