د. محمد حجاب يكتب: كليات القمة بين الوهم والحقيقة

بصفتي طبيب فأنا أنحاز تلقائيًا إلى الرأى الذى يعتبر دراسة الطب تمثل القمة لمن يتطلع إلى المكانة المرموقة أدبيًا ومعنويًا وأيضًا ماديًا..

وأعترف أنني كنت ومازلت أعتبر دراسة الطب من أنبل وأفضل وأمتع العلوم على الإطلاق ودائماً أقول لأولادى إن من أكبر نعم الله علينا أن وفقنى لدراسة الطب وممارسته كمهنة إنسانية لا تعادلها مهنة على الإطلاق.. ولكن هل مازالت كليات الطب تمثل القمة كما كنا نعرفها؟

الجواب نعم.. ولا.. كيف؟  إذا كان المقصود بالقمة هى أن الطبيب سيكون من الأثرياء المرفهين ...أو من الذين يكتسبون حصانة معنوية وأدبية عند المسئولين.. فالجواب فى معظم الحالات بالنفي..

أما إذا كانت القمة تتمثل فى الإنسانية.. وفى إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج.. والقرب من الله ومن الناس فمهنة الطبيب هى القمة ولا تنازعها مهنة أخرى.

أقول لدارسي الطب "بكل أنواعه"  و العاملين فى مهنة الطب.. لا تنظروا إلى المكسب السريع وانتظروا المقابل من رضا الله وحب الناس.. وستحصلون على التقدير المادى أيضًا مع الإصرار وإتقان المهنة ..

ولكل الفائقين فى الثانوية العامة  إذا كانت لك هواية أو قدرات خاصة أو تفوق غير عادى فى أحد فروع العلم فيجب أن تدرس تبعاً لذلك ولا تضيع قدراتك وميولك فى دراسة لا تميل إليها فلن تحقق هدفك إلا إذا كنت تدرس ما يتوافق مع ميولك واستعدادك وإمكانياتك فالقمة ليست فى تخصص معين ولكن كل تخصص تتقنه وتتفوق فيه فهو القمة بالنسبة لك.

أما إذا لم تكن لك مثل هذه القدرات أو الميول فإن كليات القمة هى الأفضل (حتى الآن) من كل الوجوه
وفق الله أبناءنا الطلاب إلى الاختيار الأمثل لهم وأن يكونوا من الفائقين الموفقين فى دراستهم وتخصصاتهم المقبلة.

الدكتور/ محمد حجاب 

رئيس قسم علم الطفيليات الطبية بطب الزقازيق