الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فرنسا تشتعل والسبب 40 يورو .. متحور دلتا يضع الفرنسيين في ورطة

 المتظاهريين الفرنسيين
المتظاهريين الفرنسيين ضد اجرءات فيروس كورونا

شهدت عدة مدن فرنسية تظاهرات شارك بها أكثر من 160 ألف فرنسي؛ رفضا لبعض الإجراءات الصحية التي أقرتها الدولة الفرنسية لمكافحة الموجة الجديدة من الإصابات بوباء «كوفيد - 19» الناجمة عن المتحورة «دلتا»، والتي أرغمت كثيراً من الدول على تعزيز القيود المفروضة.

الحرية الفرنسية خط أحمر 

الكاتبة الصحفية الفرنسية فابيولا بدوي، قالت إن الحرية الفردية بالنسبة للفرنسيين خط أحمر، والمواطن الفرنسي يدافع بشراسة عن حريته الفردية، لافتة «راينا بعض المظاهرات في الصين الرافضة للتلقيح الإلزامي، ويمكننا من هنا أن نتخيل حجم الرفض لفكرة التلقيح الإلزامي بالنسبة لدولة كـ فرنسا تقوم على تقديس الحرية الفردية».

وأوضحت «بدوي» في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن الاتفاقية الإوروبية لحقوق الإنسان بها مادة تنص على أن الدولة ملتزمة بالحفاظ على الصحة العامة للمواطنيين، وتقديم كافة السبل للحفاظ على صحتهم ورعايتهم، لإن الدولة راعية وهذا إلزام عليها.

وتابع: «عندما نتحدث عن القرارات الإلزامية على المستوى الصحي للحكومات، وخاصة في فرنسا في فترة ليست فترة وباء أو كارثة صحية فيكون للتظاهرات اعتبارات كبيرة جدا»، مضيفة «في حالة الأزمة الصحية الكبرى مثل وباء كورونا فالتلقيح الإلزامي يدخل في إطار الأمن الصحي والدول الأوروبية ملتزمة بالحفاظ على الأمن الصحي لكافة مواطنيها خاصة وأن الإلزام بالتطعيم والشهادة الصحية في الحالة التي نمر بها لا يخص الحرية الفردية، فأنت تتلقى التطعيم لحماية نفسك ومن حولك أيضا».

وأكدت الكاتبة الصحفية الفرنسية، أن الكل يتفهم حساسية الفرنسيين تجاه أي تقييد للحرية العامة، لكن أيضا نتفهم أن الدولة الفرنسية تقوم بواجبها ولا تتعنت في إجراءات مكافحة فيروس كورونا، مؤكدة أن «إجراءات مكافحة كورونا بالنسبة للقطاع الطبي مهمة للغاية؛ لإنه يتعامل بشكل مباشر مع المواطن، ولا ننسى أن مثل هذه الإجراءات يتم الإلزام بها العاملون في قطاع السياحة مثل المقاهي والمطاعم وما شابه لإنهم يتعملون مع المواطن بشكل مباشر، فالشخص الذي يعمل يحمل الفيروس ولا يدري».

وأشارت إلى أن «إجراءات الوقاية من فيروس كورونا تدخل ضمن عملية تحصين المجتمع وليس الفرد فقط» مضيفة إن «البعض يعتبر الإجراءات التي قررت الحكومة اتخاذها إلزامية وهذا ما دفع للتظاهر».

40 يورو وراء الأزمة 

وكشفت «بدوي»، إن إجراء فحوصات فيروس كورونا مجانية حتى الآن، لافتة أن «هناك قانون متوقع صدوره نهاية الشهر ينص  على أن "كل من لا يقوم بتلقي التطعيم ويبرز شهادة الفحص لإثبات خلوه من فيروس كورونا، فإن الفحص سوف يكون بـ 40 يورو، وهذا إلزام مُقنع وعبء كبير على المواطن"». 

واختتمت «المواطن الفرنسي طالب باستمرار مجانية الفحوصات كما كانت في السابق، وأن يكون له حرية الاختيار في أن يذهب للتطعيم أو اجراء فحص لضمان سلامة الجميع».

التظاهرات تضرب فرنسا

على وقع هتافات «حرية حرية!» تظاهر عشرات آلاف الأشخاص السبت، في فرنسا احتجاجا على التدابير التي فرضتها الحكومة لمكافحة الطفرة الجديدة من الإصابات بوباء كوفيد-19 الناجمة عن المتحورة دلتا.

وقدرت الشرطة عدد المتظاهرين بـ11 ألفا في باريس وحوالى 150 ألفا في نحو مئة مدينة بينها مرسيليا (جنوب) حيث سار الآلاف من جميع الأعمار هاتفين "ماكرون لا نريد شهادتك الصحية".

وفي باريس، تجمع متظاهرون معظمهم من "السترات الصفر"، الحركة الاحتجاجية المعادية لسياسة الحكومة الاجتماعية التي عمت فرنسا لأكثر من عام قبل أن تنحسر مع تفشي الوباء، وساروا انطلاقا من ساحة الباستيل بجنوب شرق العاصمة.

وتخللت التظاهرة حوادث متفرقة بين شرطيين على دراجات نارية ومتظاهرين، على ما أفاد صحافيون من وكالة فرانس برس.

كما تجمع الآلاف معظمهم بدون كمامات، على وقع النشيد الوطني الفرنسي في ساحة تروكاديرو بغرب باريس، تلبية لدعوة النائب الأوروبي السابق من أقصى اليمين فلوريان فيليبو.

القبض على عدد من المتظاهرين

وأفاد وزير الداخلية جيرالد دارمانان في تغريدة عن «توقيف تسعة أشخاص» في باريس حيث جرت حوادث على مقربة من جادة الشانزيليزيه، وكتب «أندد بأقصى الحزم بالسلوك العنيف الذي استهدف بعض الشرطيين وعناصر الدرك والصحفيين».

وتسجل هذه الحركة في وقت يؤيد الفرنسيون بغالبيتهم القرار الذي اتخذه الرئيس إيمانويل ماكرون في 12 تموز بفرض التلقيح الإلزامي للعاملين الصحيين وبعض المهن الأخرى، تحت طائلة فرض عقوبات.

كما يحظى توسيع نطاق فرض الشهادة الصحية التي تفيد إما عن تلقي لقاح كامل وإما عن الخضوع لاختبار حديثا أعطى نتيجة سلبية، ليشمل معظم الأماكن العامة، بتأييد غالبية من الفرنسيين، بحسب استطلاع للرأي نشرت نتائجه غداة إعلان هذا الإجراء.

وبعدما كانت مطبقة على أماكن الترفيه والثقافة، ستشمل الزامية حمل التصريح الصحي اعتبارا من أغسطس المُقبل المقاهي والمطاعم والقطارات.

وأدى إعلان ماكرون هذه التدابير الجديدة إلى تسريع وتيرة حملة التلقيح في فرنسا، فارتفع عدد الذين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح الجمعة إلى 39 مليون نسمة، ما يمثل 58% من التعداد السكاني الإجمالي، فيما تلقى 48% اللقاح بالكامل.

وبعد انحسار الوباء في الربيع، تسجل فرنسا زيادة حادة في الإصابات تحت تأثير المتحورة دلتا الشديدة العدوى، مع ارتفاع العدد من 4500 إصابة في 9 يوليو إلى حوالى 21500 الجمعة.

كما تسبب الوباء بأكثر من 110 آلاف وفاة حتى الآن في فرنسا، بحسب الموقع الرسمي «سانتي بوبليك فرانس».

وتجمع التظاهرات ضد التدابير الحكومية معارضين للكمامات ومعارضين للقاحات ومعارضين للحجر، يرفعون مطالب مختلفة.

وكان أكثر من 110 آلاف شخص تظاهروا السبت الماضي في جميع أنحاء فرنسا ضد اللقاحات و"الديكتاتورية" والشهادة الصحية.