الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لبنان.. رجال الدين يدخلون على خط السياسة بهجوم شديد على الرئيس عون والطبقة السياسية

صدى البلد

شنت قيادات دينية مسيحية وإسلامية بلبنان هجوما شديدا على الرئيس ميشال عون، والطبقة السياسية فى ظل ما آلت إليه الأوضاع في البلاد من أزمات طاحنة، جنبا إلى جنب مع أزمة تأليف الحكومة المنتظرة.

وفتح البطريرك الماروني، بشارة الراعي، نيران الهجوم على النظام والساسة فى البلاد ، واتهمهم بالمسؤولية عن تعطيل تشكيل الحكومة في لبنان.

وقال الراعي بحسب سكاي نيوز:" هذه البلاد ليست ملكية خاصة لكي تسمحوا لأنفسكم بتفلسيها وتدميرها، فهذه الدولة هي ملك شعبها وتاريخها وأجيالها الطالعة".

وأضاف "أمام عدم معالجة الأمور العامة الحياتية، نتساءل إذا ما كنتم مكلفين بتدمير بلادنا، وإلا لم هذا الجمود فيما فرص المعالجة متوفرة، ونحن في زمن فيه حلول لكل شيء؟".

ويشهد فيه لبنان أسوأ أزمة اقتصادية واجتماعية على الإطلاق، مع وصول المفاوضات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة زعيم تيار المستقبل سعد الحريري إلى طريق مسدود.

وتغرق البلاد في أزمة اقتصادية مدمرة وصلت إلى حد شح الوقود في البلاد، فيما لا يزال خطر انقطاع التيار الكهربائي عن البلاد قائما، وتواصل اللليرة اللبنانية مسلسل الانهيار المتسارع.

وتوجه الراعي إلى المسؤولين متهما إياهم بأنهم يعتمدون سياسة "الشعب المحروق على غرار سياسة الأرض المحروقة".

وطالب الراعي حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب أن تقوم بواجباتها بحكم الدستور والقانون والضمير وأن تبادر إلى توفير الغذاء والدواء والمحروقات وحليب للأطفال .

كما توجه المطران إلياس عوده متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس ، إلى الرئيس ميشال عون بالقول: "فخامة الرئيس، أستحلفك بأحفادك الذين ترى الحياة في عيونهم أن انزل إلى الشارع واستمع إلى شعبك وعاين الذل الذي يعيشه".

وسأل عوده رئيس الجمهورية: "هل تقبل أن يموت إنسان جوعا أو مرضا في عهدك؟، هل تقبل أن يعاني طفل في عهدك؟، هل تقبل أن يهان مواطن في عهدك؟ هل تقبل أن يضمحل لبنان في عهدك؟".

وأضاف "هل بسبب وزير أو حقيبة يدمر وطن وينحر شعب؟ هل تقبلون أن يموت عزيز عليكم جوعا أو مرضا أو يأسا وأنتم تتقاتلون على ملك زائل؟".

وكان المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي يرأسه مفتي لبنان، الشيخ عبد اللطيف دريان، أصدر بيانا، السبت، قال فيه إن "لبنان في عاصفة في بحر هائج وحكامه ينصرفون إلى جدال عقيم حول جنس الوزراء وتبعياتهم في الوقت الذي تشرف فيه السفينة على الغرق".

وقال في إشارة واضحة إلى عون: "يهيّئون الأجواء لإثارة النعرات المذهبية والطائفية ما يعرّض لبنان للفوضى والبلد يتحوّل إلى عصر الجاهلية".

وأضاف "هم غارقون في نرجسيّتهم الوهميّة ويرفضون مدّ يدهم إلى الأيادي الممدودة من وراء الحدود لإنقاذ لبنان من الغرق في دوامة الفوضى والانهيار".

وترتبط أزمة تاليف الحكومة في لبنان بمحاصصات وخلافات بين القوى السياسية وبصراع على النفوذ، وهو أمر يدفع ثمنه المواطن اللبناني يوميا، فغياب حكومة جديدة يعرقل محاولات انتشال البلاد من الأزمة المستفحلة.

ويقول ناشطون إن الطبقة السياسية تتعمد إيصال البلاد نحو الانهيار الكامل، تمهيدا للانتخابات النيابية المقبلة بعد أقل من عام، حيث يسهل على القوى السياسية السيطرة على الناخبين عبر مزيد من الزبائنية السياسية وشراء الأصوات.