الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طالبان تحذر تركيا.. هل تستطيع أنقرة ترويض الحركة الأفغانية؟

طالبان تحذر تركيا
طالبان تحذر تركيا من إبقاء قواتها في أفغانستان.. وأنقرة ترد

بينما تنسحب معظم القوات الأجنبية من أفغانستان، تحاول تركيا سد الفجوة وتقدم نفسها كقوة حامية جديدة في هذا البلد المضطرب، لكن يبدو أن حركة طالبان لها رأي آخر، وتمضي في إرسال تهديدات وتحذيرات واضحة لأنقرة.

عقب انسحاب القوى الغربية من أفغانستان، على رأسها الجيش الأمريكي، باتت الحكومة الهشة في كابول بمفردها أمام آلاف المتعطشين للانتقام من مقاتلي حركة طالبان، لذلك، قد تكون تركيا هي الدولة المكلفة بتقديم الحماية والمساعدة.

الشهر الماضي، وخلال محادثات على هامش قمة حلف الشمال الأطلسي "الناتو"، ناقش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الأمريكي جو بايدن إمكانية نشر قوات تركية في أفغانستان، وبشكل أساسي تكون مهمتها حماية مطار كابول.

وبعد تلك المناقشات، أكد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه تركيا في أفغانستان، ورغم ذلك، لم يتم الإعلان عن أي شيء رسمي بشأن خطط انتشار القوات التركية، وفقا لإذاعة "دويتشه فيله" الألمانية.

طالبان تحذر تركيا من عواقب وخيمة

لم تقف الحركة الأفغانية المتشددة مكتوفة الأيدي بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وأثبتت بكل وضوح رغبتها في العودة للسلطة، علاوة على ذلك، تحذر طالبان تركيا من إبقاء قواتها على أراضي أفغانستان بعد انسحاب القوات الغربية.

وقالت حركة طالبان في بيان إن "قرار الأتراك ليس حكيما، إنه انتهاك لسيادتنا ولوحدة وسلامة أراضينا وهو مخالف لمصالحنا الوطنية".

وأضاف بيان طالبان "قرار حكومة تركيا بالاستمرار في احتلال أفغانستان سيضر بهذه العلاقة وينمي مشاعر الكراهية والعداء لأنقرة في أفغانستان".

ورغم أن دور تركيا في أفغانستان ليس واضحا، لكن التقارير تشير إلى أنه يتعلق بشكل أساسي بتأمين مطار كابول، وخدمات أخرى مثل توفير الأمن للسفارات والمستشفيات.

ويقول الخبراء إن إبقاء تركيا قواتها في أفغانستان، قد يجلب مخاطر هائلة، وفقا للإذاعة الألمانية، حيث تقول إلهان أوزجيل، الخبيرة في العلاقات الدولية من جامعة أنقرة، إن تفوق متمردي طالبان على القوات الأفغانية المدربة من قبل الناتو أمر يثير القلق.

فيما ترى خبيرة العلاقات الدولية سيرين أوني أن التقدم العسكري لطالبان لا يمكن إيقافه، وأن الحركة عليها أن تتسامح مع الوجود الأجنبي في أفغانستان أولا، حتى يتمكن الأتراك من مباشرة عملهم.

كما يحذر السفير التركي السابق لدى تركيا فاروق لوغوغلو من الهيمنة المتزايدة لطالبان على المدن والقرى الأفغانية، قائلا "إذا تجاهلت تركيا الخطار.. فستكون هناك عواقب وخيمة ماديا ومعنويا".

أنقرة تدافع عن وجودها

ردا على تحذير طالبان، قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن هدف الوجود التركي في أفغانستان هو "تحقيق استقرارها وأمن شعبها".

وفي تصريحات صحفية، أوضح الوزير التركي أن هناك نقاطا جرى الاتفاق عليها مع نظيره الأمريكي لويد أوستن فيما يتعلق بالمقترح التركي لتأمين مطار كابول.

وتابع آكار "نقول لإخوتنا الأفغان الذين توجد روابط تاريخية وثقافية تربطنا معهم.. لقد فعلنا كل شيء من أجل تحقيق المصالحة والاستقرار والأمن للشعب الأفغاني، وسنواصل العمل في المسار ذاته".

وأضاف آكار أن تركيا موجودة في أفغانستان منذ 20 عاما دون تولي مهام قتالية ويقتصر عملها على مهام استشارية وصيانة وإعمار، مشيرا إلى أن تشغيل مطار كابول رغبة دولية لأن "الدول لن تبقي ممثلياتها الدبلوماسية بأفغانستان ما لم يكن المطار يعمل".

ويبلغ عدد الجنود الأتراك الموجودين في أفغانستان في إطار مهمة "الدعم الحازم" بقيادة الناتو نحو 500 جندي.

يأتي ذلك التطور بعد أيام من تقدم متسارع لحركة طالبان في الأراضي الأفغانية، حيث أعلنت سيطرتها على 85% من أفغانستان، في وقت تحذر فيه دوائر الاستخبارات من أن الحركة بإمكانها السيطرة على الحكم في أقل من 6 أشهر.

كان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، دعا نهاية الأسبوع الماضي، لإبرام "اتفاق سياسي ينهي النزاع" في أفغانستان، في ظل مخاوف من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.

ومن المقرر أن تستمر المناقشات حول خطة الوجود التركي في أفغانستان الأسبوع المقبل خلال قمة حلف الناتو، لكنها تصطدم بتعقيدات مثل العلاقات المتوترة مع الناتو، منذ أن أصرت أنقرة على شراء أنظمة "إس-400" الروسية، لكنها بالنسبة للرئيس التركي فرصة لا تعوض لتعاون أكبر مع الغرب في الأمور الأمنية، ومحاولة إزالة الخلاف القائم.