الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد إنهاء العمليات العسكرية في العراق.. ما مصير التواجد الأمريكي في الشرق الأوسط؟

القوات الأمريكية
القوات الأمريكية في العراق - أرشيفية

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن انتهاء العمليات العسكرية في العراق بنهاية العام الحالي، مع استمرار عدد من قواتها لتولي مهام تدريب الجيش العراقي وإمداده بالاستشارات العسكرية.

 

وجاء إعلان الرئيس الأمريكي بعد زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الولايات المتحدة، الزيارة التى قال عنها الكاظمي إنها تتوج جهودا طويلة من العمل الحثيث خلال جلسات الحوار الاستراتيجي لتنظيم العلاقة الأمنية بين البلدين على أساس المصلحة الوطنية العراقية.

 

وبإعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن نهاية العمليات العسكرية في العراق، سادت الكثير من علامات الاستفهام حول سياسة الولايات المتحدة في العراق وإعادة انتشار قواتها في الشرق الأوسط، الأمر الذي وصفه البعض بالانسحاب من قبل الولايات المتحدة بعد الخسائر التي منيت بها قواتها في العديد من بلدان المنطقة مثل أفغانستان والعراق.

 

من جهة أخرى، وصف بعض المحللين الخطوات الأمريكية السابقة بأن الولايات المتحدة قد تخلت عن الشرق الأوسط والتركيز على حربها مع الصين وروسيا، من خلال تقليل أعداد قواتها في المنطقة وإعادة انتشارها وتمركزها وانسحابها من بعض الدول، مثل ما حدث في أفغانستان.

الغموض البناء لدى الولايات المتحدة

خبير العلاقات الدولية، طارق البرديسي، يقول إن السياسية الأمريكية في المنطقة والعالم تتسم بـ "التخبط" وهو تخبط مقصود أو المعروف بـ "الغموض البناء"، معنى أنه لا يتم حل أى مشكلة ولكن يتم إدارتها فقط.

 

وأضاف البرديسي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الولايات المتحدة لم تنجح في إتمام مهمتها في أفغانستان وفي العراق وهي القضاء على الإرهاب، بل كانت تدير الأزمة فقط بشكل سيء وتزيدها تفاقما، ونتج عن ذلك زيادة في الجماعات المتطرفة والحروب الأهلية.

 

إعادة الانتشار والتمركز

وعن وضع القوات الأمريكية في المنطقة، رأى المحلل السياسي أن القوات الأمريكية تقوم بمزيد من إعادة الانتشار وإعادة التمركز، ثم من الممكن أن ترجع مرة أخرى لأن القوات الأمريكية ما زالت في العراق وما زالت في شرق سوريا، بينما انسحبت من أفغانستان وترك المجال أمام حركة طالبان للسيطرة على البلاد.

 

واختتم: "كل هذه مشاكل وأزمات سببتها السياسيات الأمريكية في المنطقة بدون حل، والأن تتحدث عن إعادة الانتشار وكيفية عمل قواتها في المنطقة بعد فشل زريع".

 

توظيف جديد للقوات الأمريكية

من جانبها، قالت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الولايات المتحدة لم تقم بالانسحاب الكامل لقواتها من العراق، ولكن هناك إعادة توظيف لقواتها وفقا لما تم إعلانه من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

 

الحفاظ على القوات الأمريكية في العراق

وأضافت "الشيخ" في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الولايات المتحدة ستستمر في الاحتفاظ بعدد من قواتها قد يصل إلى 2500 جندي أمريكي، ودور هذه القوات سيختلف عن الوضع الحالي فلن تشارك هذه القوات في العمليات العسكرية، ولكن سيقتصر دورها على المشورة والتدريب للقوات العراقية في حربها ضد تنظيم داعش الإرهابي.

 

ردود الفعل العراقية

وأوضحت أن "ردود الفعل العراقية تجاه هذه الإعلان لم تكن واضحة ومتباينة، فالبعض يقول إننا لسنا بحاجة إلى تدريب وقواتنا جاهزة للتصدى للإرهاب، بينما قال وزير الخارجية العراقي أن القوات العراقية بحاجة إلى التدريب والمساندة من قبل الجيش الأمريكي، ذلك لا بد من بلورة الرؤية العراقية وتوحيد الرأى".

 

وأشارت أستاذة العلوم السياسية، إلى أن الولايات المتحدة لديها أكثر من 10 قواعد عسكرية في العراق ولديها أعداد كبيرة من الجنود، لذلك لا تستطيع الولايات المتحدة الانسحاب كليا من العراق ولكن سيكون هناك إعادة تمركز وتوظيف للقوات الأمريكية.

 

لن تتغير الاستراتيجية الأمريكية

وبخصوص استراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة، أوضحت أنه لن يكون هناك تغير في الاستراتيجية تجاه المنطقة، ولكن سيكون هناك تخفيف للأعباء على القوات الأمريكية المشاركة في العمليات العسكرية في المنطقة.


وتابعت: "لن تستطيع الولايات المتحدة من تغير استراتيجيتها في المنطقة لأن هناك ضغوط وتهديدات كثيرة تمث مصالحها وسفاراتها سواء كان في العراق أو الدول الأخرى في المنطقة".

ضغوطات كثيرة

وأشارت إلى أن "هناك ضغوطا كثيرة على رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من العديد من الدول الإقليمية وتيارات سياسية عراقية للمطالبة بخروج القوات الأمريكية من العراق، كما أن إعتداء القوات الأمريكية على قوات الحشد الشعبي في العراق أدى إلى حدوث مشاكل كثيرة للقوات الأمريكية".

 

وأكملت: "لذلك جاء القرار بتغير وضع القوات الأمريكية في العراق وإنهاء مشاركتها في العمليات العسكرية وتوجهها إلى تقديم الإستشارات والتدريب للجيش العراقي، للتخفيف عنها وعن رئيس الوزراء العراقي بسبب الضغوط المتتالية من القوى غير الراغبة في التواجد الأمريكي في العراق".

 

قرارات الرئيس الأمريكي

وفي خلال الزيارة التي قام بها مصطفى الكاظمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقائه بالرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلن بايدن إنهاء العمليات العسكرية في العراق قائلا: "لن نكون مع نهاية العام في مهمة قتالية في العراق".

 

وتابع: "لكن تعاوننا ضد الإرهاب سيتواصل حتى في هذه المرحلة الجديدة التي نبحثها". 

 

وأوضح بايدن أن الدور الأمريكي في العراق سيتحول إلى تقديم المشورة والتدريب، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة سترسل جرعات لقاحات ضد فيروس كورونا للعراق قريباً.

 

هجمات متكررة 

وتأتي زيارة الكاظمي إلى واشنطن في وقت تتعرض القوات الأمريكية في العراق لهجمات متكررة تشنّها ميليشيات موالية لإيران، وتقوم واشنطن بضربات رداً على تلك الهجمات، كان آخرها في 29 يونيو، حينما قصفت مواقع فصائل عراقية مدعومة من عند الحدود السورية-العراقية.

 

وقد أعلن البيت الأبيض في وقت سابق، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفي الكاظمي ناقشا خلال اتصال هاتفي الهجمات الصاروخية الأخيرة على السفارة الأمريكية والقوات العراقية وقوات التحالف واتفقا على ضرورة محاسبة المسئولين عنها.