الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من ندوة صدى البلد|لماذا صبر الشعب التونسي على جماعة الإخوان 10 سنوات؟

الشعب التونسي ينتفض
الشعب التونسي ينتفض ضد جماعة الإخوان - أرشيفية

يتوالى سقوط جماعة الإخوان المسلمين من دولة إلى أخرى، وأصبحت أعمال جماعة الإخوان السوداء مكشوفة لدى شعوب المنطقة، وخاصة الدول التي عانت بسببهم الويلات وكادت أن تهلك وتسقط في نفق مظلم، لولا يقظة الشعوب والأجهزة الوطنية التي لم ترض أن تشاهد بلادها وهي تنهار على أيدى جماعة خائنة لا تنتمي لهذه الأوطان.

بدأت نهاية جماعة الإخوان الإرهابية في مصر بعد أن تولت الجماعة حكم البلاد لمدة عام، حيث كان العام كفيلا بكشف حقيقتهم لدى المصريين، وتكرر نفس الأمر في ليبيا حيث سيطرت الجماعة على رئاسة مجلس الوزراء بقيادة فايز السراج ولكن تمت الإطاحة بهم بجهود أبناء الدولة الليبية.

وفي تونس لم يختلف الوضع كثيرا، فقد رفض الشعب التصرفات والقرارات الخاطئة التي كادت أن تذهب بالبلاد إلى الهلاك، وقرر الرئيس قيس سعيد وضع حد لتصرفات جماعة الإخوان المتمثلة في حركة النهضة الإسلامية، حيث أقال رئيس الحكومة الإخواني هشام المشيشي وجمد عمل البرلمان بقيادة زعيم حركة النهضة القيادي الإخواني راشد الغنوشي لمدة 30 يوما.

مناورات الإخوان في تونس

وفي هذا الصدد نظم «صدى البلد»، ندوة بعنوان «مستقبل جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة بعد الانهيار في تونس»، حيث استضاف الكاتب الصحفي المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، والكاتب الصحفي أحمد سلطان الباحث في شؤون الإسلام السياسي.

وقال منير أديب، إن «الإخوان في تونس كانوا يتعاملون مع الحكم بمناورة شديدة وليس بحكمة، وذلك وفر لهم مساحة كبيرة من الوقت، كما أن الشعب التونسي لم يقرأ جماعة الإخوان قراءة دقيقة».

إدراك الشعب التونسي لخطر الإخوان

وتابع: «عند إدراك الشعب التونسي لحقيقة جماعة الإخوان وتهديدها للأمن القومي التونسي وخطر هذا التنظيم على الإنسان سواء في تونس أو في الخارج، خرج الشعب على هذه الجماعة وقام برفضها وإبعادها عن السلطة».

وأشار إلى أن جماعة الإخوان سيطرت على الحكم في تونس لمدة 10 سنوات، ولكن استطاع الشعب اقتلاعها، ولو أن الإخوان كانت قد سيطرت على الحكم 20 عاما أو أكثر كان أيضا سيطردها الشعب التونسي من الحكم، لأنها «انكشفت أمام الشعب وهي كتنظيم متطرف لا يستطيع أن يظل في حكم أى بلد إلى وقت طويل».

حنكة راشد الغنوشي وليست حكمته

ولفت أن «راشد الغنوشي وجماعة الإخوان في تونس لهم طبيعة مختلفة، لأن راشد الغنوشي وهو قائد التنظيم في تونس اكتسب بعض الصفات من الأوروبيين نظرا لأنه كان يقيم بلندن سنوات طويلة، ولكن هذه الصفات لم تغير من أفكاره شيئا».

وتابع: «راشد الغنوشي تعامل برؤية شديدة مع الانتقادات التي وجهت له وحاول أن يظهر للشعب التونسي على أنه ليس صداميا، وعندما كان يرشح قوائم حزب النهضة أو مرشحين الإخوان في البرلمان، كان دائما يأتي بأشخاص ليس لهم علاقة بالتنظيم أو بعض النساء المتحررين حتي يقول إن الجماعة منفتحة على الجميع».

ولفت «عندما جمد الرئيس التونسي قيس سعيد العمل بالبرلمان أتي راشد الغنوشي بامرأتين في سيارته إحداهما ترتدي الحجاب وأخرى لا ترتدي الحجاب، وكأنه يقول إنني أعبر عن كل الشعب التونسي».

واختتم «هذه الحنكة في التعامل مع الأمور وليست الحكمة؛ أعطت إخوان تونس وقتا أطول في السلطة، وعندما ميز الشعب التونسي بين هذه التصرفات وساءت الأمور كان لا بد من وضع حدا لها وللحزب الذي كان يمثل الجماعة وهو حزب النهضة».