الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في 3 سنوات.. كيف أعاد مانشيني إيطاليا للقمة بالتتويج بكأس أوروبا؟

مانشيني
مانشيني

تُوج منتخب إيطاليا ببطولة كأس الأمم الأوروبية “ يورو 2020”، وذلك بفوزه على إنجلترا بضربات الترجيح بنتيجة 3-2، بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لمثلهما.

منتخب إيطاليا حصد لقب اليورو للمرة الثانية في تاريخه، والأولى منذ 53 عامًا.. اللقب الأول الكبير منذ 15 عامًا، منذ التتويج بمونديال 2006، والذي من بعده كان أفضل إنجازات الطليان خسارة نهائي يورو 2012 من إسبانيا برباعية.. فترة للنسيان تخللها فشل في التأهل لكأس العالم 2018، في أمر غير معتاد على “ الأزوري” المُتوج باللقب العالمي 4 مرات.

روبرتو مانشيني مدرب المنتخب الإيطالي، استلم منصبه الحالي في مايو لعام 2018، استلم الطليان وهم في أسوأ نسخة لهم، وأسوأ ترتيب لهم في تصنيف الفيفا، فكيف جعلهم أبطالًا لليورو.. يصلون لـ 34 مباراة متتالية بدون هزيمة.. تقديم أفضل أداء، وأن يصبحوا أفضل منتخب عالميًا في الوقت الحالي؟

 

مانشيني مدرب كبير بلا شك، فهو استطاع تحقيق العديد من البطولات مع مانشستر سيتي، ومع إيطاليا، قام بعمل رائع تكتيكيًا ونفسيًا مع لاعبيه.

 

مانشيني أعطى الفرصة لأكبر عدد من لاعبي المنتخب، فأدخل في أنفسهم شعور ويقين بأن كلهم سواء عنده، لا يوجد لاعب أساسي ولاعب بديل، ومنح كل لاعبيه الثقة، فرأينا سبينازولا الذي وصل لسن الـ 28 دون أن يشكره أحد على مستواه، مطمعًا لكل الفرق الأوروبية بسبب أدائه في اليورو، وبعد إصابته، لعب بديله إيمرسون بالميري بأفضل أداء.. لوكاتيلي الذي لعب أول مباراتين بدلًا من فيراتي المصاب، ليحل محله ذلك الأخير حتى نهاية اليورو بأداء مثالي .. رأينا إنسيني وكييزا وباريلا والجميع.. فأصبح كل الطليان في المنتخب يؤدون بأفضل أداء ممكن.

 

مانشيني أيضًا ابتعد عن الأسلوب الدفاعي للفريق، اللعب بطريقة 4-4-3.. قوة هجومية وتوازن دفاعي لديه ظهيرين يتميزان بالجانب الهجومي تمامًا كتفوقهم دفاعيًا، مهاجم رأس حربة وخلفه جناحين بأفضل أداء وبدون واجبات دفاعية كبيرة، لأن خطي الوسط والدفاع يفسدان تقريبًا أغلب هجمات المنافسين.. خط وسط يتميز بالحيوية والسرعة والنشاط، متمثل في فيراتي وجورجينيو وباريلا، وكذلك معهم لوكاتيلي، الذي خاض أول لقائين في البطولة كما ذكرنا؟

 

أما خط الدفاع، فأقنع مانشيني الثنائي المخضرم جيورجيو كيليني وبونوتشي بالاستمرار في تمثيل المنتخب الإيطالي.. البعض عاب هذا القرار لكبر سنهما، لكنهما كانوا على قدر المسئولية تمامًا، ولعبا وكأنهما في سن العشرين، وخير دليل على ذلك تألقهم الملحوظ أمام منتخب يتميز بخط هجومه القوي.. تألقوا أمام سويسرا وويلز وبلجيكا وإسبانيا وإنجلترا.. تغلبوا على أفضل المهاجمين على مستوى العالم، وكانوا سببًا رئيسيًا في تتويج الطليان باليورو.

منتخب إيطاليا عاد أخيرًا لمصاف المنتخبات العالمية.. عاد بفضل مانشيني أولًا وأخيرًا، فهل يُكمل روبرتو رفقة الطليان قصتهما الجميلة ويقودهم لتحقيق مونديال قطر القادم؟