الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حزب الله يزيد أوجاع لبنان|سفينة المحروقات الإيرانية و«القشة التي قصمت ظهر البعير»

أزمة المحروقات في
أزمة المحروقات في لبنان

يبدو أن  لبنان لن يتخلص من أزماته قريبا، فقد لاحت في الأفق أزمة جديدة بطلها حزب الله الذي يصر على الزج باسم لبنان في الصراع القائم بين إيران والقوى الدولية.

أزمة جديدة تضرب لبنان

ويعيش لبنان وضعا مأساويا منذ الرابع من أغسطس 2020، وتحديدا عقب انفجار مرفأ بيروت، ومع هذا يرفض حزب الله أن يكف يده عن اقحام البلد المنكوب في الصراعات الدائرة بالمنطقة، آخرها عندما أعلن الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، أن ناقلة محملة بالوقود أرسلت من إيران في محاولة لتخفيف نقص الوقود الحاد الذي يعاني منه لبنان.

وقال حسن نصرالله، إن «السفينة الأولى التي ستنطلق من إيران قد أنجزت كل الترتيبات وستُبحر خلال ساعات، وستتبع بسفن أخرى، محذراً الأميركيين والإسرائيليين من عرقلة وصولها، ما يشي باحتمال تصعيد عسكري».

وتنتهك صادرات النفط الإيرانية الحظر الأمريكي المفروض على إيران، ويعتبر السياسيون اللبنانيون تصريحات نصرالله بمثابة توريط للبلد في صراع «لا ناقة منه ولا جمل» بل سيزيد من أزمات لبنان ومشكلاته وقد يعرضه لعقوبات دولية نتيجة استقدام وقود من دولة عليها حظر.

ردود فعل غاضبة من نصر الله 

وحذر معارضو حزب الله في لبنان من عواقب وخيمة لهذه الخطوة، حيث قال رئيس الوزراء السابق، سعد الحريري، إنها «قد تتسبب في فرض عقوبات على بلد يعاني اقتصاده من الانهيار منذ ما يقرب من عامين».

وانتقد الحريري، في بيان، نصر الله وتصريحاته رافضا تعامله مع لبنان كمنطقة إيرانية، قائلا إن «البلاد قد تعاني مصير فنزويلا التي تخضع لعقوبات شديدة».

وقال سمير جعجع، السياسي المسيحي والخصم القوي لحزب الله، إنه بعد اغتصاب إيران السلطات الحكومية في كل من المجالين الأمني والعسكري، تستحوذ طهران الآن على صنع القرار الاقتصادي على حساب الشعب اللبناني.

حزب الله ودور البطل القومي

من جانبه قال المحلل السياسي اللبناني عبد الله نعمة، إن «حزب الله يريد أن يعيش دور البطل أمام الشعب اللبناني من خلال استيراد النفط الإيراني، ويتناسى عن عمد أن النفط الإيراني تحت الحظر وقد يعاقب لبنان على السماح بدخول النفط إلى البلاد».

ولفت نعمة في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن «البخارة قبل دخولها لبنان قد تتعرض للقصف من قبل الجيش الإسرائيلي، فإذا لم يحدث ذلك يصبح لبنان خرق الحظر المفروض على إيران وهذا أمر خطير جدا وقد تعاقب البلاد كلها نتيجة ذلك».

وأكد أن «تصريحات حسن نصر الله تأخذ لبنان إلى المجهول، فـ السماح بدخول المحروقات الإيرانية يعني معاداة العالم كله الذي يرفض السياسات الايرانية، ويعني أيضا فرض عقوبات على لبنان وهذا يرسخ لمعاناة شعبنا وسوف يؤدي إلى مجاعة بالبلاد».

العقوبات الأمريكية على إيران

وأُعيد فرض العقوبات الأمريكية على إيران في عام 2018 عندما انسحب الرئيس آنذاك، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع طهران.

وصنفت الولايات المتحدة حزب الله، الذي تقول إن الحرس الثوري الإيراني قد أسسه في عام 1982، منظمة إرهابية، وشملته بسلسلة من العقوبات الأمريكية.

ويشهد لبنان أزمة محروقات شلت مختلف القطاعات الحيوية والأساسية فيه، فيما يتواصل الخلاف بين حاكم مصرف لبنان الذي أعلن رفع الدعم عن المحروقات، ورئاستي الجمهورية والحكومة اللتان ترفضان هذا القرار من دون التوصل إلى حل من شأنه التخفيف من حدة الأزمة.