وأكد الدكتور محمود الأبيدي، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن مفتاح الخروج من الحزن هو الرضا بقضاء الله وقدره، مستشهداً بتوجيهات الشيخ الشعراوي الذي نصح بـ"إغلاق باب الحزن بمسمار الرضا"، مؤكداً أن الإنسان إذا أصابه الحزن وعاشه برضا بالله، فإنه يظل محافظاً على ثقته في الله ورحمته، وأن رسائل الله سبحانه وتعالى كلها خير، حتى لو بدت الابتلاءات صعبة.
عبادتان اثنتان للخروج من الحزن والاكتئاب
وذكر الأبيدي خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الاثنين، أن هذا ما حدث مع سيدنا النبي ﷺ بعد زيارة الطائف، حيث واجه الأذى والحزن لكنه لجأ إلى الله واستعان به، حتى جاءه ملك الجبال، فكان أول مخرج من الحزن الشديد هو الرضا بقضاء الله والاعتماد عليه.
وأضاف الأبيدي، أن الحزن إذا طال الإنسان وأدرك قلبه، فإنه يؤدي إلى تنفيذ وظيفة الشيطان، الذي يسعى لإحباط المؤمنين، مؤكداً أن المؤمن إذا أحسن التوكل على الله، جعل الله سبحانه وتعالى وكيلاً له في كل أمر، فلا يضرّه أحد إلا بإذن الله، ولا ينفعه أحد إلا بإذن الله، مستشهداً بالآية: "وعلى الله فليتوكل المؤمنون".
وأوضح الأبيدي أن حسن التوكل يعني جعل الله المدبر والمنفذ لكل ما يريد الإنسان، وتركه يتحكم في قلبه بدلاً من الحزن أو الشهوات أو الملذات التي قد تتملك الإنسان.
وأشار الأبيدي إلى أن القرآن الكريم يمثل العلاج والنور لكل من يدخل في مرحلة الحزن أو الاكتئاب، مستشهداً بالآية: "إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً"، موضحاً أن القول الثقيل هو القرآن الكريم والوحي الشريف، وهو الشفاء والرحمة للمؤمنين، كما جاء في قوله تعالى: "وننزل من القرآن ما هو رحمة وشفاء للمؤمنين".
وقال الأبيدي إن القرآن يهدّي الإنسان ويخرجه من ضيق النفس والحزن، ويعينه على مواجهة همومه ومصاعبه، مؤكدًا أن التمسك بالقرآن والاعتصام به يمنح الإنسان الطمأنينة والسكينة ويبعد عنه الإحباط واليأس.



