الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

30 يونيو انتصار لإرادة المصريين

من حق الشعوب أن تصحح مسارها في اللحظات الفاصلة من تاريخها وهو ما حدث في مصر في 30 يونيو2013  بعد عامين من ثورة 25 يناير التي ضلت الطريق وفقدت البوصلة واختطفتها جماعة الاخوان الارهابية التي كانت ترتدي رداء الوطنية خادعة عموم البسطاء  رغم  أن فكرة الوطن والأمن القومي لا قيمة لها في أدبيات جماعة الإخوان فشعارهم الوطن وسيلة وليس غاية.

ومع تولي جماعة الاخوان حكم مصر علي مدارعام استشعرالمصريون خطورة التنظيم الدولي  الاكثر تمددا وتشعبا  انجلت مقاصده ومطامعه بعد ان جاءته فرصة الصعود إلى قمة السلطة في مصر الا ان  تحركاته المريبة في دهاليز السرية وتعاملات الظل وتهميش واقصاء كافة اطياف السياسية ومؤسسات الدولة فقد تصورت جماعة الارهاب انها تستطيع  أن تبتلع دولة ونسوا او تناسوا ان الدولة المصرية بحضارة 7 الاف سنة لم تستطع اي دولة عظمي توافدت عليها مهما كانت قوتها ان تبتلعها بل استطاعت مصر بمكوناتها الفريدة ان تمتص كل الثقافات الوافدة المتعاقبة عليها عبر تاريخها تستوعبها لتنصهر داخل هوامش خصوصيتها الحضارية. 

فمصر الأقوى والأعمق  اصالة تـمصر كل جديد تبتلعه وتهضمه وتشكله وتفرزه مشكلة اياه منتجا مصريا  وسطي صميما ولذلك لم تستطع الموجات الأستعمارية التي توالت ان تقهر الهوية المصرية فقد شكلت حائط صد منيع ضد كل من حاول الاقتراب من مفرداتها الحضارية.   

وعندما تحاول أى جماعة ابتلاع أى دولة يحدث الانفجار وهذا ما حدث للإخوان حينما حاولوا ابتلاع الدولة المصرية واقصاء كافة مكوناتها واطيافها السياسية ومؤسساتها  والاستحواذ علي السلطات التشريعية والتنفيذية حدث الانقسام وكان الاستقطاب شديد  وجاء يوم الأربعاء الدامي  5 ديسمبر 2012 أمام قصر الاتحادية كاشفا ليدق ناقوس  خطر شديد  ينذر بالقادم. 

مشاهد قتل عنف وعمليات أسر وتعذيب للمتظاهرين المطالبين باعادة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور والغاء الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس الاخواني. 

المشهد السياسي ملتهب ومصر مدفوعة في حالة غير مسبوقة إلى العنف الدموي ضد شعبها بين طائفة بمليشياتها ومعتقداتها والتي تطلق علي نفسها  جماعات الاسلام السياسي  وبين عموم الشعب المصري من مسلمين وأقباط والذي تم تصنيفهم كمعارضين للشريعة الإسلامية.

ازمات مست الامن القومي للبلاد خلاف الكوراث الاقتصادية الطاحنة ومع هاجس القلق على مستقبل وهوية  الوطن بعد ان اوشكت مصر على الانزلاق لحافة الانهيار علي كل الاصعدة وترهلت وتآكلت مفاصلها سياسيا واقتصاديا اصبح الوضع كارثي والفوضي غير محكومة والممارسات عشوائية غير منضبطة.

والغضب الشعبي يتصاعد رافضا حكم الاخوان  والاحتقان السياسي  ضد أخونة الدولة بلغ منتهاه وظهرت حركة تمرد  التي التف حولها ملايين المصريين لسحب الثقة من الرئيس الاخواني وجماعته الارهابية . 

كل هذا والقوات المسلحة المصرية المؤسسة الوطنية  تجاهد من اجل  ان تخرج بالبلاد من النفق المظلم تراقب بصبر شديد وعين يقظة علي محاولات اختطاف الدولة الي ان حانت اللحظة الفارقة وجاء الخروج الكبير موجة هائلة كان بمثابة تسونامي من مختلف الاعمار وطبقات الشعب الغاضبة في كل ميادين مصر عاقدة العزم  لاسترداد ما سرق منها فكسروا كل القيود وخالفوا التوقعات متخطين كافة الحدود فلم يكن احد يتوقع ان تقوم للمصريين قائمة بعد انهاك دام سنتان اعقاب ثورة يناير وما فعلته جماعة الاخوان في السنة القاتمة السواد من ممارسات ارهابية.

وجاء حجم الحشد الشعبي في ميادين مصر ليحبط المؤامرات الداخلية والخارجية المفاجاة غيرمتوقعة لاخوان الداخل الذين لم يعيروا اهتماما للرفض الشعبي لسياسيتهم والصدمة مدوية للاعبين الدوليين اصحاب المصالح والمؤمرات التي اجهضتها الحشود المليونية وكان الانكار العام.

وامام مكونات المشهد المصري الفريد فى الشوارع والميادين بوعي جمعي واحد تحت راية الوطن ووحدة المصير وامام الدعم العربي الضاغط لم تستطع قوي الشر في الداخل اوالخارج أن تلتف حول الارادة الشعبية والطوفان كاسح فالكل علي قلب رجل واحد ملحمة وطنية دعمتها مؤسسات الدولة المختلفة علي راسها المؤسسات العسكرية والامنية ودور وطني بطولي لن ينساه التاريخ وشعب مصر قامت به قواتنا المسلحة و القائد الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع انذاك الذي قاد سفينة الوطن بكل شجاعة لترسو على شاطئ الأمان. 

وكان للمحكمة الدستورية العليا ممثلة في المستشار عدلي منصور دورا وطني اخر لن يمحي من الذاكرة الوطنية وكانت المؤسسات الدينية حاضرة بقوة ممثلة في الامام الاكبر دكتوراحمد الطيب وقداسة البابا توضرواس الثاني  بابا الاسكندرية وادوار سجلها التاريخ في انصع صفحاته ويبقي المشهد الجماهيري هو الملهم وتظل 30يونيو صنيعة الشعب وذكري غالية لاستعادة الوطن والروح والاستقرار والانتصار للهوية الوطنية والدولة المدنية سيظل يوم من ايام العزة والفخر.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط