الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مسألة حياة أو موت.. هل تحصل أفريقيا على حصة عادلة من لقاح كورونا

لقاح كورونا
لقاح كورونا

مسألة حياة أو موت بنية تحتية ضعيفة، وإمكانيات ضئيلة لا تقدر على مواجهة مزيد من التحديات أو الأمراض، هى القارة الأفريقية التى أنهكتها الأوبئة، وما لبثت أن تتنفس الصعداء، جاء فيروس كورونا ليقضي على تلك الخطوات التى بدأت تخطوها القارة السمراء نحو الخروج من النفق المظلم والأوبئة القاتلة مثل الكوليرا والحمي الصفراء وغيرها.

مسألة حياة أو موت

القارة الأفريقية الفقيرة رغم مواردها، الشابة التى التهمتها الأمراض تواجه الأسوأ بمفردها، دون أى مساعدة من الدول الكبري، ففى الوقت الذي تتلقي فيه دولا لقاح كورونا، لا تمتلك أفريقيا جرعات كافية لمواصلة التطعيمات.

ما يزيد على نصف الدول الأكثر فقرا التي تتلقى الجرعات من خلال البرنامج ليس لديها ما يكفي من الإمدادات للاستمرار في حملات التطعيم، هكذا أوضح بروس أيلوارد كبير مستشاري منظمة الصحة العالمية، التي تشارك في إدارة برنامج كوفاكس لتوزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.

وقال بروس أيلوارد كبير مستشاري المنظمة إن ما يزيد بكثير عن نصف هذه الدول الثمانين “لا يوجد لديها ما يكفي من جرعات اللقاح لمواصلة برامجها في الوقت الحالي..  الجرعات لدى بعض تلك الدول نفدت بالكامل”.

لقاحات كورونا في أفريقيا

لم يتم تطعيم سوي 1% من سكان أفريقيا تلك الإحصائية التى تعكس الوضع المأساوي داخل القارة السمراء أعلنتها منظمة الصحة العالمية والتى أكدت فى نفس الوقت أن إفريقيا بحاجة إلى 225 مليون جرعة أخرى من لقاح فيروس كورونا من أجل تطعيم 10٪ من السكان في كل بلد بشكل كامل بحلول سبتمبر المقبل.

حيث حصلت أفريقيا على  32 مليون جرعة،  من أكثر من 2.1 مليار جرعة يتم إعطاؤها على مستوى العالم، وعليه فلم يتلق سوى 2 % فقط من سكان القارة السمراء البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة الجرعة الأولى، وتم تطعيم 9.4 مليون مواطن أفريقي فقط.

تقاسم الجرعات مسألة حياة أو موت

”لا تزال تغطية التطعيم القارية للجرعة الأولى عالقة عند حوالي 2٪ وحوالي 1٪ في إفريقيا جنوب الصحراء. بينما تسابقت بعض الدول الغنية لتتخطى حاجز الـ 60٪"، هكذا أوضح الدكتور ماتشيديسو مويتي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا لافتا إلى أن :"تقاسم الجرعات مع أفريقيا مسألة حياة أو موت".

يأتى نقص إمدادت أفريقيا من اللقاح وسط ارتفاع فى معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد حيث وصل إجمالى الإصابات فى أخر إحصائية للمراكز الأفريقية للأمراض والوقاية منها، ما يقرب من خمسة ملايين إصابة بكوفيد-19.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن اللقاحات أصبحت "نادرة بشكل متزايد"، مضيفة أنه بالمعدل الحالي، فإن سبع دول أفريقية فقط ستحقق هدف تحصين شخص من كل 10 أشخاص بحلول سبتمبر.

موجة قد تكون الأسوأ

نقص فى اللقاحات وضعف فى البنية التحتية كلها أسباب دفعت المنظمات الدولية إلى إطلاق جرس الإنذار نحو وضع مأساوي قد يحدث فى أفريقيا، حيث أن ماتشيديسو مويتي مديرة منطقة أفريقيا في منظمة الصحة العالمية حذرت من "موجة قد تكون الأسوأ .. الموجة الثالثة تتسارع وتتمدّد بسرعة أكبر وتضرب بشكل أقوى".

الموجة الثالثة التى حذرت منها منظمة الصحة العالمية لم تتوقف عند دولة بعينها داخل أفريقيا بل امتدت نحو دولا أخري كانت بعيد كل البعد عن إصابات فيروس كورونا، مثل سيراليون و ليبيريا في غرب أفريقيا، حيث سبق وصرح رئيس ليبيريا جورج ويا أن "الوضع أكثر إثارة للقلق مما كان منذ عام"، متحدثا عن مستشفيات مكتظة بمرضى يعانون من صعوبات تنفسية.

"سباق مع الوقت، الوباء متقدم علينا" تلك الكلمات صرح بها جون نكينغاسونغ، مدير المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والذى أمد أنه:" في أفريقيا، لسنا بصدد الانتصار في المعركة ضد الفيروس".

انتهاء صلاحية اللقاحات

فى نفس الوقت التى تعانى منها دول أفريقية من نقص فى اللقاحات، دولا أخري لم تتمكن من تطعيم مواطنيها باللقاحات قبل انتهاء صلاحيتها فوفقا لما ذكرته فرنسا 24 فإن مالاوي في مايو أتلفت قرابة 20 ألف جرعة منتهية الصلاحية، فيما أعادت جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان أكثر من مليوني جرعة، كما أتلفت جنوب أفريقيا التي لم تلقح سوى 2,2 مليون شخص من أصل 59 مليونا، مليوني جرعة جراء خطأ في التصنيع.

خطط لإنتاج اللقاح فى أفريقيا 

النفق المظلم الذى تعيشه أفريقيا خلال هذه الفترة جراء فيروس كورونا، يبدو أن بصيص نورا قد يأتى بعد ظهور خطط لإنتاج اللقاح فى أفريقيا، حيث أكدت منظمة الصحة العالمية إن أول مركز لإنتاج لقاح إم أر إن إيه سيتم إنشاؤه في جنوب أفريقيا بمساعدة من اتحاد شركات.

من جانبه رحب  رئيس جنوب أفريقيا سيريل راموفوزا بهذه الخطط باعتبارها خطوة مهمة لجعل أفريقيا أقل اعتمادا على اللقاحات التي يتم توريدها من الخارج.

وأوضحت سوميا سواميناتان الخبيرة بمنظمة الصحة العالمية إن المركز يمكن أن ينتج باكورة لقاحاته ضد الفيروس في غضون 9 إلى 12 شهرا إذا ما سارت الأمور على ما يرام، لافتة إلى أن “منظمة الصحة العالمية تجري الآن محادثات مع عدد من شركات صناعة الدواء حول إنشاء المركز”.