الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أيام ثقال أتت على الأخضر واليابس.. ماذا سيقدم مؤتمر باريس لـ لبنان؟

أرشيفية - لبنان
أرشيفية - لبنان

يعيش لبنان أياما ثقالا و فترة حرجة أتت على الأخضر واليابس، وبات البلد العربي الذي يعتبره الجميع قبلة الشرق وروحه التي لا تكف عن المرح مهلهلا، مشرذما يسير بخطى سريعة نحو الانهيار والضياع.

أزمات اقتصادية واجتماعية، وتصارع القوى السياسية وتغليب المصلحة الخاصة على مصلحة الوطن، عصفت بالبلد الذي لم يمهله القدر ولو بضع سنوات لإلتقاط أنفاسه وتجاوز المحن التي تضرب به من كل الاتجاهات وجعلت أهله يضيقون ذرعا ويكفرون بكل شيء.

وعلى مدار السنوات الماضية، فشلت القوى السياسية في حل أزمات البلد المعتل والخروج به من النفق المظلم بعد محاولات عدة ونداءات دولية لا تتوقف يراها كثير من المتابعين للشأن اللبناني، أنها لا تسمن ولا تغني من جوع إلا في حال وجود إرادة قوية وتوافق لإنقاذ ما تبقى من البلد.

نوايا صادقة لمساعدة لبنان

قال الدكتور عبدالله نعمة، المحلل السياسي اللبناني: إن مؤتمر باريس يدل على نوايا صادقة من فرنسا والأمم المتحدة لمساعدة لبنان، لكي يتجاوز ما حل به من كوارث اقتصادية قبل وبعد انفجار مرفأ بيروت، لكن المساعدات التي ستقدمها الدول مربوطة بتشكيل حكومة تتمتع بثقة اللبنانيين اولا ثم العالم الخارجي وهذا ما يحتاج إلى وقت.

وتابع نعيمة في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الرئيس الفرنسي ماكرون أعرب عن انزعاجه من المسؤولين في لبنان لعدم الاتفاق على الحكومة فيما بعد بجانب الصراع بينهم على قضايا خاصة وليس من أجل مصلحة لبنان.

علاج أولي 

ولفت  إلى أن المؤتمر سيقدم علاجا أوليا سريعا للوضع في لبنان، ويستطيع المؤتمر أن يخدم لبنان عن طريق مساعدات طبية و تموينية ومواد البناء لاعادة ترميم المنازل والمحلات التي تضررت نتيجة انفجار مرفأ بيروت، متوقعا أن تقوم جهات دولية انسانية بتوزيع المساعدات على المتضررين من انفجار مرفأ بيروت، وسوف تقوم الأمم المتحدة بالإشراف عليها لكي لا تتعرض للسرقة والفساد في طريقة التوزيع، وسيكون التوزيع تحت المراقبة من قبل لجنة مشتركة من لبنان والدول التي ستقدم المساعدات.

مؤتمرات باريس الأول والثاني

وأشار إلى أن المؤتمرين الأول والثاني اللذان انعقدا في باريس من أجل مساعدة لبنان، كان لهما أثر كبير في نفوس اللبنانيين الذين كانوا في حاجة شديدة للدعم والرعاية، لأنه أعطاهم جرعة أمل بشأن تمكن لبنان من الخروج من النفق المظلم والمصير الأسود.

الدعم المصري

وعن مشاركة مصر في فعاليات المؤتمر، قال إن مشاركة مصر، فاعلة عربيا ودوليا في مؤتمر باريس الدولي بشأن لبنان والموقف الكبير الذي يعبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ينم عن موقف إنساني وقومي عربي بالنسبة للبنان هذا البلد الجريح والمنكوب، موضحا أنه من جديد يؤكد الرئيس السيسي انه يقدر الشعب اللبناني ويقف بكل امكانيات مصر وعلاقاتها وصداقتها مع الدول المعنية بقرار إعادة الاستقرار الاقتصادي في لبنان والحفاظ على الدولة ومؤسساتها، وبالتالي لَملمة جراح واضرار انفجار مرفأ بيروت الكارثي.

وأشار إلى أن مصر تستحق كل الشكر على دعمها لقرار التعويض الدولي  عن الأضرار التي لحقت بلبنان وتوفير مساعدات عاجلة له، ونرى الآن جهدا دوليا عاجلا واهتماما كبيرا بلبنان لكي يخرج من عنق الزجاجة و يتجاوز المحنة التي يمر بها، وبالتأكيد أن لمصر دورها البارز إلى جانب الدول الكبرى في رفع الألم والدمار عن لبنان.

المؤتمر الدولي لدعم لبنان

وفي خطوة جديدة لإنقاذ لبنان من براثن الضياع، أعلن المجتمع الدولي عقد المؤتمر باريس الدولي الثالث لدعم لبنان، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، تحت رعاية فرنسية وأممية «فرنسا _ الأمم المتحدة».

وحضر المؤتمر كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي جو بايدن، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن حسين، والرئيس اللبناني ميشال عون، ومصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق، والشيخ صباح الخالد الصباح رئيس وزراء الكويت، والاتحاد الأوروبي ومؤسساته المختلفة والمنظمات الدولية والإقليمية ومجموعة كبيرة من وزراء الخارجية لمختلف دول العالم.

تبرع فرنسا بـ 100 مليون يورو

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن عن تبرع بلاده بـ 100 مليون يورو لدعم الشعب اللبناني مع نصف مليون جرعة من لقاحات فيروس كورونا "كوفيد- 19".

وقال ماكرون: إن المساعدات سيتم صرفها مباشرة وليس عن طريق أي هيئة حكومية في لبنان، معبرا عن عدم ثقته في الطبقة السياسية، وتشمل هذه المساعدة القطاع التعليمي والزراعي والسلع الغذائية.

ماذا يحتاج لبنان؟

وأعلنت الأمم المتحدة احتياجات لبنان على خلفية المؤتمر الدولي، وقالت إن «لبنان يحتاج إلى 350 مليون دولار دعما لإعانة الشعب اللبناني الذي يأتي نصفه تحت الفقر بسبب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها لبنان».

صندوق النقد يتبرع بـ 860 مليون دولار

ومن جهته أعلن صندوق النقد الدولي، أن لبنان سيحصل على 860 مليون دولار من احتياطيات حقوق السحب الخاصة، وأكد أن «الأموال لا تكفي لحل المشاكل القائمة في البلاد».

كلمة الرئيس السيسي

وفي كلمته أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن «أيادي مصر ممدودة إلى المجتمع الدولي للتكاتف وتسخير كافة إمكاناتها لدعم لبنان وبناء مستقبل أفضل لشعبه».