الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثمانية أيام على سقوط كابول.. ماذا يحدث على أرض أفغانستان؟

حركة طالبان المتطرفة
حركة طالبان المتطرفة

ثماني أيام مرت على سقوط العاصمة الأفغانية في أيدي حركة طالبان، عقب هروب الرئيس أشرف غني خارج البلاد ومعه عدد من وزراء الحكومة اضافة الى تسريح قوات الأمن والجيش.

ومنذ هذه اللحظة تشهد أفغانستان توترات على الأرض حيث قرر عدد من المواطنين هجرة البلاد والهروب خوفا من حركة طالبان المتطرفة، كما ان هناك بعض البعثات والوفود الأجنبية التي قررت مغادرة البلاد خوفا من حكم طالبان.

ويعيش المجتمع الدولي في حيرة من أمره بين الاعتراف بحركة طالبان كحاكم فعلي في البلاد وبين  عودة الحركة إلى ما كانت عليه قبل عشرين عام من حكمه المتشدد والذي يرفض اي نوع من الانواع الحضرية والتمدن كما يرفض عمل المرأة وخروجها من المنزل و يحكم البلاد حكما متشددا.

وفي السطور التالية نذكر لكم تسلسل الأحداث منذ إعلان سقوط العاصمة الأفغانية كابول في أيدي حركة طالبان يوم 15 اغسطس الماضي وهروب الرئيس اشرف غني خارج البلاد.

دخول طالبان العاصمة كابول 

في 15 أغسطس 2021، دخلت قوات طالبان «كابول» بعد أن سقطت الولايات الأفغانية في يدها واحدة تلو الأخرى، وتحقق لها ذلك بقتال محدود مع القوات الحكومية انتهى باستسلام هذه القوات أو فرارها صوب الحدود، بل وأحياناً سقطت بعض الولايات دون قِتال تقريباً.

حيث ابدي المجتمع الدولي قلقه ودعا البابا فرنسيس إلى «الحوار» والحلف الأطلسي إلى «حل سياسي للنزاع» مؤكداً أن الأمر «ملح أكثر من أي وقت»، وفي الوقت نفسه كانت هناك مساع روسية بالتنسيق مع دول أخرى لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي.

ولسيطرة حركة طالبان المتطرفة على السلطة ساد الذعر بين مواطنين العاصمة، وأغلقت المتاجر أبوابها وسعى الناس إلى سحب أموالهم من المصارف، ومن هنا بادرت الدول الأجنبية سريعاً إلى تنظيم عملية إجلاء لمواطنيها والأفغان الذين سبق أن عملوا معه.

الرئيس الأفغاني يغادر البلاد

أعلن نائب الرئيس السابق عبدالله عبدالله أن الرئيس أشرف غني غادر البلاد، وأوضح المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أنه سمح للمقاتلين بدخول مناطق العاصمة التي أخلاها الجيش الأفغاني بهدف حفظ النظام.

وفي رسالة عبر فيسبوك أعلن أشرف غني أنه فر من بلاده لتجنب «إراقة الدماء» مع إقراره بأن «طالبان انتصرت».

حيث توجه إلى طاجيكستان ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس طالبان وجميع الأطراف الأفغان الآخرين إلى التزام «أكبر قدر من ضبط النفس».

انسحاب الدول من أفغانستان 

وفي ذلك الوقت كانت العديد من الدول تسحب دبلوماسييها وسفاراتها من أفغانستان بسبب تدهور الوضع الأمني، فقامت ألمانيا بإغلاق سفارتها، وكانت الولايات المتحدة قد بدأت في إخلاء سفارتها من الموظفين وقام بايدن بإرسال 5000 جندي أمريكي لتأمين الموظفين أثناء هروبهم، أما السفارة الروسية فقد أعلنت روسيا أن سفارتها في كابل تواصل عملها على نحو معتاد وليس هناك أي خطط لإجلاء طاقمه وأكدت روسيا أن طالبان قدمت ضمانات أمنية إلى البعثات الدبلوماسية في كابل.

ومن الدول التي اعلنت ايضا  سحب رعاياها وسفارتها من أفغانستان هي: ألمانيا، بريطانيا، هولندا، سويسرا، التشيك، الدنمارك، النرويج، استراليا، اسبانيا.

مشاهد مرعبة في المطار

بعد سيطرة طالبان على حكم كابول انتشرت لقطات مرعبة وقعت في محيط مطار حامد كرازي الدولي، داخل مطار العاصمة الأفغانية، وهي المشاهد الأكثر إيلاما كانت في المدرج، حيث تسلق العديد من الأفغان الدرج المؤدي إلى ممر الطائرات، بحثا عن ملاذ آمن.

ووصل الأمر بالبعض للحاق بالأقدام بالطائرات العسكرية المغادرة للبلاد، والتي كانت تجلي الرعايا الغربيين.

والمأساة تمثلت في أن عددا من هؤلاء الأفغان، سقطوا ضحية محاولاتهم، سواء بالسقوط من الطائرات، أو الموت على مدرج الطائرات.

وتداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فيديو مروع لسقوط شخصين قيل إنهما من الأفغان الذين تعلقوا بطائرة أميركية مغادرة مطار كابل، وبعد انتشار صور سقوط كابل بأيدي طالبان، تدفقت صور مروعة أخرى تظهر الآلاف من الأشخاص المذعورين وهم يحاولون الفرار من البلاد.

تطور الاحداث 

ــ  ومن هنا ظهر الخوف من حركة طالبان الذي رعبت الكثير بسبب مواقفها المتطرفة، حيث أبدت روسيا  استعدادها لمساعدة دول أخرى في إجلاء مواطنين أفغان من كابل.

ــ وأكدت موسكو وصول طالبان إلى سدة الحكم واقع يجب على المجتمع الدولي أخذه بعين الاعتبار، ومن جانبه قال الرئيس الأمريكي جو بايدن : لا أعتقد أن "طالبان" تغيرت لكن الخطر في سوريا أكبر بكثير.

ــ ونصحت الولايات المتحدة مواطنيها في أفغانستان بتجنب الذهاب إلى مطار كابل يوم السبت، وسط تصاعد الفوضى على بوابات المطار، حيث تجمع الآلاف في محاولة للفرار من البلاد بعد أسبوع تقريبا من سيطرة طالبان على العاصمة.

يأتي ذلك وسط مخاوف من هجمات محتملة لفرع أفغانستان من ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية، وطلب تحذير أمني  من المواطنين الأمريكيين بالبقاء بعيدا عن المطار "لتهديدات أمنية محتملة خارج البوابات

ــ  وأعلن المتحدث باسم حركة طالبان، إن الحركة تريد علاقات دبلوماسية وتجارية جيدة مع جميع الدول، ولم نصرح بقطع العلاقات التجارية مع أي دولة، وأن الحركة ستدعو النساء إلى المشاركة في نشاطات الإدارة الجديدة لأفغانستان، وستعرض مناصب على مسؤولين في الحكومة السابقة.

حصار وادي بنجشير

شهدت العاصمة كابول  بعد سقوطها في أيدي حركة «طالبان»، ظهوراً لافتاً لعدد من قياديي الحركة في عدد من مساجد العاصمة الأفغانية، فيما ساد غموض الوضع في وادي بنجشير شمال كابل، حيث تتمركز مجموعات مسلحة مناوئة لـ«طالبان» لكنها محاصرة من كل جانب، وأفادت معلومات في منطقة وادي بنجشير، بأن «طالبان» أوفدت وفداً للتفاوض مع قادة المعارضة المتمركزين هناك، وعلى رأسهم أحمد مسعود، نجل القائد التاريخي أحمد شاه مسعود، ولم يتضح فحوى العرض الذي يحمله وفد «طالبان»، لكن تقارير أفادت  بوقوع مواجهات بين معارضين للحركة ومقاتليها في ولاية بغلان المجاورة،  وأظهرت مقاطع مصورة على شبكات التواصل الاجتماعي مقاتلين معارضين لـ {طالبان} يرفعون العلم الأفغاني في منطقة صلاح بغلان بعد انتزاعها من أيدي مقاتلي الحركة.
إلى أن المقاومة المسلحة ضد «طالبان» تنظم صفوفها في وادي بنجشير حول شخصيتين بارزتين هما نائب الرئيس السابق أمر الله صالح وأحمد مسعود، وحض مسعود في مقالات نشرت في الأيام الأخيرة، على المقاومة، مطالباً بدعم دولي لا سيما أسلحة وذخائر من الولايات المتحدة، أما أمر الله صالح فتعهد بعدم الرضوخ لـ«طالبان» وانسحب بدوره إلى وادي بنجشير.

الاتحاد الأوروبي يؤكد عدم الاعتراف بطالبان

أشارت رئيسة المفوضية الأوروبية «أورسولا فون دير لاين» إلى أنه حصل اتصالات عملانية مع حركة طالبان على الأرض من أجل إنقاذ أرواح، لكن ليس هناك أي حوار سياسي معها وبالتالي لا اعتراف بطالبان، كما حضت كل الدول وفي مقدمتها الأوروبية على استقبال قسم من اللاجئين الأفغان الذين تم اجلاؤهم من كابول، من جهة أخرى، حذرت تركيا بروكسل من موجة هجرة جديدة، مشيرة إلى أن موجة جديدة أمر حتمي إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة في أفغانستان وإيران.