الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في المؤتمر الدولي الثالث

مصر ودعم لبنان .. رسائل السيسي تضع خارطة طريق لإنقاذ اللبنانيين

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

يعيش لبنان أياما ثقال وفترة حرجة أتت على الأخضر واليابس، وبات البلد العربي الذي يعتبره الجميع قبلة الشرق وروحه التي لا تكف عن المرح مهلهلا مشرذما يسير بخطى سريعة نحو الانهيار والضياع.

أزمات اقتصادية واجتماعية، وتصارع القوى السياسية وتغليب المصلحة الخاصة على مصلحة الوطن، عصفت بالبلد الذي لم يمهله القدر ولو بضع سنوات لإلتقاط أنفاسه وتجاوز المحن التي تضرب به من كل الاتجاهات وجعلت أهله يضيقون ذرعا ويكفرون بكل شيء.

فشلت القوى السياسية في حل أزمات البلد المعتل والخروج به من النفق المظلم بعد محاولات عدة ونداءات دولية لا تتوقف يراها كثير من المتابعين للشأن اللبناني إنها لا تسمن ولا تغني من جوع إلا في حال وجود إرادة قوية وتوافق لإنقاذ ما تبقى من البلد.

دعم المجتمع الدولي

ومن جانبه قال الكاتب الصحفي ماهر مقلد، مدير تحرير جريدة الأهرام، إن المؤتمر الدولي الثالث لدعم لبنان جاء في توقيت مهم؛ لأن لبنان يحتاج إلى دعم المجتمع الدولي بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة والأزمة السياسية الطويلة والممتدة.

وتابع مقلد في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن فرنسا وبقية دول العالم حريصون على مساعدة لبنان للعبور من هذه الأزمة الصعبة، لكن ليست المشكلة في المجتمع الدولي وإنما المشكلة تكمن في الداخل اللبناني والخلافات السياسية والخلافات الحزبية القائمة بين القوى السياسية التي تصعب من تدفق المنح والمساعدات إلى لبنان.

بادرة أمل جديدة

ولفت أن «فرنسا بعد اعتذار رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من تشكيل الحكومة اللبنانية وتكليف نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة، اعتبرت أنها بادرة أمل في طريق الإصلاح في لبنان، لذلك كان مقررا أن تشارك كل دول العالم في  المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي ترعاه فرنسا والأمم المتحدة».

وأضاف: «المؤتمر حضره كثير من الدول والممثلين عنهم من وزراء خارجية، والعديد من رؤساء الدول في مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي جو بايدن، والعديد من منظمات الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة».

ملامح الطريق اللبنانية

وأشار إلى أن «الرئيس عبد الفتاح السيسي ألقى كلمة مهمة حددت ملامح الطريق التي يحتاج إليها لبنان للاتجاه نحو الإصلاح، وهي وحدة الصف الداخلي وتغليب المصلحة العامة للشعب اللبناني على كل الخلافات السياسية القائمة التي من شأنها تعطيل وتعيق مسيرة الإصلاح في لبنان".

نصف الشعب تحت خط الفقر

وأوضح الكاتب السياسي أن «لبنان وفق تقديرات البنك الدولي أكثر من نصف شعبه تحت خط الفقر، هناك تردي كبير في الخدمات وإخفاق حقيقي وأزمة كبيرة في الطاقة الكهربائية وغيرها من الأزمات التي تواجهها الدولة اللبنانية والتي لا بد من التعامل الجاد والحاسم معها».

ستخفف من معاناة الشعب

وحول الأموال التي تبرعت بها فرنسا وصندوق النقد الدولي إلى لبنان، قال إن «أية دعم من المجتمع الدولي بالتأكيد سيخفف من المعاناة ومن الصعوبات الداخلية في لبنان، ولكنها لن تصل كأموال نقدية بل ستصل على هيئة مساعدات إنتاجية صحية وتعليمية وغذائية، لذلك من المتوقع إنها ستخفف قليلا من الظروف التي يواجهها الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية».

المؤتمر الدولي لدعم لبنان

وفي خطوة جديدة لإنقاذ لبنان من براثن الضياع، أعلن المجتمع الدولي عقد المؤتمر الدولي الثالث لدعم لبنان، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، تحت رعاية فرنسية وأممية «فرنسا _ الأمم المتحدة».

وحضر المؤتمر كلا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي جو بايدن، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن حسين، والرئيس اللبناني ميشال عون، ومصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق، والشيخ صباح الخالد الصباح رئيس وزراء الكويت، والاتحاد الأوروبي ومؤسساته المختلفة والمنظمات الدولية والإقليمية ومجموعة كبيرة من وزراء الخارجية لمختلف دول العالم.

تبرع فرنسا بـ 100 مليون يورو

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن عن تبرع بلاده بـ 100 مليون يورو لدعم الشعب اللبناني مع نصف مليون جرعة من لقاحات فيروس كورونا "كوفيد- 19".

وقال ماكرون، إن المساعدات سيتم صرفها مباشرة وليس عن طريق أي هيئة حكومية في لبنان، معبرا عن عدم ثقته في الطبقة السياسية، وتشمل هذه المساعدة القطاع التعليمي والزراعي والسلع الغذائية.

ماذا يحتاج لبنان؟

وأعلنت الأمم المتحدة احتياجات لبنان على خلفية المؤتمر الدولي، وقالت إن «لبنان يحتاج إلى 350 مليون دولار دعما لإعانة الشعب اللبناني الذي يأتي نصفه تحت الفقر بسبب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها لبنان».

صندوق النقد يتبرع بـ 860 مليون دولار

ومن جهته أعلن صندوق النقد الدولي، أن لبنان سيحصل على 860 مليون دولار من احتياطيات حقوق السحب الخاصة، وأكد أن «الأموال لا تكفي لحل المشاكل القائمة في البلاد».

كلمة الرئيس السيسي

وفي كلمته أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن «أيادي مصر ممدودة إلى المجتمع الدولي للتكاتف وتسخير كافة إمكاناتها لدعم لبنان وبناء مستقبل أفضل لشعبه».