الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بين سيطرة طالبان وعودة القاعدة.. ماذا يحدث في أفغانستان؟

ماذا يحدث في أفغانستان؟
ماذا يحدث في أفغانستان؟

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن "الانهيار السريع في أفغانستان جزء من الهزيمة البطيئة والطويلة للولايات المتحدة".

 

وأضافت في تحليل إخباري نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة: "بالنسبة للكثير من متابعي الأحداث اليوم، فإن الانهيار يبدو مفاجئاً للغاية، في ظل أشهر الصيف القليلة الحارة، حيث نجحت قوات طالبان في اجتياح معظم أفغانستان.. الهزيمة تلو الأخرى أدت إلى سقوط المزيد من الأراضي في شمال وغرب أفغانستان في يد طالبان، بينما تراجعت قدرة الحكومة على المقاومة".

 

وتابعت الصحيفة: "عندما سيطر المتمردون يوم الخميس على مدينة غازني، فإنها أصبحت العاصمة الإقليمية العاشرة التي تسقط في أيديهم هذا الأسبوع، وفيما سيكون ضربة مذهلة لحكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني المحاصرة، فإن الأسوشيتدبرس قالت إن طالبان سيطرت أيضاً على مدينتي هرات وقندهار".

وبينما قال مسؤولون أمريكيون إن "الأمر ليس واضحاً حتى الآن، لكن من المحتمل للغاية سقوط المدينتين قريباً"، بحسب الصحيفة.

وكتبت "واشنطن بوست": "الآن وفي ظل وجود كابول على مرمى البصر، فإن طالبان تجد نفسها في أقوى موقف لها منذ عام 2001، قبل أن تتم الإطاحة بها من الحكم في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، وهناك تقارير واردة بالفعل من المناطق التي سيطرت عليها طالبان، تشير إلى الهجمات التي تشنّها الحركة على المدنيين، وإجبار الفتيات على الزواج".

 

وقالت الصحيفة: "وفي نفس الوقت فإن الجيش الأفغاني، الذي تم بناؤه خلال سنوات من التدريب والدعم المالي الكبير من الولايات المتحدة، يترنح وتتراجع معنوياته، في المدينة تلو الأخرى، استسلم الجنود أو فرّوا من مواقعهم، في بعض الحالات، انطلقت حركة طالبان بالمعدات العسكرية الأمريكية، بما في ذلك الأسلحة والمركبات".

وأشارت إلى أنه "وفقاً لتقديرات المخابرات الأمريكية، فإن التفكك السريع لقوات الأمن الأفغانية يعني أن استيلاء طالبان المحتمل على كابول نفسها قد يستغرق شهوراً، وربما أسابيع، حيث يتواكب تقدم طالبان مع إكمال الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان نهاية الشهر الجاري، بعد 20 عاماً من الحرب هناك".

ورأت الصحيفة أن "الإدارات الأمريكية المتعاقبة أدركت أنه لن تتم هزيمة طالبان بسهولة، وأن الدولة الأفغانية ضعيفة ومليئة بالفساد، وأن التشويش دون إستراتيجية متماسكة لا يزال أفضل من الاعتراف بالهزيمة".

 

حذر وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، من عودة تنظيم القاعدة المتشدد إلى أفغانستان، الذي رأى أنها "تتجه إلى حرب أهلية".

وقال والاس، في تصريحات لشبكة "سكاي" البريطانية نقلتها "رويترز" ردا على سؤال عن أفغانستان: "أنا قلق للغاية من أن تكون الدول الفاشلة تمثل أرضا خصبة لأمثال هؤلاء… القاعدة ستعود على الأرجح".

وأكد أن بلاده ستعود إلى أفغانستان إذا بدأت في إيواء تنظيم القاعدة على نحو يهدد الغرب.

وردا على سؤال بشأن إرسال بريطانيا قوات مجددا إلى أفغانستان، صرح والاس لإذاعة (إل.بي.سي)،: "سأترك كافة الخيارات مطروحة. إذا كان لدي رسالة لطالبان من المرة السابقة فسوف تكون ’إذا بدأتم في استضافة القاعدة ومهاجمة الغرب أو بلدان أخرى، فسوف نعود".

وأشار وزير الدفاع البريطاني، إلى أن أفغانستان تتجه لحرب أهلية، وعلى الغرب أن يتفهم أن طالبان ليست كيانا واحدا، وإنما هي مسمى لعدد كبير من المصالح المتنافسة.

 

وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): "اكتشفت بريطانيا في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، أنها دولة يقودها أمراء الحرب وتقودها أقاليم وقبائل مختلفة، وما لم تكن حذرا جدا سينتهي بك الأمر إلى حرب أهلية، وأعتقد أننا نتجه نحو حرب أهلية".

يأتي ذلك، بعد أن وسعت حركة طالبان سيطرتها على المدن والبلدات الأفغانية خلال الأيام القليلة الماضية.

واستولت الحركة، على لشكركاه عاصمة إقليم هلمند في جنوب أفغانستان، وذلك بعد قتال عنيف على مدى أسبوعين.

ونقلت "رويترز" عن مسؤول في الشرطة الأفغانية طلب عدم الكشف عن اسمه قوله، إن "مسؤولي الحكومة وكبار مسؤولي القوات المسلحة غادروا آخر معقل للحكومة في البلدة في طائرة هليكوبتر قرب منتصف الليلة الماضية".

 

وأضاف المسؤول: "استسلم حوالي 200 من أفراد قوات الدفاع والأمن الوطني الذين بقوا في مجمع الحاكم، لطالبان بعد تدخل شيوخ القبائل".

إلى ذلك، أفاد مسؤول محلي أن مقاتلي حركة طالبان انتزعوا السيطرة على معظم أنحاء مدينة هرات، ثالث أكبر مدينة في أفغانستان.

وقال غلام حبيب هاشيمو لـ"رويترز" إن "القوات الحكومية تسيطر فقط على المطار ومعسكر للجيش في المدينة التي يقطنها نحو 600 ألف نسمة، قرب الحدود مع إيران".

وأضاف أن "العائلات إما غادرت أو تختبئ في منازلها".

وكانت طالبان أعلنت في وقت سابق من أنها استولت على قندهار، ثاني أكبر مدينة في أفغانستان، ما يترك العاصمة فقط، وبعض الجيوب حولها تحت سيطرة قوات الحكومة الأفغانية.

وقال متحدث باسم طالبان، عبر حساب موثق على تويتر، إنه "تم فتح قندهار بالكامل.. المجاهدون وصلوا إلى ساحة الشهداء في المدينة".

وأكد أحد سكان المدينة هذه المزاعم، قائلا لوكالة فرانس برس إن القوات الحكومية يبدو أنها انسحبت بشكل جماعي إلى منشأة عسكرية خارج المدينة.

 

وجاء إعلان طالبان سيطرتها على قندهار بعد ساعات قليلة من سيطرة الحركة أيضا، يوم الخميس، على مدينة هرات، ثالث كبرى المدن في أفغانستان، وفق ما أفاد مسؤول أمني وصفته "فرانس برس" بأنه رفيع المستوى.

وقال المصدر إن طالبان "استولت على كل شيء" في مدينة هرات، مشيرا إلى أن القوات الأفغانية انسحبت إلى قاعدة عسكرية في بلدة غزارة القريبة؛ وذلك بهدف "تجنب مزيد من الأضرار في المدينة".

وسيطرة طالبان على مدينتين رئيسيتين تزيد الضغط على الحكومة المحاصرة، قبل أسابيع قليلة من انتهاء المهمة العسكرية الأمريكية في البلاد.

وبحسب "أسوشيتد برس"، يمثل الاستيلاء على قندهار وهرات "أكبر الجوائز" حتى الآن لطالبان، التي استولت على 12 من عواصم المقاطعات الأفغانية البالغ عددها 34، في إطار حملة خاطفة استمرت أسبوعا.

وسيطرت حركة طالبان كذلك على مدينة غزنة، وفق ما أفاد نائب محلي بارز لـ"فرانس برس"، يوم الخميس.

 

 

ومدينة غزنة هي أقرب عاصمة ولاية من كابول، إذ تبعد عنها 150 كيلو مترا فقط، ويشن المتشددون هجوما عليها منذ مايو الماضي، مع بدء انسحاب القوات الأجنبية، الذي من المقرر أن يُستكمل بحلول نهاية الشهر الجاري.

وكان دبلوماسيون أعلنوا أمس الخميس، أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يناقش مسودة بيان تندد بهجمات حركة طالبان على مدن وبلدات فيما تسبب في خسائر في صفوف المدنيين، وتهدد بفرض عقوبات بسبب انتهاكات وأعمال تهدد السلم والاستقرار في أفغانستان.

ويتعين أن يوافق أعضاء المجلس الخمسة عشر جميعا على البيان الرسمي، الذي أعدت مسودته إستونيا والنرويج، واطلعت عليها ”رويترز“.

وتؤكد المسودة أيضا "أن إمارة أفغانستان الإسلامية غير معترف بها في الأمم المتحدة، وتعلن أنه (المجلس) لا ولن يدعم إقامة أي حكومة في أفغانستان يتم فرضها بالقوة العسكرية، أو عودة إمارة أفغانستان الإسلامية".

وتقول المسودة: "يندد مجلس الأمن بأشد العبارات الممكنة بالهجمات المسلحة لقوات طالبان على مدن وبلدات في أنحاء أفغانستان، فيما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى المدنيين".

وتؤكد أيضا أن المجلس مستعد "لفرض عقوبات إضافية على المسؤولين عن انتهاكات لحقوق الإنسان، أو انتهاكات للقانون الإنساني الدولي، بمن فيهم الضالعون في هجمات استهدفت مدنيين، وعلى الأفراد أو الكيانات المشاركين أو الداعمين لأعمال تهدد السلم أو الاستقرار أو الأمن".