الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احذروا التنمر العقلي

طقبل أن نخوض في دهاليز العقلية المتنمرة وعلامات العقلية المتنمرة يوجد سؤال يطرح نفسه على بساط البحث وهو هل تملك عقلية متنمرة؟
وسوف يدور موضوع مقالنا حول الإجابة على هذا السؤال ودعونا في البداية أن نتناول مفهوم التنمر فهو شكل من أشكال الإساءة والايذاء الموجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة أخرى يتوهم المتنمر أنها الأضعف من وجهة نظره الضيقة، وقد يقع التنمر بين الدول، وقد يكون التنمر لفظياً أو جسدياً أو حتى بالإيماءات.
والتنمر موجود على مر الزمن ويتطور مع تطور الظروف الحياتية حتى صار الآن يوجد بصورة متكررة من خلال ما يطلق عليه التنمر الإلكتروني والذي يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يمكن أن نطلق عليه الخراب الإجتماعي.
وبعيداً عن التعريفات العديدة للتنمر وعدم وجود مفهوم محدد للتنمر، نعود إلى الإجابة على السؤال المشار إليه هل تمتلك عقلية متنمرة؟
في الحقيقة يوجد علامات وضعها أساتذة علم النفس والباحثين في هذا المجال، إذا تواجدت هذه العلامات في شخص ما فهو في طور بناء عقلية متنمرة دون أن يعي ذلك.
وهذه العلامات هي كالتالي:
- المضايقة: وهي أن تضايق شخصاً ما في محيطك أو من خلال وسائل التواصل الإجتماعي وعلى نحو متكرر دون الاكتراث لغضبه وشكواه المستمرة من سلوكك، فهذا مؤشر خطير وعلامة على بداية نمو العقلية المتنمرة لديك.
- نقص التعاطف: نقص معدل التعاطف لديك هو مؤشر آخر على نمو عقلية التنمر لديك.
- العدوانية: عندما لا تجد حرجاً في ممارسة التهديد والاهانة لشخص ما أمام الآخرين فهذه علامة قوية على العقلية المتنمرة.
- الاستمتاع بالإيذاء: من خلال الاعتداء والتهكم على شخص ما وتعمد دفعه إلى الفشل.
- نشر الشائعات: من مؤشرات العقلية المتنمرة ميلها لنشر الشائعات الكيدية الخبيثة عن أحد الأشخاص لغرض تدميره.
- التسلط: هو من أسوأ علامات العقلية المتنمرة ويتم ذلك من خلال إساءة استخدام السلطة وتهميش دور الآخرين وعدم التعاون معهم.
وإذا كان ما سلف علامات للعقلية المتنمرة فيجب التأكيد على أن آثار التنمر خطيرة جداً على المجتمع في جميع المناحي الحياتية.
وهذه العقلية المتنمرة هي في حقيقتها تنشأ في السنوات الأولى في حياة الشخص وتتشكل بقوة من قبل الوالدين وبيئة الأسرة من خلال العلاقة الهدمية والاستبدادية والاستغلالية بين الوالدين والطفل والتي تؤدي إلى بناء شخصية تسلطية ذات عقلية متنمرة، فالآباء الذين يهيمنون على الطفل ويهددونه بقسوة ويستخدمون سلطاتهم بشكل خاطئ هم سبب رئيسي في صناعة تلك العقلية ثم يأتي بعد ذلك دور المدرسة والمجتمع.
وفي النهاية "نحن لا نريد عقلية متنمرة متسلطة لديها ولاء أعمى للمعتقدات التقليدية عن مفهوم الصواب والخطأ، ولديها سلوك عدواني تجاه أولئك الذين لا يوافقون تفكيرها، ولديها ميول لمحاربة الأفكار الإبداعية، ولديها مرض الأنشغال بالآخر دون السعي لتطوير ذاتها والأنشغال بنفسها فقط".

 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط