الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حدث في تونس .. الغنوشي يراوغ ويؤجج الخلافات داخل النهضة .. وقيس سعيد يعزل مسئولين جدد

قيس سعيد
قيس سعيد

شهدت الساحة التونسية خلال الساعات الـ24 الأخيرة أحداثًا هامة في الوقت الذي لا يزال ملف تشكيل حكومة جديدة يحتل أولولية هامة سواء بالنسبة للشأن الداخلي أو على الصعيد الإقليمي والدولي.

وكان من أبرز الأحداث التي شهدتها تونس أمس، هو تراجع زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، عن تصريحاته السابقة بشأن قرارات الرئيس قيس سعيد حيث وصفها بالفرصة المتاحة أمام الإصلاح بعدما زعم سابقًا أنها "انقلابا" على الدستور.

وقال الغنوشي في تصريحات أعقبت اجتماع لقيادات النهضة إنه "يجب علينا أن نحول إجراءات الرئيس إلى فرصة للإصلاح، ويجب أن تكون مرحلة من مراحل التحول الديمقراطي".

وذكرت شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية أن ردود فعل قيادات النهضة عقب الاجتماع، عكست حالة الخلاف الكبيرة والانقسام حول الغنوشي نفسه، فيما دعت قيادات بارزة في مقدمتها سمير ديلو وعبد اللطيف المكي إلى إقالة الغنوشي وتحمل النهضة مسؤوليتها عن تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بالبلاد.

وفي دليل على حجم الشقاق بين قيادات الحركة، انسحب عدد من قيادات النهضة في منتصف الاجتماع اعتراضا على بقاء الغنوشي في منصبه، واستخدام آليات وصفوها بـ"الفاشلة" في التعاطي مع الأزمة الراهنة.

الرئاسة تنفي حسم تشكيل الحكومة

في الوقت نفسه، أكد وليد الحجام، مستشار رئيس تونس قيس سعيد أنه "لم يتم الحسم بعد بخصوص رئيس الحكومة الجديد" لكنه قال إن "الخطى حثيثة في هذا الاتجاه"، مضيفًا في تصريح لوكالة "تونس أفريقيا للأنباء"، إن "الرئيس قيس سعيد لديه إدراك ووعي حقيقيان بنبض الشارع وبكل ما يدور ويقال، ويعمل بكل ثبات وفق رؤية واضحة".

وخلال الأيام الماضية، تم تداول مجموعة من الأسماء المرشحة لتولي منصب رئيس الحكومة الجديدة، أبرزها مروان العباسي محافظ البنك المركزي الحالي، وحكيم بن حمودة وزير المالية الأسبق، ونزار يعيش الذي شغل أيضا منصب وزير للمالية في وقت سابق.

إقالة حُكام لولايات

ومساء الخميس، أصدر الرئيس التونسي قيس سعيد أوامر رئاسية تقضي بإنهاء تكليف ثلاثة ولاة للجمهورية وهم والي المنستير، ومدنين، بالإضافة إلى والي زغوان. وقبل يومين، كان قيس سعيد أصدر أمرا يقضي بإنهاء تكليف والي صفاقس ولم يتم تعيين خلفا له إلى الآن.

وحذر سعيد خلال استقباله الرئيس المدير العام لديوان الحبوب، بشير الكثيري، من المس بقوت التونسيين، مشددا على ضرورة القطع مع ما حصل في السنوات الماضية، في إشارة إلى ما عرف بقضية القمح المسرطن.

وأشار سعيد إلى وقوع تجاوزات في القطاع في أكثر من مناسبة، عند استيراد القمح من الخارج "فكان قمحا مسرطنا"، مضيفًا أنه يريد أن يقول للشعب إنه لا رجوع إلى الوراء، ثم حذر أي طرف يفكر في العبث بقوت التونسيين، من أن القانون سيطبق تطبيقا كاملا.

ووصف سعيد المس بقوت شعب تونس بالخيانة العظمى، مؤكدا أن "من يعمدون إلى حرق الحقول أو حرق الغابات، سيجابهون أيضا بنار القانون".

وأضاف سعيد "نحن لا نريد أن نظلم أحدا، ولا أن نمس بأي جهة، لكن نحن نحمل الأمانة". ودعا الرئيس التونسي للارتقاء إلى اللحظة التاريخية التي تعيشها البلاد، قائلا إنه يردد شعار طالما جرى رفعه وهو "خبز وماء، ولا رجوع إلى الوراء".

وأردف سعيد "سنذهب قدما في صناعة تاريخ جديد لتونس، لدينا كل الإمكانيات وكل القدرات، وهناك أحرار وشرفاء في ديوان الحبوب وعديد الإدارات الأخرى".

وأشار الرئيس التونسي إلى "الفاسدين والمجرمين"، قائلا إنه لا مجال للعبث بقوت التونسيين ولا بحريتهم ولا بكرامتهم.