الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصطفى الشيمى يكتب: تصحيح الفهم فى تفسير الحلم يكشف الخفايا

صدى البلد

 

الحلم  لغة معبرة  بقصص وصور واقعية وخياليه تتحرك فى أذهاننا خلال اليوم  ، يتشارك فيها جميع البشر  وبما اننا نعيش فى عالم نجهل الكثير عنه فقد شغل تفسير  الأحلام حيزا كبيرا من أراء الفلاسفة والشيوخ والمحللون النفسيون لعدة قرون لمحاولة قراءتها ، وتحليلها ، والتوصل إلى ماهيتها ومحاولات تفسيرها. ربما لهذا دوَّن ملوك بلاد ما بين النهرين أحلامهم على ألواح الشمع في الألفية الثالثة قبل الميلاد ، وبعد ألف عام كتب المصريون القدامى في كتاب الحلم أكثر من مئة حلم مشترك ومعانيها حتى وصلنا الان إلى أن الحلم ضروري لتنظيم المشاعر، بالإضافة إلى حل المشكلات الإبداعية .
يعد كتاب "تصحيح الفهم فى تفسير الحلم" امتداد  لكتاب " معبد روياها "  حيث تنوى الكاتبه " ثويبه صابر "  إلى اصدار سلسله تخص تفسير الأحلام بعيدا عن مفهومها الدارج  بمنظور يدمج  ما جاء فى التشريع والتأثر النفسي على الإنسان،  موضحه مدى تأثر النفس البشريه بالتفسير  ومدى تقبلها للوهم وذلك فى سياق روائى شيق يعكس حديث واقعى بين سائل حائر ومفسر أحلام واعى . فى عدة تساؤلات تهدى القارئ إلى ما أصابه من حيرة شخصية فيما يخص هذا الفضاء الغامض المتسع  ، فهل الأحلام محض أرواح تهيم بعيدا عن الجسد لدقائق أم هي رسائل إلهية، أم لوحة فنية تُعبِّر عن المشاعر والرغبات واللا وعي؟  

تركز الكاتبه على ان هناك ثوابت أساسية لا يمكن تخطيها وتجاوزها، وهناك أيضا  اختلاف  في الزمن والتاريخ  وكذلك هناك تغيرات في أحوال الناس جميعها تؤخذ بعين الاعتبار أثناء تفسير الأحلام ، فالرموز لا تتشابه مطلقا وكلا منا له حاله خاصه مستقله بذاته  فمعرفة الرمز لم تعد  كافيه ، بل ينبغي على المُفسر أن يبحث عن القرينة الدالة على معنى هذا الرمز  ، كما سلطت الضوء على خطورة جعل الإنسان مصيره مرهون باحلامه فقط ،  وأن يربط مستقبله وقراراته المصيرية بما يراه في منامه ، فربما كان حلما من الشيطان  حتى يمغص عليه نومه ويقظته ، ويصبح مطمع يستغل به الدجالين  البسطاء ويجعلوا منهم مادة للتكسب عبر تفسير الأحلام بطرق لا أساس لها في الشريعة الإسلامية و حيث يعتمدوا على ثقافة الجماعة التي يعيشون بينهم فيستطيعون الدخول من نقاط الضعف والجهل فالإنسان الذي يشتكي من شئ ما يذهب إلى من يستطيع علاجه ولو بالايحاء . 
الكتاب نواه حقيقه لترسيم مفاهيم جديدة  بشكل روائى ممتع عن تفسير الأحلام  التى تتغير بيتغير الأحداث والازمنة وتؤكد  أن الحلم  لا يقتصر على إلقاء الضوء على العلاقات القائمة بين الأنا والآخرين فقط ، ولا على إطلاق الأحكام الثاقبة والتكهُّنات. فعند استغراقنا في النوم، وعند خلوتنا بأنفسنا، نكون قادرين على التبصر في أمر أنفسنا ونحن بمعزل عن تأثير الضوضاء والضجيج وبمنأى عن الحماقات، فنحس بشكل أفضل ونفكر بشكل أسلم، وتكون أحساسينا وأفكارنا أقرب إلى الحقيقة.