الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فهمناكم.. هل قطع الغنوشي وإخوان تونس الخطوة الأولى نحو الاعتراف بالهزيمة؟ حركة النهضة تشكل خلية أزمة للتفاوض.. والانشقاقات تفاقم الارتباك في صفوفها

رئيس حركة النهضة
رئيس حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي

أكثر من عشرة أيام قضتها حركة النهضة الإخوانية في تونس في ارتباك وتخبط إزاء قرارات الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو، التي وجهت ضربة قاصمة لهيمنة الحركة على مفاصل الدولة في تونس.

 

واكتسى خطاب الحركة خلال الأيام العشرة الماضية بقدر كبير من العناد والانفصال عن الواقع ورفض الاعتراف بالخطأ، والإصرار على العودة إلى أوضاع ما قبل 25 يوليو، بالرغم من التأييد الكبير والواضح الذي حظيت به قرارات سعيد في الشارع التونسي.

 

لكن تطورات الساعات الأخيرة تنبئ بما يمكن قراءته بوصفه نصف خطوة إلى الخلف ونحو الإقرار بالهزيمة من جانب حركة النهضة، وإن كانت تشي أيضًا بعمق الانقسام في الحركة حول الاعتراف بالخطأ من حيث المبدأ.

خلية أزمة

ونقلت إذاعة "موزاييك إف إم" التونسية عن الناطقة باسم مجلس شورى حركة النهضة الإخوانية سناء مرسني، أن المجلس قرر تشكيل خلية أزمة تحت إشراف رئيس الحركة راشد الغنوشي تتولى إعداد خارطة طريق للمرحلة الجديدة، والتفاوض مع مختلف الأطراف.

 

وأوضحت الإذاعة أن الدورة 52 لمجلس شورى النهضة شهدت اختلافا وانقساما في الآراء وعدم رضى على قرار المجلس، مما أدى إلى انسحاب عدد من أعضائه على غرار القياديات يمينة الزغلامي ومنية إبراهيم وجميلة الكسيكسي، وإعلانهن عدم تحملهم أي مسؤولية عن قراراته.

 

تضارب بشأن موقف الغنوشي

وكان القيادي في حركة النهضة، سامي الطريقي، كشف عن رأي رئيس الحركة راشد الغنوشي الذي أعلنه خلال اجتماع مجلس الشورى، مساء أمس الأربعاء. 

 

وقال الطريقي إن "رئيس الحركة الآن في الشورى، قال إنه علينا أن نحول إجراءات 25 يوليو إلى فرصة للإصلاح ويجب أن تكون مرحلة من مراحل التحول الديمقراطي".

 

لكن القيادي الآخر في حركة النهضة التونسية، رفيق عبد السلام، نفى صحة ما نشره سامي الطريقي، بشأن تصريحات رئيس الحركة راشد الغنوشي.

 

وقال عبد السلام عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك"، إن "التصريح الذي نقله سامي الطريقي لا علاقة له بما ورد من مداولات في مجلس الشورى"، مشيرا إلى أنه رأي شخصي لا يلزم صاحبه.

 

دعوة من داخل النهضة إلى النقد الذاتي

وأصدر مجلس شورى حركة النهضة بيانًا بشأن البنود التي توافق عليها أعضاء المجلس خلال اجتماع الدورة 52 أمس، الأربعاء، وبينها "تفهّم الغضب الشعبي المتنامي، خاصة في أوساط الشباب، بسبب الإخفاق الاقتصادي والاجتماعي بعد عشر سنوات من الثورة. وتحميل الطبقة السياسية برمتها كلا من موقعه، وبحسب حجم مشاركته في المشهد السياسي، مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، ودعوتهم إلى الاعتراف والعمل على تصحيح الأداء والاعتذار عن الأخطاء".

 

وشدد أعضاء مجلس شورى حركة النهضة على "ضرورة قيام حركة النهضة بنقد ذاتي معمق لسياساتها خلال المرحلة الماضية والقيام بالمراجعات الضرورية والتجديد في برامجها وإطاراتها في أفق مؤتمرها 11 المقرر لنهاية هذه السنة، لإعادة النظر في خياراتها وتموقعها بما يتناسب مع الرسائل التي عبر عنها الشارع التونسي وتتطلبها التطورات في البلاد".

 

مع ذلك، مضى بيان مجلس شورى النهضة في الادعاء أن قرارات الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو مثلت "انقلابًا على الدستور"، داعيًا إلى "ضرورة العودة السريعة إلى الوضع الدستوري الطبيعي ورفع التعليق الذي شمل اختصاصات البرلمان"، حسب كلمات البيان.

 

واشنطن: ليس انقلابًا

ورفضت وزارة الخارجية الأمريكية وصف ما جرى في تونس بالانقلاب، وذلك تعليقا على الأحداث الأخيرة بعد القرارات الاستثنائية للرئيس قيس سعيد.

 

وقال نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ردا على سؤال حول ما إذا كان يعتبر ما حدث في تونس مؤخرا انقلابا: "تركيزنا منصب على تشجيع القادة التونسيين على الالتزام بالدستور والعودة سريعا إلى الحكم الديمقراطي الطبيعي".

 

وأضاف المسئول الأمريكي: "في بعض الأحيان الأمر الأهم من مسألة التسمية وهو العمل المهم لدعم تونس في عودتها إلى مسارها الديمقراطي".

 

وكان الرئيس قيس سعيد أعلن في 25 يوليو الماضي، تجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، وإقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي في سلسلة إجراءات استثنائية.

 

واعتمد الرئيس التونسي قيس سعيد على الفصل 80 في الدستور لتولي كامل السلطات في البلاد، بعد أشهر من الغضب الشعبي انتهت باحتجاجات ضد فساد حركة النهضة ذراع الإخوان في تونس.