الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رغم ظهور اللقاحات.. حجوزات الموسم الصيفي مخيبة لآمال شركات الطيران

شركات الطيران وشبح
شركات الطيران وشبح كورونا

رغم جهود الحكومات وتحركاتها الدؤوبة لمحاولة سحب قطاع الطيران المدني من قاع أزمة الجائحة الوبائية Covid_19 الذي سقط فيها قبل نحو عام ونصف، إلا أن موسم التشغيل الصيفي للرحلات الجوية جاء للعام الثاني على التوالي مخيبًا للآمال رغم ظهور اللقاحات الخاصة بالفيروس المستجد.

 

وفي الوقت الذي كانت شركات الطيران، تُمنى نفسها بموسم صيفي مزدحم على مستوى الأسواق العالمية، جاءت نتائج الحجوزات على أرض الواقع، مغايرة لتحبط تلك الأمنيات التي رسمتها شركات الطيران، ولكن بقى الأمل بعد أن حققت الأسواق المحلية الرئيسية على مستوى المناطق العالمية نتائج مبشرة إلا حد ما في ظل حالة الركود التي مازال يعاني منها الطيران الدولي.

 

الاتحاد الدولي للنقل الجوي، كشف في تقرير حديث له، عن تحسن طفيف في حركة السفر المحلية والعالمية خلال يونيو 2021، حيث لا تزال معدلات الطلب على الرحلات الجوية أدنى بقليل من مستوياتها في مرحلة ما قبل الجائحة الوبائية كوفيد-19، بسبب القيود المفروضة على السفر حول العالم.

 

وأوضح الاتحاد الدولي للنقل الجوي، أنه نظراً لتأثير أزمة كوفيد-19 على مقارنات النتائج الشهرية بين عامي 2021 و2020، وما لم يذكر خلاف ذلك، ترجع جميع المقارنات إلى يونيو 2019، حيث كانت مستويات الطلب ضمن نطاقها الاعتيادي.

 

وفقا لتقرير الاتحاد الدولي للنقل الجوي، بالمقارنة مع يونيو 2019، شهد إجمالي الطلب على السفر الجوي في يونيو 2021 انخفاضاً بنسبة 60.1%، وتُمثل هذه النسبة تحسناً بسيطاً عن معدل التراجع بنسبة 62.9% في مايو 2021 بالمقارنة مع مايو 2019.

 

فيما تراجع الطلب العالمي على السفر في يونيو بنسبة 80.9% قياساً بشهر يونيو 2019، وهو ما يشكل تحسناً طفيفاً عن الانخفاض المسجّل في مايو 2021 بنسبة 85.4% قياساً بما كان عليه قبل عامين. وساهمت الرحلات في جميع المناطق في هذا التحسن المتواضع باستثناء منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

 

وانخفض إجمالي الطلب المحلي بنسبة 22.4% مقارنة بمستوياته المسجلة قبل الأزمة الصحية (يونيو 2019)، وتحسّن بشكل ضئيل بنسبة تزيد عن 23.7% عندما تراجعت حركة السفر في مايو 2021 مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2019. كما كان الأداء في الأسواق المحلية الرئيسية متبايناً، حيث شهدت روسيا توسعاً قوياً بينما عادت الصين إلى النطاق السلبي.

 

فبالنظر إلى أن شهر يونيو الماضي، الذي يجب أن يكون بداية ذروة موسم الصيف، حققت شركات الطيران 20% فقط من المستويات المُسجلة في عام 2019، وهو ما لا يمكن اعتباره تعافياً حقيقياً بل استمراراً للأزمة يعود بشكلٍ كبير إلى ضعف جهود الاستجابة من قبل الحكومات.

 

أسواق المسافرين العالمية

بالنسبة للأسواق العالمية، شهدت حركة السفر العالمية في شركات الطيران بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ تراجعاً بنسبة 94.6% في شهر يونيو مقارنة بشهر يونيو 2019، لتبقى دون تغيير عن الانخفاض الذي سجلته بنسبة 94.5% في مايو 2021 مقارنة بمايو 2019. وللشهر الحادي عشر على التوالي، واجهت المنطقة أكبر انخفاض تشهده في حركة السفر. كما تراجعت السعة بنسبة 86.7%، وانخفض عامل الحمولة بنسبة 48.3 نقطة مئوية إلى أدنى مستوياته بين مختلف المناطق عند 33.1%.

 

سوق الرحلات في أوروبا وأمريكا

وسجلت حركة السفر العالمية في شركات الطيران الأوروبية تراجعاً بنسبة 77.4% في شهر يونيو مقارنة بشهر مايو 2019، لكنها شكلت تحسناً عن تراجعها بنسبة 85.5% في مايو قياساً بالشهر ذاته من عام 2019. وتراجعت السعة بنسبة 67.3%، بينما انخفض عامل الحمولة بمعدل 27.1 نقطة مئوية ليصل إلى 60.7%.

 

وعانت شركات الطيران في أمريكا الشمالية من تراجع الطلب في يونيو بنسبة 69.6% بالمقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2019، في ارتفاع عن الانخفاض بنسبة 74.2% في مايو مقارنة بالعامين الماضيين. وانخفضت السعة بنسبة 57.3%، فيما هبط عامل الحمولة بنسبة 25.3 نقطة مئوية إلى 62.6%.

 

وواجهت شركات الطيران في أمريكا اللاتينية انخفاضاً في الطلب بنسبة 69.4% في يونيو بالمقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2019، وبتقدّم ملحوظ عن الانخفاض بنسبة 75.3% في مايو مقارنة بالشهر نفسه في عام 2019. وتراجعت السعة في يونيو بنسبة 64.6%، وانخفض عامل الحمولة بواقع 11.3 نقطة مئوية ليصل إلى 72.7%، وهو الأعلى بين المناطق للشهر التاسع على التوالي.

 

سوق الرحلات في الشرق الأوسط وإفريقيا

بينما سجلت شركات الطيران في الشرق الأوسط انخفاضاً في الطلب بنسبة 79.4% في يونيو بالمقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2019، وبتقدّم طفيف عن الانخفاض بنسبة 81.3% في مايو مقارنة بالشهر نفسه من عام 2019. وتراجعت السعة بنسبة 65.3%، بينما انخفض عامل الحمولة بمعدل 31.1 نقطة مئوية ليصل إلى 45.3%.

 

وشهدت شركات الطيران الأفريقية تراجعاً في حركة السفر بنسبة 68.2% في يونيو بالمقارنة مع الشهر ذاته قبل عامين، ما يشكل زيادة بالمقارنة مع الانخفاض بنسبة 71.5% المسجل في مايو مقارنة بالشهر ذاته من عام 2019. وتراجعت السعة بنسبة 60.0% بالمقارنة مع يونيو 2019، بينما انخفض عامل الحمولة بمعدل 14.5 نقطة مئوية ليصل إلى 56.5%.

 

أسواق المسافرين المحلية

بالنسبة لأسوق السفر المحلية، عادت حركة السفر المحلية في الصين إلى النطاق السلبي في يونيو، لتسجل انخفاضاً بنسبة 10.8% بالمقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2019، بعد أن سجلت نمواً بنسبة 6.3% في مايو مقارنة بالشهر نفسه من عام 2019. وتجدر الإشارة إلى أنّه تمّ فرض قيود جديدة بعد انتشار كوفيد-19 في العديد من المدن الصينية.

 

بينما انتعشت حركة السفر المحلية في الولايات المتحدة بعد تراجعها بنسبة 25.4% في مايو الماضي مقارنة بالشهر ذاته من عام 2019، لتبلغ نسبة الانخفاض 14.9% في يونيو. وبدأت الحياة في الولايات المتحدة بالعودة إلى نشاطها الطبيعي بعد تخفيف الإجراءات المفروضة والانتشار السريع للقاح كوفيد-19.

 

ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي قال، إنه على مستوى الأداء العام لقطاع الطيران، فإننا نشهد تحركاً في الاتجاه الصحيح، لا سيما في بعض الأسواق المحلية الرئيسية، لكن لم تسجل أنشطة السفر الدولي تحسناً وفق المستوى المطلوب.

 

مقترح أوروبي بشأن بروتوكول علاجي للسفر

وقال “والش”، إن الأمل يتضاءل بحدوث انتعاش كبير في حركة السفر العالمية يوماً بعد يوم خلال فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي، موضحا أن بعض الحكومات لا تلعب دوراً كافياً بالاعتماد على المعطيات والمعلومات المتوفرة للمساهمة في عودة حركة السفر إلى مستوياتها الأساسية، فعلى الرغم من الأعداد المتزايدة للأشخاص الحاصلين على اللقاح وتحسن توفر اختبارات الكشف عن المرض، فإننا على وشك خسارة موسم صيفي آخر خلال فترة الذروة في سوق المحيط الأطلسي. 

 

واعتبر “المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي”، قرار الحكومة البريطانية المفاجئ بفرض الحجر الصحي مجدداً على المسافرين الذين تلقوا اللقاح من فرنسا، مؤشراً غير إيجابي من شأنه إضعاف ثقة العملاء في هذه المرحلة الحساسة.

 

وتابع والش: "نحتاج اليوم إلى ممارسات فعّالة لإدارة المخاطر تساهم في فتح الحدود وإعادة ربط العالم، ليستطيع المسافرون ممّن حصلوا على اللقاح التنقل بحرية مجدداً، ونحتاج إلى توفر اختبارات الكشف عن المرض لإدارة المخاطر المرتبطة بالأشخاص غير القادرين على الحصول على اللقاح، وفقاً لما أفادت به الرسالة الأساسية في التقرير الأخير من توصيات منظمة الصحة العالمية، حيث تتخذ بعض الحكومات إجراءاتٍ وفقاً لهذا التوجه، حيث وضعت المملكة المتحدة وسنغافورة وكندا جداول زمنية لفتح حدودها بدون الحاجة إلى الخضوع للحجر الصحي بالنسبة للمسافرين الحاصلين على اللقاح. 

 

كما أوصت المفوضية الأوروبية الدول الأعضاء باعتماد بروتوكولات سفر تتوافق بشكل وثيق مع توصيات منظمة الصحة العالمية، بما فيها الاختبارات المخصصة للمسافرين ممّن لم يتلقوا اللقاح. ويُمكن لتحركات مماثلة لإعادة فتح الحدود بما يتماشى مع إرشادات المنظمة من قبل قادة الولايات المتحدة من خلال توزيع اللقاح على مواطنيها منح زخمٍ أكبر يثبت قدرتنا على العيش والسفر بينما نعمل على إدارة مخاطر كوفيد- 19".