الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نتائج الانتخابات الإيرانية والموقف الدولي

قلق أوروبي من فوز إبراهيم رئيسي..وتعثر مفاوضات فيينا|قراءة تحليلية لمحمد أبو النور

محمد أبو النور-رئيس
محمد أبو النور-رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية

أعلن إسماعيل موسوي المتحدث باسم لجنة الانتخابات الإيرانية، فوز المرشح المتشدد إبراهيم رئيسي بمنصب رئيس البلاد بعد حصوله على 17 مليونا و800 ألف صوت، فيما حصل المرشح المتشدد محسن رضائي على 3 ملايين و300 ألف صوت، بعد فرز 90% من الأصوات.

وأضاف موسوي في مؤتمر صحفي بمبنى وزارة الداخلية الإيرانية، أن المرشح المدعوم من الإصلاحيين عبدالناصر همتي، حصل على 2 مليون و300 ألف صوت، بينما حصل المرشح المتشدد أمير حسين قاضي زاده هاشمي على مليون صوت.

مد فترة التصويت

واستمرت العملية الانتخابية حوالي 19 ساعة منذ أن بدأ التصويت في الساعات الأولى من صباح الجمعة 18 يونيو وحتى الساعة 12 من صباح السبت 19 يونيو 2021، وتم مد فترة التصويت ساعتين للإقبال الضعيف نسبيا، لتغلق اللجان أبوابها في الثانية صباحا.

واتفق عدد من الخبراء على أن نتائج الانتخابات الإيرانية ستكون مؤثرة بكل تأكيد على المشهد الداخلي والخارجي، وأن التفاوض على رفع العقوبات الأمريكية القاسية التي تسببت في انهيار الاقتصاد الإيراني على مدار السنوات الماضية سيكون من أبرز الملفات التي سيعمل عليها الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي.

نتيجة متوقعة

وفي هذا الشأن قال الدكتور محمد محسن أبو النور رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية "أفايب"، إنه كان من المستبعد حدوث أي مفاجآت في نتائج الانتخابات الإيرانية، وفوز إبراهيم رئيسي المحسوب على التيار المحافظ المتشدد، كان محسوما بنسبة كبيرة، وذلك لاعتبارات كثيرة أبرزها:

  • انسحاب الإصلاحيين وتجميع قواهم في وقت متأخر
  • كل استطلاعات الرأي أكدت فوز إبراهيم رئيسي بنسبة 60% من إجمالي المشاركين في عملية التصويت.

 

تعثر مفاوضات فيينا

وأكد أبو النور خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن تلك الانتخابات ستؤثر على العلاقات الدولية الإيرانية بشكل واضح، لأن الحكومات الأجنبية والإدارة الأمريكية بشكل خاص تدرك أن وجود إبراهيم رئيسي على رأس الحكومة الإيرانية قد يعرقل ويصعب من مفاوضات فيينا والمفاوضات الأمريكية الإيرانية، والمفاوضات الإيرانية الأوروبية في مرحلة ما بعد ترامب.

 

قلق أوروبي من فوز إبراهيم رئيسي 

وأوضح أن الدول الأوروبية ستنتظر الإجابة على تساؤل هل سيحافظ إبراهيم رئيسي على الفريق التفاوضي الإيراني في فيينا برئاسة عباس عراقجي، أم سيغيره؟، مشيرا إلى أن الإجابة على هذا التساؤل ستحدد سياسة الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، والتي سنعرفها بعد تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة في منتصف أغسطس أو بداية سبتمبر.

 

علاقات أكثر تشددا بعد فوز رئيسي

وكشف رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية عن أنه من المتوقع أن يذهب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، التابع للتيار المتشدد، إلى علاقات أكثر تشددا مع جيران إيران في الإقليم، خاصة في ظل التخوفات الإيرانية من تنامي العلاقات العربية الإسرائيلية التى تمثل تأثيرا كبير على نفوذ طهران في الخليج العربي.

صراع إيراني عربي إسرائيلي 

وأشار إلى التقارير التي تفيد بأن هناك محاولات للتقارب البحريني الإسرائيلي وتطبيع العلاقات بين البلدين هلال الأيام المقبلة، ما يعني أن الخليج العربي سيكون له علاقات وطيدة مع إسرائيل التى سيكون وجودها إستراتيجي في المنطقة بما سيؤثر على النفوذ والتواجد الإيراني، مشددا على أن تلك التفاهمات العربية الإسرائيلية ستدفع إيران لزيادة التشدد والعسكرة للحفاظ على نفوذها في الخليج العربي.

 تواجد إيران في الدول العربية

ولفت أبو النور إلى أنه بالنسبة للدول التي يتواجد فيها النفوذ الإيراني بشكل صريح وهو "سوريا – العراق – لبنان – اليمن"، فإن طهران ستعمل على زيادة نفوذها في هذه الدول لاسيما سوريا ولبنان والعراق على سبيل الأولوية، مضيفا أنها يمكن على المدى القريب أن تساوم الولايات المتحدة على دورها في اليمن.

 

مساومة أمريكا

وأوضح أن إيران ستعمل على مقايضة أمريكا، بمعين أنها ستعرض تقليل نفوذها وتواجدها في اليمن، مقابل الحصول على بعض المكتسبات في دول أخرى مثل لبنان، مؤكدا أنه بشكل عام ستواصل دورها في تلك الدول لأنها أنفقت رأس مال سياسي كبير على تواجدها في تلك البلدان، ومن الصعب ان تضحى بكل هذا النفوذ والاستثمار السياسي دفعة واحدة دون أن تحصل على مكاسب.

وأختتم قائلا: "إن إيران سوف يكون لها وجود مستدام في كلا من سوريا والعراق، وستعمل على الحفاظ على تواجدها في لبنان حتى تحمي حزب الله، ولكن قد تقايض على دورها في اليمن وقطاع غزة وجنوب فلسطين لاعتبارات إستراتيجية، ولن تفعل ذلك إلا بمكاسب كبيرة من الولايات المتحدة التى تفاوضها في فيينا، كما أن ملامح تلك المناورات السياسية ستتضح بشكل أكبر بعد تشكيل الحكومة الايرانية الجديد في منتصف أغسطس".