EN 
ساعات قليلة قبل عيد الأضحى، قد تكون بعام كامل من العمل، فهى الموسم الأهم و الأبرز لعدد من الحرف المرتبطة بالأعياد ومناسبات معينة،من ضمنها حرفة " سن السكاكين" التى يعمل بها كمال أبو السعود الشهير بـ عم غريب ، بين أبناء مدينة نجع حمادي شمال قنا .
"عم غريب" الذى لم تفارق السكاكين و أدوات التقطيع يده منذ ٥٠ عاماً، تحول إلى أيقونة و ماركة مسجلة فى عالم سن السكاكين و أشهر من يعمل فى هذه الحرفة بنجع حمادى، لخبرته الطويلة في هذا المجال، و جودة سن السكاكين التى تقع تحت يده.
سن السكاكين، حرفة يخشى الكثير مجرد الاقتراب منها، لما تحمله من مخاطر و متاعب سواء من السكاكين التى لا تعرف الهزار أو الخطأ غير المقصود، أو الحجر الضخم الذى يدور بلا توقف للوصول إلى السن المطلوب للسكين.
قرش أو قرشين على أقصى تقدير كانت أجرة سن السكاكين فى العقود الأخيرة من القرن الماضى، لكنها تغيرت و وصلت إلى ٥ جنيهات فى الوقت الحالى مع تغير الظروف و غلاء المواد والأدوات المستخدمة في عملية التسنين .
قال كمال أبوالسعود حسين الشهير بغريب، ٦٧ عاماً، عملت فى حرفة سن السكاكين منذ ٥٠ عاماً، بعدما تعلمتها على يد و الدى ، الذى توارثها عن جدى، و مازالت أعمل بها أنا و أولادى رغم نقص الطلب عليها كما كان من قبل، فتوافر أشكال و أنواع مختلفة من السكاكين و السلاح جعل شرائها أسهل من إعادة سنها.
و تابع عم غريب، لكن هناك بعض القواطع و السكاكين التى لا تعوض، يحافظ أصحابها على سنها و تجديدها كل فترة للحفاظ عليها من التلف، إضافة للجزارين الذين يواظبون على سن السكاكين و أدوات الذبح و التى تحتاج الى سن و تجديد كل فترة .
و أضاف عم غريب ، مع قدوم مواسم الأعياد و خاصة عيد الأضحى أستعين بأبنائى " بعضهم فى كليات جامعية" لمساعدتى فى إنهاء و إنجاز المطلوب، حيث يتزايد الطلب على سن السكاكين سواء من الجزارين أو الأسر، لتسهيل عملية تقطيع لحوم الأضاحي التى تحتاج لأكثر من سكين لتيسير عملية تقطيع اللحوم وتوزيعها .
و أشار عم غريب ، إلى أن حرفة سن السكاكين من الحرف الخطرة التى يخشاها الكثير من الناس، لكن مع التعود و الخبرة تتضاءل نسبة الخطر و إن كانت لا تختفى تماماً، لكن كل هذا مع الصبر و التعامل بحذر مع الحجر و السكاكين التى تصل درجة سخونتها إلى درجات لا يمكن تحملها أثناء عملية التسنين، لافتاً إلى أنه أصيب بجروح كثيرة خلال فترة عمله لكنها لم تؤثر على أدائه فى العمل.
و أوضح عم غريب، بأن إتقانه لحرفته منذ سنوات طويلة جعله مقصداً لأهالى نجع حمادى لسن سكاكينهم، فالكل يبحث عن الجودة لأن عملية التسنين ليست مجرد وضع سكين على الحجر وفقط، فهى مهارة و احتراف فى وضع السكين على الحجر و إزالتها فى الوقت المناسب، حتى لا تتأكل السكين و تتلف أثناء عملية السن.
ونوه عم غريب ، إلى أن الأدوات المستخدمة فى سن السكاكين يحضرها من القاهرة خاصة الحجر الذي يتم شرائه من القطامية و يعاد تشكيله و تدويره داخل المحل، لكى يتناسب مع حجم المحل و المواسير التى يتم العمل بها حالياً.
عم غريب .. خمسون عاماً في سن السكاكين بقنا
