الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سهله المدني تكتب: من حق المرأة في الإسلام طلب الرجل للزواج «6»

صدى البلد

في الجزء الخامس من المقالة تحدثنا عن الزواج برجل مشهور في مجالات مختلفة، وأنه مر بظروف لا يستطيع تحملها أحد وأنه نقش في الصخر ليصل لما وصل له، وذلك يجعله ليس من السهل الحصول على حبه وثقته بسهولة، فهو تعرض لأحزان تجعله حذر، وأنه يجب أن تتحملي عمله الذي يتطلب منه أن يغيب عنك لفترات أو لأشهر أو لسنوات بسبب عمله الذي يأخذ كل وقته، وأنه لديه معجبات يمكن أن يجعله ذلك يدخل مع بعضهم في علاقة خارج إطار الزواج إن كانت تتقن فن الإغواء أو هو يريد ذلك، وأن يكون لديه تقبل لهذه الفكرة، وهي طلب يده للزواج والتأكد من أنه لا يرفضها وأنه لا ينظر لها أنها تقلل من رجولته وهيبته، وفي الجزء السادس سنكمل ما بدأنا به، تحدثنا عن الزواج بالسياسي والمشهور في مجالات مختلفة، وأيضاً هذا لا يختلف من الزواج من طبيب أو مهندس أو محامي أو العسكري بمختلف الرتب أو الاقتصادي، وجميع المهن تتطلب جزء من وقته، وأيضاً مهما تنوع العمل لدى الرجال من فئات مختلفة من المجتمع فهذا لن يجعله يتغير أو بمعنى  أن يكون إنسان مختلف الطباع بسبب عمله، لا فالرجل هو الرجل، والمرأة هي المرأة حتى وإن كانت مشهورة وجميلة فهي المرأة لا يغيرها شيء عن جميع النساء، و يجب أن تدرك المرأة أن درجة حبه وطريقة تعبيره تختلف باختلاف طبقة المجتمع  التي يعيش فيها، وهذا لا يجعل مشاعره تختلف لا، فالرجل الثري لديه عزة نفس بقوة لدرجة أكبر من الدرجة التي يجب أن يشعر بها جميع البشر ، فهو لديه تزيد عنهم بكثير، ولا يعبر عن حبه بسرعة فعندما يحب يمكن أن يدفعه ذلك بأن يبتعد عن من يحبها لكي يكون له السيطرة على قلبه، وعندما يقترب منها، وهو في تلك اللحظة غير مسيطر على مشاعره، ويجعله ذلك يشعر بأنه في لحظة ضعف يجب أن يهرب منها، لأنه يخاف أن يحب من يتلاعب بمشاعره، ويجعله لعبة بين يديه، وهذا يدفعه للخوف بشدة نعم وهذه حقيقة، ويمكن أن يدفعه قلبه أن يراقب من يحب بصمت، ويجعلها تعتقد أنه لا يبالي لأمرها، وهو في الواقع واقع في غرامها يتحدث عنها طيلة يومه، ولكن في داخله دون أن يبوح لأحد بذلك، وقلبه هو الذي يسمعه فقط وروحه هي الشاهد على ذلك، فصمته الكبير وهروبه يجعله يعيش، واقع وقصة بالصورة التي هو يريدها أن تكون، وهذا غريب بالنسبة للبعض، وسعادة بالنسبة له هو، وعالم افتراضي وروحي يعيش فيه هو بمفرده، فكلمة أحبك لا تخرج من شفتاه بسهولة، ويمكن أن ينطقها قلبه وليس لسانه فهو تعني له الكثير،  وخروجها من فمه بمثابة خروج روحه في تلك اللحظة، نعم هذه حقيقة، الحب بالنسبة له كل شيء ومع ذلك يقف بقوة دون حتى أن يظهر ذلك والأسباب كثيرة منها أنه يخاف أن يكون هناك من يستغل قلبه لأهداف خاصة ويصل لها بسهولة، ومنها أنه لديه أعداء يخاف أن تكون عن طريق أحدهم، ومنها يخاف بأن يكون لعبة بيد قلبه وبذلك يخسر منصبه والنجاح الذي وصل له، ومنها أنه يؤمن بأن الحب لا يحتاج الحرب أو البوح به فهو شعور تشعر به في داخلك ويكفي ذلك، وكل هذه أسباب ودوافع دفعته لذلك، والحب بالنسبة له هو من رسم حدوده مثل ما يرسم كيف يكون المنزل الذي يعيش فيه؟ وهذه حقيقة وهذا يحدث لمن هو يعمل في مجالات مختلفة ومنها أصبح إمبراطور أو ملك في عالمه الذي يعمل فيه، فهو ينظر بهذه النظرة للحب، وهناك نوع آخر من الحب يشعر به الرجل الثري وهو أنه يمكن أن يبوح بالحب في نفس اللحظة وينتهي الأمر في أقل من ساعة بأن نهايته كتبت عند أبواب غرفة النوم، نعم هذا يحدث ويصل الأمر أن تكون ساعات طويلة من الحديث عنه وفي نهاية الأمر قبلة الوداع وبذلك ينتهي كل شيء، وعندما يكون الرجل كثير الكلام الرومانسي لأول حديث مع المرأة فهو يكون هكذا، وكلمة أحبك لا تخرج من شفتاك بسهولة إلا وتأكدت بأنك حقاً تحبه وتؤمن بأن حياتك ستكون سعيدة معه وتحب عيوبه وتتقبلها هذا هو الحب الصادق الذي لن ينتهي مهما حدث، ولذلك عندما تقررين الزواج من رجل ثري ضعي في عقلك أنه يمكن أن يكون النوع الأول الذي لا يبوح بمشاعره ويجعلك تأكلي قلبك من الشوق له وبحثك عنه كل لحظة، وحزنك لغيابه فأما أن تتحملي طريقته في الحب، فهو لن يغيرها  مهما حدث وتخرجي الألم على فراقه من قلبك، أو تحزني إلى أن ينزف قلبك، فأما أن يجعلك الألم تنسي حبه أو أنه يزيد من مرارة شوقك له، وتذكري أنه يمكن أن ترسلي له ولا يرد عليك ويتجاهلك ،وهو في داخله يعشقك بجنون، ولك الخيار أما أن تتحملي طباعه الغريبة بالنسبة لك، أو أن تبحثي عن غيره ولا يهم أن كان ثري أم لا؟ ويجعلك سعيدة بكلماته واهتمامه بك، والنوع الثاني هل ستتقبلين رجل يبوح لك بحبه في لحظة وبقبلة ينتهي كل شيء؛ وبذلك لن يكون معك وإذا كان معك سيكون جسده لنساء أخريات هل ستتقبلين ذلك؟ كلام حب ولقاء واحد يمكن أن يكون آخر لقاء يجمعكم وتكون ذكرى لك معه ليس أكثر، لذلك أنت تحتاجين أن تكوني صبورة ويمكن أن تدركي كيف تتعاملين مع حبه؟ الذي لا يمكن لك أن تري ولو جزء بسيط منه لكثرة صمته وهروبه منك الذي أصبحت تشعرين به دون أن يبوح به، لذلك التعامل معه ليس بسهولة فهو يحتاج لأن يثق بك، وهروبه منك يمكن أن لا يجعلك ذلك تكسبين ثقته، وهذا يحتاج منك مخاطرة فأما أن تبادري أنت بالبوح بمشاعرك له، وتتحملين العواقب حول بوحك بحبك له، فيمكن أن يشعر بأن ذلك إهانة له وتقليل من رجولته واستغلال له، ويمكن أن يلغي أي جهة للتواصل معه لكي لا يجد منك أي رسالة حول هذا الموضوع الذي هو يهرب منه، ويمكن أن يبادلك المشاعر ويفرح لذلك فهذا يعتمد على طباعه ونظرته للحب، هل هو يفضل أن يكون حب سري في داخله لا يبوح به لأحد؟ أو يفضل أن يبوح به للجميع؟ مهما حدث تحملي العواقب التي خلفه، وكوني قوية والله سيكتب لك كل ما فيه خير لك مهما كان، والله معك فأنت تريدين الزواج من رجل يكون هو أول وآخر رجل في حياتك إلى أن يفرقكم الموت، وهذا من حقك مهما خسرتي في كل مرة تحاولين فيها، فهذا خطأ تتعلمين منه، والخسارة هي بداية للنجاح جديد، وانظري لقلبك و ماذا  يبحث عنه؟ وتأكدي بأن الألم لم يخلقه الله  ألا جعل بعده سعادة كبيرة تجعلك تضحكين عندما تتذكري ما كان سبب في حزنك، وكل رجل تقدمت المرأة للزواج منه فهذا حق لك أن تجد من تطلبك للزواج فأنت لديك قلب يحتاج لمن يحبه ويدرك الألم الذي يعيش فيه، ومهما كانت قوتك فأنت تحتاج لمن يدرك ما في داخلك من روح جميلة والله كرمك مثل المرأة بهذا، ولكن المجتمع هو الذي حرمك منه، ولا يجب أن تعتقد بأن هذا يقلل منك فهذا يزيد من رجولتك، فالمرأة لا تختار وتطلب رجل للزواج ألا أنها متأكدة من أنه رجل، ولو كانت ترى بأنك غير رجل لما فعلت ذلك، وهذا يثبت رجولتك وهذا حق من حقوقك الذي يجب ألا تجعل المجتمع يحرمك منه وسنكمل ما بدأنا به في الجزء السابع.