الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العجز المكتسب والنظرة السلبية للحياة

نصادف من حين لأخر بعض الأشخاص نجدهم منهكين ومجهدين بل ونجد القلق والخوف مسيطر عليهم بدرجات مرتفعه نظرتهم للحياه نظره سلبيه يملؤها التشاؤم واحيانا العدائيه ، يحملون الهم وقلة الحيله السمه الغالبه على مجريات حياتهم ، كثيرى الشكوى ، لا يمتلكون تغيير أو مواجهة الظروف البيئية المحيطه بهم ، يصعب عليهم إتخاذ القرار وتحقيق اهدافهم أذا كانوا يمتلكون اهداف ، لان الخوف والقلق وتشتشت التفكير والحيره من امرهم جعلهم لا يسعون وراء حلم أو هدف حياتهم بلا معنى 

فهم إناس لا يمتلكون قرارتهم أمام المواقف الحياتيه حتى فى ابسطها ، يتسمون بالأستسلام والسلبيه ، مقتنعون أنهم لايمتلكون أى سيطره على مجريات حياتهم 

فهم عاجزون عن تدبير امورهم النفسيه والإجتماعيه وتغيير الظروف البيئيه المحيطه بهم ، فهم يرددون بداخلهم عبارات لا استطيع التغيير مهما فعلت ويبقى الأمر كما كان 

ومن خلال عملى مع تلك الأنماط من البشر ومن خلال الإحتكاك اليومى ببعض من تلك النمازج نجد أن السمه الغالبه التى تميز هؤلاء البشر هى تدنى إحترام الذات وضعف الدافع لديهم لعمل شئ يمكن ان يغير مصار حياتهم أو يجنبهم الوقوع فى الخبرات السيئة أو الدفاع عن أنفسهم أمام موقف عدائى من الأخرين ، كما ينقصهم الجهد والطاقه للتغيير ، ويسيطر عليهم سلوك التسويف وتأجيل الامور التى لاتحتاج الى تأجيل لتهربهم من المواجهه 

ونجد ان غالبية الأشخاص الذين تعرضوا للعنف والعدوانيه أو التحرش داخل المنزل أو من الأهل والمعارف ولم يعبروا عن أنفسهم أو يرفضوا نجد ان تلك الأحداث تمارس عليهم مرات ومرات أخرى فى المستقبل 

ونجد أن الأطفال الذين تعرضوا للاهانه والأهمال والرفض من الوالدين نجد أن أصبح لديهم معتقدات راسخه أن الاهانه والاهمال والرفض من الأخرين متوقع ولا يستطيعون أن يقوموا برد فعل لتغيير تلك الأحداث المؤلمه كعجز مكتسب منذ الصغر أصبح راسخ فى اذهانهم 

فالعجز المكتسب لدى هؤلاء الاشخاص يترسخ لديهم من تلك المعتقدات الراسخه فى وجدانهم بأن لا فائده من المحاوله ولاشئ سوف يتغير فى المستقبل ، ولايمكن القيام بشئ حيث لا امتلك القدره على التغيير ، فعبارات العجز واليأس والأحباط والإستسلام ملازمه لهؤلاء الأشخاص 

فالعجز المكتسب هو ما يدفع هؤلاء الإشخاص للشعور بأنهم لايستطيعون السيطره على القوى التى تؤثر فى مصيرهم ، ومع تملك التصور الخاطئ لتلك المعتقدات لديهم نجدهم لا يستطيعون اتخاذ اى قرار لتغير مصايرهم والبقاء فى الموقف السلبي تجاه حياتهم 

نجد للاسف كثير من الشباب لديهم الشعور المركب بالعجز المكتسب حيال تحديد مصايرهم والخروج من عنق الزجاجه الضيق تجاه تحقيق أحلامهم ، ينقصهم الدافع ، يقفون عند التمنى دون الرغبه فى التخطيط والتنفيذ للوصول للهدف ، يقتنعون بفكرة مستحيل والاستسلام للواقع السلبي الذى يحيط بعقولهم ، لا يسعون الى الإنفتاح على التجارب والخبرات وقصص النجاح وحرية التفكير ، وروح المغامره والتجريب ، والفشل والنجاح والمحاوله ، يقف كلا منهم منتظر معجزه تتحقق لتفك العجز المكتسب الذى أكتسبه من خلال خبرات بعض المحبطين العاجزين عن التغيير والتجديد واكتساب خبرات جديده ، لا يعلمون أنهم أذا لا يستطيعون التحكم فى مصائرهم ، سوف يقعون ضحية العجز المكتسب ويستسلمون ويتقبلون أى موقف أو حدث يمر بهم 

يحتاج التغلب على العجز المكتسب والنظره السلبيه للحياه الى نفض غبار التبعيه والخوف من التغير يحتاج الى النظره الايجابيه والتفكير خارج الصندوق يحتاج كسر قيود العجز المكتسب الى التعلم من الفشل والاستمرار الى طريق النجاح ، يحتاج تعلم التفاؤل والنظره الايجابيه الى كل موقف أو حدث يمر بنا من جميع الذوايا والإتجاهات حتى نتعلم ونغير من أنفسنا ، الناجحين يغامرون ويخططون ويغيرون من واقعهم ، يحتاج الأمر الى التعلم والتسلح بالمعرفه والمهارات والأخذ فى الإعتبار بخبرات الأخرين مع التركيز على قصص النجاح والصعود 

نحتاج ان نعلم الأطفال خبرات التعلم والفشل والتحرر من الخوف وتحمل المسؤليه والتجربه واتخاذ القرارت وحرية الإختيار والإختلاف والتنوع فى الحوار وطريقة تناول المواقف والأمور الحياتيه ، لابد أن نتعلم عدم الإستسلام والثبات والقدره على التنفيذ وعدم الخنوع والاعتماد على الأخر ، وللحديث بقية

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط