الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صحف السعودية: الأمم المتحدة تشيد بإجراءات المملكة في مكافحة الإرهاب.. والرياض تحذر من محاولات حزب الله للهيمنة على لبنان

صدى البلد

ركزت الصحف السعودية الصادرة اليوم على العديد من الملفات والقضايا في الشأن المحلي والإقليمي والدولي, حيث قالت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها بعنوان (لغة الصراحة ) : تقف صفحات التاريخ اللبناني بكل أحداثه وتفاصيله، شاهداً على العلاقة السعودية - اللبنانية، وكيف تطورت هذه العلاقة حقبةً بعد أخرى، إلى أن بلغت ذروة التلاحم بينهما، وكان باعث المملكة وراء تلك العلاقة نصرة لبنان وشعبه، ومساعدته في تجاوز خلافاته الداخلية، ومشكلاته المتجددة، حتى ينعم هذا البلد بالهدوء والسكينة التي تمكن شعبه من العيش في كنف دولة قوية، تمتلك قرارها، وتتحكم في مصيرها، من دون تدخل أحد.


وأضافت : الدعم السعودي للبنان بدأ قبل تأسيس الأخيرة، وهو مستمر إلى يومنا هذا، ولم تفرق حلقات هذا الدعم بين فترة الحرب وفترة السلم، وظهر هذا في عدد كبير من المحافل الدولية والعربية، وشكلت الثوابت التي ركز عليها ملوك وقيادات المملكة تجاه لبنان، سياجاً يحمي الشعب اللبناني، خصوصاً في فترة الحروب والاجتياحات الإسرائيلية، وفي فترة الحرب الأهلية الطاحنة.

وقادت الرياض كل جهود الإنماء والإعمار، وظلت تعطي من دون أي تفرقة بين الطوائف والمناطق، ومن دون أي شروط مسبقة، أو مطالب أو تدخّلات في السياسات المعتمدة، واستمراراً لهذا الدعم، حرصت المملكة على المشاركة في مؤتمر "دعم لبنان وشعبه"، ولكن المملكة أرادت في هذا المؤتمر أن تلامس الحقيقة الخالصة، وتستخدم لغة صريحة ومباشرة، بالتأكيد على أن ما يعانيه لبنان وشعبه في هذه الفترة، هو بسبب تصرفات حزب الله، وسعيه لمصادرة القرار اللبناني، والتحكم في مصير البلاد، ليس بهدف تعزيز المصالح اللبنانية وفق رؤية القائمين على الحزب، وإنما لتنفيذ أجندة إيران في لبنان، عبر تشكيل حكومة لبنانية تدين بالولاء التام لطهران، وتنفذ ما يمليه عليها الملالي، وهو الأمر الذي ترفضه الدول العربية كافة، وفي مقدمتها المملكة، ومن هنا لم يكن غريباً أن تربط المملكة مساعداتها للبنان بإجراء إصلاحات حقيقية، تضمن استقلالية هذا البلد، وقدرته في اتخاذ قراره وفق مصالحه هو، لا مصالح المنتفعين.
وأردفت: لم يكن غريباً أن تعبّر المملكة عن استيائها من عدم توصل التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت إلى نتائج ملموسة، في إشارة إلى أن نتائج التحقيق في هذا الحادث يمكن أن تكشف المزيد من المعلومات المهمة، وتبين من يدعم لبنان ويسانده، ومن يتآمر على خرابه وتدميره، ولم ينفض المؤتمر إلا بموقف سعودي مشرف ومعهود، أكدت فيه المملكة على تضامنها المستمر مع الشعب اللبناني في أوقات الأزمات والتحديات، وأعلنت على الملأ مساهماتها المستمرة في إعادة إعمار لبنان وتنميته، وهو الموقف ذاته الذي تظهره المملكة تجاه الدول الشقيقة والصديقة.

كما نقلت الصحيفة عن مدير مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب (UNCCT)، د. جهانجير خان، تاكيده أن المملكة تعد مثالاً يحتذى به لكل الدول في طريقة تصديها للإرهاب والتطرف، وتُفيد سياساتها التي تتبعها جميع المؤسسات العاملة في مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف حول العالم، مهنئاً القيادة الرشيدة بنجاحها في التصدّي للإرهاب.

وكشف خان خلال مؤتمر صحفي مشترك أمس، مع الأمين العام للمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف "اعتدال" د. منصور الشمري، عن توجّه لتطوير استراتيجية عربية جديدة لمواجهة الإرهاب والتطرف، بمبادرة تقودها المملكة وبتعاون بين الأمم المتحدة ومجلس وزراء الداخلية العرب الذي يترأسه وزير الداخلية السعودي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف.

وتابع: "بطلب من مجلس وزراء الداخلية العرب يعمل مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، على تطوير استراتيجية عربية جديدة لمكافحة الإرهاب، من شأنها ضم جهود مكافحة الإرهاب بما يتفق مع قرار الامم المتحدة المُتعلّق بمنع التطرف العنيف ومكافحة الإرهاب، ونحن نرحب بهذه المبادرة التي تترأسها المملكة بقيادة سمو وزير الداخلية".


وأكدت صحيفة "اليوم" في افتتاحيتها بعنوان ( إيران.. وماذا بعد لبنان ) : عام مضى على الانفجار المروّع في مرفأ بيروت، الذي ذهب ضحيته عشرات الأبرياء، عام مضى ولا يزال المجرم يستمر في المضي بأجنداته الشيطانية خدمة لمَن يأتمر بأمره ليكون ذراعًا أخرى له في المنطقة، تبث الخراب والدمار، عام مضى ولا يزال النظام الإيراني يستمر في توفير الـدعم والتسليح لما يسمى بجماعة حزب الله لكي تقوم، وكما هو حال بقية أذرع طهران في المنطقة، بالمزيد من الجرائم الخارجة على القوانين الدولية والأعراف الإنسانية.
وأضافت : ما أكده  الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، رئيس وفد المملكة المشارك في مؤتمر «دعم لبنان وشعبه» - عبر الاتصال المرئي-، عن تضامن المملكة العربية السعودية المستمر مع الشعب اللبناني في أوقات الأزمات والتحديات، وأن المملكة تحافظ على مساهماتها المستمرة في إعادة إعمار لبنان وتنميته، وما قاله سمو وزير الخارجية أن المملكة من أوائل الـدول، الـتي استجابت لتقديم المساعدات الإنسانية لـلـبنان بعد الانفجار المروّع، الـذي وقع قبل عام تحديدًا، في مرفأ بيروت، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الـذي يواصل تنفيذ برامجه في بيروت حتى يومنا هذا، وما أوضحه سموه أن لبنان يواجه صعوبات في تشكيل حكومة فاعلة، وأن إصرار حزب الله على فرض هيمنته على الدولة اللبنانية هو السبب الرئيسي لمشاكل لبنان، وحث سموه السياسيين اللبنانيين من جميع الأطراف لتأدية واجبهم الوطني لمواجهة هذا السلوك، تحقيقًا لإرادة الشعب اللبناني في مكافحة الفساد وتنفيذ الإصلاحات اللازمة، وتجديد سموه تأكيد المملكة على أن أي مساعدة تقدم إلى الحكومة اللبنانية الحالـية أو المستقبلية تعتمد على قيامها بإصلاحات جادة وملموسة، مع ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها وتجنب أي آلية تمكّن الفاسدين من السيطرة على مصير لبنان.. هذه التفاصيل الآنفة الـذكر في كلمة سمو وزير الخارجية ترسم ملامح المشهد الشامل للوضع المؤلم، الذي يعيشه لبنان بسبب حزب الله ومَنْ يقف خلفه، وموقف المملكة الرافض لكافة أوجه الإرهاب والاعتداء والـداعم لكل ما من شأنه حماية الإنسان وحفظ حقوقه بإتلاف حيثيات الزمان والمكان.


واختتمت : عدم وصول التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت إلى أي نتائج ملموسة، رغم مرور عام على الحادث المروع، يجدد التساؤل عن مصير الـدول، الـتي تحاول أذرع إيران فرض هيمنتها عليها إجمالًا، وعن مصير لبنان على وجه التحديد، ويعزز في ذات الـوقت ضرورة موقف حازم مسؤول من قبل المجتمع الدولي تجاه محور الشر الأول في طهران.