الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تفاصيل مشروع نورد ستريم2 وتأثيره على ألمانيا وروسيا ودول عبر الأطلسي.. وأمريكا تعارض المشروع لهذه الأسباب .. وما مصير برلين بعد ميركل؟

نورد ستريم2
نورد ستريم2

نورد ستريم 2 هو مشروع أنبوب لنقل الغاز الطبيعي من بحر البلطيق من أكبر خزان لاحتياطيات الغاز في العالم في روسيا، إلى ألمانيا وعدد من لدول الأوروبية.. ويبلغ طول الأنبوب الجديد حوالي 1.230 كيلومتر ويمر في خط قريب إلى حد كبير بالتوازي مع أول خط أنابيب "نورد ستريم الأول"، الذي ينقل بنجاح حوالي 55 مليار متر مكعب من الغاز إلى ألمانيا منذ عام 2012. وسيوفر الأنبوب الجديد نفس الكمية، وهو ما يكفي لتزويد 26 مليون أسرة بالغاز. وينظر عادة إلى الغاز الطبيعي على أنه رفيق بالبيئة والمناخ. وهو مشروع مشترك بين ألمانيا وروسيا، وعارضته الولايات المتحدة بشدة.

 

الرفض الأمريكي

 

وقع رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي للعلاقات الخارجية، بوب مينينديز، و10 من نظرائه الأوروبيين على بيان مشترك، اليوم الاثنين، يعبرون فيه عن معارضتهم للاتفاق بين أمريكا وألمانيا بشأن خط أنابيب نورد ستريم 2، واصفين إياه بأنه أداة أخرى بالنسبة لروسيا لابتزاز أوكرانيا.

 

ووفقا لموقع أكسيوس الأمريكي، فإن الغضب من اتفاقية نورد ستريم 2، التي ستسمح لروسيا بالالتفاف على أوكرانيا وتوصيل الغاز مباشرة إلى أوروبا، يتجاوز منتقدي بايدن الجمهوريين في الكابيتول هيل.

وأدانت إدارة بايدن نفسها نورد ستريم 2 باعتبارها مشروعًا جيوسياسيًا للكرملين يهدد أمن الطاقة الأوروبي، لكنها تؤكد أن استكمال خط الأنابيب هو أمر واقع وأن المزيد من العقوبات لن يؤدي إلا إلى الإضرار بالعلاقات مع ألمانيا .

وبموجب شروط الاتفاقية، وافقت ألمانيا على اتخاذ إجراء إذا حاولت روسيا استخدام الطاقة كسلاح، وأيضا إنشاء صندوق أخضر لمساعدة أوكرانيا على تحديث قطاع الطاقة لديها، والسعي لضمان استمرار روسيا في دفع حوالي 3 مليار دولار لأوكرانيا في رسوم نقل الغاز سنويا.

 

وأصدرت بولندا وأوكرانيا بيانًا مشتركًا الشهر الماضي نددت فيه بالخطوات باعتبارها غير كافية.

 

معارضة أوروبية أمريكية لـ نورد ستريم 2

 

وقال 11 نائبا برلمانيًا في بيان إن استكمال نورد ستريم 2  سيعزز تأثير الغاز الروسي في مزيج الطاقة الأوروبي، ويعرض الأمن القومي للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للخطر، ويهدد الأمن والسيادة غير المستقرتين بالفعل لأوكرانيا.

وأدانوا العدوان الوحشي والاحتلال العسكري الروسي لأوكرانيا، ودعوا الناتو والاتحاد الأوروبي إلى تقديم خريطة طريق لأوكرانيا للحصول على العضوية.


وخلص الرؤساء إلى القول: "إننا نصر على أن أي اتفاقيات أخرى بشأن نورد ستريم 2 تتطلب إجراء مشاورات عبر الأسرة عبر الأطلسي. علاوة على ذلك، يجب أن تتم مثل هذه الدبلوماسية مع مراعاة المبدأ الأساسي، وهو مواجهة العدوان الروسي الخبيث من جميع أعضاء الناتو وجميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، وشركائنا في وسط وشرق أوروبا".

 

المرشح على منصب المستشار في ألمانيا يهدد بالعقوبات

 

وفي سياق متصل، هدد المرشح على منصب المستشار في المانيا أرمين لاشيت، بفرض عقوبات على روسيا إذا استخدم الكرملين خط الغاز “نورد ستريم 2” كسلاح جيوسياسي ضد أوكرنيا. 

وتابع “كما ذكرنا سابقًا، يستلزم نورد ستريم 2 إنشاء خط أنابيب مزدوج بحري بطول 745 ميلًا، والذي سيوفر ما يصل إلى 1.9 تريليون قدم مكعب من الغاز سنويًا من روسيا إلى ألمانيا، وقد عارض المشروع بشدة الولايات المتحدة وكذلك بولندا وأوكرانيا”.

وزعمت واشنطن أن المشروع سيزيد من نفوذ روسيا في أوروبا ودعت حلفاءها إلى شراء الغاز الطبيعي الأمريكي المسال بدلاً من ذلك. 

وتخشى كييف ووارسو من أن موسكو قد تستخدم نورد ستريم لتجاوز خطوط الأنابيب الحالية عبر بلديهما، وبالتالي الضغط على كلا البلدين.

ويصر الأعضاء الرئيسيون في المشروع، بما في ذلك برلين، القوة الاقتصادية في أوروبا، على أن خط الأنابيب اقتصادي بحت بطبيعته.

وعلى مر السنين، أعرب البيت الأبيض مرارًا وتكرارًا عن استعداده لمنع استكمال المشروع وفرض عقوبات على الشركات التي تبني خطوط الأنابيب، لكن إدارة بايدن قطعت منعطفا مع توقيع الديموقراطي اتفاقا مع المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل. 

وبموجب الاتفاق، ضمنت واشنطن أنها لن تعرقل استكمال المشروع، بينما وعدت برلين باتخاذ إجراءات ضد الكرملين إذا حاولت “استخدام الطاقة كسلاح” ضد أوكرانيا.


وفي مقابلة مع صحيفة Rzeczpospolita البولندية، قال لاشيت - رئيس ولاية شمال الراين - وستفاليا الألمانية، إن أمن وسيادة أوكرانيا يجب أن يكونا من أولويات سياسة برلين.

وأضاف لاشيت: “إذا ارتكبت روسيا مرة أخرى أعمالًا عدوانية ضد أوكرانيا، فإن ألمانيا ستتخذ إجراءات على المستوى الوطني وتدعو إلى اتخاذ إجراءات عقابية في الاتحاد الأوروبي”، محذراً الكرملين من “انتهاك القانون الدولي، ومهاجمة الديمقراطيات الغربية بوسائل هجينة أو انتهاك حقوق الإنسان الأساسية، والحقوق المدنية في بلادهم”.

 

روسيا تعلن تشغيل نورد ستريم 2

 

قالت وزارة الخارجية الروسية، إن خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" سيبدأ العمل قريبا رغم محاولات الولايات المتحدة تسييسه، مؤكدة أن موسكو لم ولن تستخدم مسألة عبور الغاز وتوفير موارد الطاقة كسلاح.

 

وقال دبلوماسي أمريكي، إن ألمانيا ستعمل على الحد من قدرة روسيا على تصدير الطاقة إذا اتخذت موسكو إجراءات عدوانية ضد أوكرانيا أو استخدمت الطاقة كسلاح، وهو اتفاق أمريكي ألماني بشأن خط أنابيب نورد ستريم 2.

 

ووفقا لرويترز، يهدف الاتفاق إلى التخفيف مما يعتبره النقاد مخاطر استراتيجية لخط الأنابيب الذي تبلغ تكلفته 11 مليار دولار، والذي اكتمل بناؤه الآن بنسبة 98٪، والذي يجري بناؤه تحت بحر البلطيق لنقل الغاز من منطقة القطب الشمالي في روسيا إلى ألمانيا.

 

ما مصير ألمانيا بعد ميركل؟

 

تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن، باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عندما قال في اجتماعهما، الأسبوع الماضي، في واشنطن بشان خط أنابيب نورد ستريم 2 "سنري"، متحدثا بأسمة وباسم ميركل. ويبدو أن كلمة بايدن حفرت في أذهان معظم سياسيين عبر الأطلسي وروسيا، بينما تشرع ألمانيا في الانتقال السياسي الأكثر أهمية منذ عقود.

 

ووفقا لمجلة "ذي ناشونال انترست"، سيكون لهذا الانتقال من المستشارة ميركل إلى مستشار غير معروف حتى الآن تأثير كبير على العلاقات الألمانية وعبر الأطلسي وروسيا. 

 

ولعبت المستشارة ميركل دور أوروبا الأساسي تجاه روسيا، وإن كان ذلك بأسلوب السياسة الخارجية المتردد لألمانيا. وكانت هي التي، على الرغم من المجموعة المؤيده لروسيا في كل من الداخل وبين بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فرضت العقوبات الأوروبية على روسيا. 

 

وكانت ميركل رائدة في اتفاقيات مينسك التي احتوت صراع دونباس في أوكرانيا. ولكن لسوء الحظ، عزمت المصالح الأمنية الأوروبية على استيعاب أسعار الغاز الاستهلاكية في ألمانيا، على حساب العقوبات الأمريكية، التي رفعها الرئيس بايدن مؤقتًا. ولعبت المستشارة ميركل دورًا أساسيًا في العلاقات عبر الأطلسي، وفي كثير من الأحيان سد الفجوة الأطلسية بين الأوروبيين المتشككين في أمريكا، والرؤساء الأمريكيين.

 

ولكن السؤال الأكثر أهمية في السياسة الخارجية الأوروبية الذي أثير مع مغادرة أنجيلا ميركل في سبتمبر هو "روسيا". 

 

لدى المرشحين الألمان المفضلين رؤيتين مختلفتين بشكل كبير لكل من روسيا وأوروبا. إذا أصبح مرشح الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) أرمين لاشيت مستشارًا ، فيمكن أن نتوقع أن تكون سياسة برلين تجاه روسيا أكثر تساهلاً مع المصالح الاقتصادية لألمانيا، وبعبارة أوضح، سياسة نورد ستريم 2 الألمانية. والمرجح أن يساهم المستشار لاشيت في انقسام أكبر عبر الأطلسي من خلال تعزيز المصالح التجارية الألمانية مع كل من روسيا والصين ، والتي تتعارض مع الولايات المتحدة المنخرطة في منافسة القوى العظمى وتنشيط التحالفات الديمقراطية.

 

ومن ناحية أخرى، فإن مرشحة المستشارة أنالينا بربوك تؤيد سياسة خارجية قائمة على القيم بشكل كبير. لكن بربوك كمستشار يعني أكثر بكثير من مجرد موقف أكثر تشددًا تجاه روسيا. داخل أوروبا، وسيكون لقيادتها تأثير كبير على الاتحاد الأوروبي بشكل عام.

 

وفي عهد المستشارة ميركل، بذلت بروكسل قصارى جهدها لإغلاق أعينها في مواجهة الميول غير الليبرالية في المجر وبولندا والإصلاحات الضعيفة لمكافحة الفساد في بلغاريا ورومانيا وأوكرانيا، مع الحفاظ على تماسك الأوروبيين بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. 

 

وفوز بربوك تعني مزيدًا من العناد في برلين وبروكسل، الأمر الذي قد يؤدي في النهاية إلى اتحاد أوروبي مختلف، وأوروبا شرقية مختلفة تمامًا عن اليوم. ومع ذلك ، فإن أصبحت بربوك المستشارة الألمانية، سيؤدي ذلك أيضًا إلى مجتمع عبر الأطلسي أكثر إحكامًا مما رأيناه منذ عقود.

 

وفي هذا الصدد، تتداخل سياستها، مع السياسة الخارجية للرئيس بايدن مع الحاجة إلى نظام عالمي قائم على القواعد والنظام.

 

ولكن السؤال الأهم، كيف سيكون مصير ألمانيا؟.. وما مصير سياساتها الخارجية في حالة فوز أي من الرشحيين. و هل ستؤثر علي سياسة الأتحاد الأوروبي؟.. ويبدو أن الولايات المتحدة وروسيا والصين أشد المتابعين للأنتخابات الألمانية.