الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فيروز نبيل تكتب: عيون القلب

صدى البلد

خلق الله لنا جميعا العينين لنبصر بهما كل ما هو جميل حولنا فنستمتع برؤية الطبيعة الخلابة نرى البحور والأنهار والشمس والقمر و الجبال والسحاب والورود والاشجار ونرى ايضا وجوه أقاربنا وأصدقائنا وأحبائنا وكل التفاصيل التي نعيشها يوميا، فنحن لا نستطيع ان نتخيل حياتنا ابدا بدون نعمة الإبصار ولو لثانية واحدة فهي نعمه عظيمه جدا لا يُدرك قيمتها الا من حُرم منها ومع كل الإجلال والتقدير لهذه النعمه الغالية التى نحمد الله عز وجل عليها ليلا ونهارا الا انني أرى انه ليس بالضرورة أن كل مُبصر يرى فهناك اناسُ وهبهم الله هذه النعمه الغالية الا انهم لا يرون ولا يشعرون بأي شيئ جميل حولهم ولا يستطيعوا الا رؤية كل ما هو قبيح تراهم ينشرون يوميا كل ما هو سلبي وكل ما هو مظلم حتى ولو كان امامهم اجمل الاشياء ترى اعينهم تتلاشى كل ما هو جميل وتبحث عن كل ما هو رديء وسيئ،  و بالبحث فى اعماق هؤلاء الأشخاص تجد انهم يملكون نعمة الإبصار لكنهم لا يملكون ابدا نعمة البصيرة والنقاء الداخلي فلقد خلق الله جميع البشر ووهبهم نعمة الإبصار ولكنه اختص البعض فقط بنعمة البصيرة
فجميعنا نملك عينين نرى بهما ما حولنا من اشياء واشخاص ولكن ليس للجميع قلب نقى وروح شفافه يروا بهما ما لا يستطيع غيرهم ان يراه.
وهنا يستعجب البعض وهل القلب يرى مثل العينين ؟ والاجابة بالطبع نعم فإذا صَلُحَ القلب وضحت الرؤية واذا صَفت الروح كشفت كل ما حولها من حقائق وتفاصيل لا ترى بالعين ودعونا نضرب بعض الأمثلة والمقارنات.
فمثلا نرى بعض الأشخاص يشعرون بأشياء قبل حدوثها وبالفعل تحدث ، ونرى اشخاص اخرون ينفرون من بعض الأشخاص ويشعرون بعدم الإرتياح تجاهم وبالفعل نجد بمرور الوقت ان إحساسهم كان صادقا وايضا ما تفسيرنا تجاه بعض الأشخاص الذين لا يملكون حظوظ كبيرة بالدنيا ويعيشون حياة بسيطة جدا لكنهم دائما ما يملكون ابتسامة رضا يتعحب لها الكثيرين نرى اعينهم لا ترى سوى كل ما هو جميل ومضيئ فهؤلاء البشر لا يملكون ثروات طائلة  ولا وظائف مرموقة لكنهم يملكون قلوب تشعر وترى.
نعم فهم يملكون عيون القلب وهي أصدق كثيراً من عيون الوجه فهي نعمه من الله عز وجل لا يهبها الا لعبادة المقربين بل لعباده المُحبين الذين لا يسعون الا فى الخير ولا يحبون احدَ الا فى الله ولا يلهثون وراء ملذات الدنيا وكسب رضاء من هم أعلى منهم مقاما ولا ينظرون للنعم التي يمكلها غيرهم ويتمنون الخير للجميع  ونرى كل أهدافهم فى الحياه تتلخص فى نشر الحب والخير والسلام وكسب رضى الله ورسوله  لذا تراهم دائما يسكنون قلوب كل من يراهم وفى وجوهم نور ولهم كاريزما خاصه وحضور طاغي ورغم بساطتهم إلا أننا نجدهم دائما فى المقدمه.. لذا أتمنى لكم جميعا أن يهبكم.