الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفراغ الوجودى والهروب إلى العالم الافتراضى

منذ اختراع وسائل التواصل الإجتماعى والالعاب الإليكترونيه ،وأصبح كل منا يعيش فى جذر  منعزله فى عالمه الخاص ، ونجد أن الإنغماس والإنزلاق فى متاهة العالم الإفتراضى عبر وسائل التواصل الإجتماعى وأداته الشبكه العنكبوتيه لا ينحصر فى طبقة من طبقات المجتمع أو فئة من فئات المجتمع فنجد أن جميع الطبقات والشرائح الإجتماعيه منهمكه فى البحث عن ضالتها عبر وسائل التواصل الإجتماعى ، كما نجد ايضا أن الظاهره ليست منحصره لدى فئة المراهقين من صغار السن والأطفال بل ممتده الى جميع فئات المجتمع صغار وكبار . 
ونشعر أن الجميع منهمك فى سريه تامه أمام جهاز الموبيل أوأجهرة الكمبيوتر كما لو كان يبحث عن ضالته ، لايريد أحد يقاطعه عما يقوم به لايرفع رأسه للنظر الى محدثه ، ونجد ان الغالبيه عند استيقاظها أول ما نبحث عنه هو جهاز المحمول لنفتح أعيننا على  مواقع التواصل الإجتماعى ونطمئن ان هناك شبكه متصله بالعالم الإفتراضى الذى يشبع لدينا الإحساس بالوجود بل ونشبع لدينا الإحساس الذائف أن هناك معنى لوجودنا 
أصبح جهاز المحمول بالنسبه لنا الأداه للهروب من الواقع والسيف الذى نقضى به على الفراغ  وملل أوقاتنا وشعورنا بالخواء النفسي ، المهرب الزائف من شعورنا بالإكتئاب وضغوط الحياه عبر العالم الإفتراضى الزائف 
أصبح العالم الإفتراضى وسيله هامه للإنفصال والإنغماس حيث توفر وسائل التواصل الإجتماعى مشاعر الإنفصال وتيسر مشاعر الهروب ، ويمكن أن ينطوى الإنغماس على مجموعه مختلفه من المشاعر بما فى ذلك فقدان تتبع الوقت والشعور بأنه شخص اخر ، وفقدان الوعى ، والعيش فى حاله من النشوه الزائفه ، وفى الأشكال المفرطه يمكن أن تشمل الإضطرابات الشخصيه المتعدده ، وقد تؤدى كل هذه المشاعر الى التمادى والانغماس لمدد اطول وأطول فالوقت يطير بسهوله وتخدير العقل يصبح أكثر عمقا ومشجع عن الإنفصال عن العالم المحيط 
ونجد أن الغالبيه ممن يسئ إستخدام شبكه الانترنت ووسائل التواصل الإجتماعى والإفراط فيها بشكل إدمانى نجد أن الغالبيه تعانى مما يطلق عليه فى علم النفس الوجودى مصطلح الفراغ الوجودى وهو مصطلح يعبر عن  فقدان الفرد للشعور بأن حياته ذات معنى ، ويكشف هذا الفراغ عن نفسه فى حاله الملل ، وكنا نرى منذ زمن بعيد قبل عصر الانترنت أن يوم الأجازات تزداد فيه حالات الشجار بين الزوج وزوجته أو تزداد حالات الإكتئاب والكدر بسبب يوم العطله او الأجازات الطويله لبعض الأشخاص فلايجدون ما يقومون به من اعمال تشعرهم بوجودهم أو تشعرهم بمعنى لوجودهم 
ومن الملاحظ والشائع منذ فتره بعيده منذ عصر الانترنت وأختراع شبكات التواصل الإجتماعى أن هناك من الاشخاص أصبح المهرب الحقيقى لديهم من الشعور بالذنب الوجودى والمعنى لحياتهم الهروب أكثر وأكثر لتحقيق معنى لوجودهم وتحمل مسؤليه سير حياتهم 
فهناك من يرجع عثرات حياته وأخطائه على البيئة المحيطه ولا يتحمل مسؤلية التحرر والبحث عن معنى لوجوده ، وهناك بعض الأفراد عندما ينفردون بأنفسهم يشعرون بالهلع الناجم عن انحلال حدود الذات، يبدأ هؤلاء الأفراد يشكون في وجودهم الخاص. ويعتقدون أنهم لا يوجدون إلا في حضور شخص آخر. أي لا يوجدون إلا بقدر ما يستجيب لهم فرد آخر ويفكر بهم. يحاول الكثيرون أن يتخلصوا من العزلة عن طريق الانصهار أو الالتحام، فيلينون حدود الذات ويصبحون جزءا من فرد آخر. إنهم يتجنبون النمو الشخصي والإحساس بالعزلة الذي يصاحب النمو
وهناك البعض الذى يسعى جاهدا للإحساس بوجودة من خلال التفاعل الإجتماعى عبر وسائل التواصل الأجتماعى ويرسم لنفسه الصوره المتخيله عن ذاته البعيده عن الواقع لعدم تمكنه من إقامه علاقه حقيقيه فى الواقع المعاش 
فأصبح سلوك الإنغماس والإنفصال المهرب الحقيقى عن فكره المعنى الوجودى لهؤلاء الأشخاص من خلال أدمان وسائل التواصل الأجتماعى أو الالعاب الأليكترونيه أو سلوك المقامره عبر شبكه الإنترنت أو أدمان المواقع الإباحيه 
أصبح هؤلاء الأشخاص ينغموسون أكثر فأكثر فى دائرة الإضطراب النفسي والإغتراب عن الذات ، اتوقع فى الفترات القليله القادمه شيوع العديد من الإضطرابات النفسيه المستحدثه الناتجه عن الإنفصال والإنغماس عن الذات نتيجه إساءة إستخدام شبكات التواصل ومواقع الإنترنت 
نحتاج فى تلك الفتره أن يبحث كل منا عن معنى لوجوده وتحمل مسؤليه أداره وقته واسلوب حياته بالأسلوب الذى يحقق ذاته ويشعره بإنسانيته وتحمل تبعات قراراته وتعديل مصار حياته للوصول الى معنى لوجوده فى العالم الواقعى ، وللحديث بقية..

 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط