الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كوارث آبي أحمد.. تقرير خطير يرصد كيف حول الديكتاتور حياة الإثيوبيين لجحيم لا يحتمل..لم يكتف بقتل الآلاف وتشريد الملايين فقط.. بل سحق وخرب الاقتصاد.. و2021 سنة الكارثة

آبي أحمد
آبي أحمد

 

  • حرب أهلية في إثيوبيا المستمرة منذ 10 أشهر.. شنها آبي للقضاء على معارضيه
  • الحرب كلفت أحمد سمعته الدولية.. وأضرت بشكل واسع مناخ الاستثمار في البلاد
  • لم تحقق الحرب أي من أهدافها.. زادت المعاناة وأصبح كل شئ بضعف الثمن
  • زادت ديون إثيوبيا .. وانخفض النمو لأدنى مستوياته في عقدين.. بحسب المؤسسات الدولية
  • تيجراي تدفع بشكل أكبر أسوأ فاتورة للقتال والصراع

 

تسببت حرب إثيوبيا الأهلية التي شنها آبي أحمد، و المستمرة منذ 10 أشهر في خسائر بشرية هائلة، تجلى عنها مقتل الآلاف وتشريد الملايين في إقليم تيجراي، الكثير  منهم في أمس الحاجة إلى المساعدة، لكن هذا ليس الضرر الوحيد الذي لحق بثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان.

حرب الــ10 أشهر

وفق ما ذكر تقرير لشبكة بي بي سي البريطانية، فقد تكبدت الحرب تكلفة اقتصادية ضخمة،  قد تستغرق سنوات لإصلاحها، بشكل يقول إنه لم يكن لها داعي أو أساس.


وشن الحرب الأهلية رئيس الوزراء الحالي لإثيوبيا، آبي أحمد، بعد أن رأى إن قادة إقليم تيجراي ينازعونه في سلطته ويطالبونه بإجراء الانتخابات في موعدها، وهو الأمر الذي واصل آبي تجاهله حتى قرر قادة تيجراي إقامة انتخابات خاصة بهم في الإقليم، ليستغل بعدها آبي واقعة مهاجمة أحد مقار الجيش الإثيوبي ويقوم بحشد قواته ويشن حرب شعواء على الإقليم وعلى ملايين الأبرياء.
شن آبي أحمد الحرب، وظنها أنها لن تأخذه منه إلا أسابيع إلا إن الأمر استمر معه أشهر تقترب من السنة منذ نوفمبر 2020 وحتى الآن.


قام حكومة آبي أحمد بالكارثة، دون أن تتمتع بأي تقدير سياسي، فما الذي يجعل حكومة تدخل حربًا داخلية ، تأكل كل ما تحقق من تنمية اقتصادية خلال سنوات.

شهود على الكارثة
قام صحفيو البي بي سي  بمقابلات مع الإثيوبيين للوقوف على حجم ما أصاب إثيوبيا من خراب.
في العاصمة أديس أبابا، قالت  شابة تدعى "تيجيست تبلغ من العمر 26 عامًا ، لم تقل إلا اسمها الأول فقط، خوفًا من أي بطش، إن نفقاتها الشهرية تضاعفت مرات، وأرجعت ذلك  لسببين: الحرب التي شنها آبي في منطقة تيجراي الشمالية في نوفمبر، و جائحة فيروس كورونا.

أضافت الشابة : "قبل كوفيد والصراع ، كنت أدفع 1000 بير [حوالي 22 دولارًا ؛ 16 جنيهًا إسترلينيًا] شهريًا لشراء طلبات البقالة. الآن أنفق 2000 بير. أصبحت السلع  أغلى الآن ، كل شئ، أسعار الهواتف والطعام والملابس".

وتظهر الإحصاءات الرسمية أن تكلفة السلع الاستهلاكية الأساسية قد ارتفعت بالفعل في إثيوبيا ، فقد كانت في المتوسط ، ​​أعلى بنحو الربع في يوليو مقارنة بالعام السابق.

وتعمل تيجست كمشرفة بأحد الأسواق  المركزية، و تعيل نفسها وأسرتها.

تضرر كبير للعملة المحلية
وتحدثت الشابة عن حجم الضرر الذي ضرب سوق العملة والعملة المحلية، فتقول : "تضرر مستوى تبادل الدولار بالعملة المحلية في البلد، وأصبح سيئًا . فالعام الماضي  قبل الحرب، كان 35 بيرا يقابل دولار واحدًا، والآن يساوي الدولار  الواحد 45 بيرًا".

وحول رأي الخبراء، قال  فيصل روبيل، المحلل المقيم في الولايات المتحدة والمتخصص في شؤون القرن الأفريقي ، إن الإنفاق على المجهود الحربي "أثر سلبًاعلى قدرة إثيوبيا على الوصول إلى الدولار" ، وتسبب في تدهور سعر الصرف.

ليس من الواضح كم كلفت حرب آبي أحمد الأهلية في إثيوبيا، لكن موقع تريدينج إيكونوميس ، يتوقع أن يرتفع الإنفاق العسكري ليصل إلى 502 مليون دولار (365 مليون جنيه إسترليني) بحلول نهاية العام ، ارتفاعاً من 460 مليون دولار العام الماضي.

 

في الأسبوع الماضي ، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن الصراع "استنزف أكثر من مليار دولار من خزائن البلاد".

قبل الوباء العالمي والحرب، كان الاقتصاد الإثيوبي من أسرع الاقتصادات نموًا في المنطقة ، حيث توسع بمعدل 10٪ سنويًا في العقد الماضي حتى عام 2019 ، وفقًا للبنك الدولي.

وعلى خلاف الوضع في العاصمة المتماسكة إلى حدٍ ما، فالوضع فالأقاليم الأخرى أسوأ حتى إذا وصلنا إلى تيجراي، كان الوضع بالغ السوء، حيث يقول متابعون إن السعر الرسمي للدولار ، والمتاح في غير البنوك، انخفض بسعر العمل المحلية "بير "أكثر  في السوق غير الرسمية ، حيث وصل  إلى 67 بيرًا مقابل الدولار.

ويضيف الخبير  أن أصحاب الأعمال في البلاد قلقون من تدهور الوضع الأمني ​مع انتشار الحرب خارج تيجراي وإلى منطقتي عفار وأمهرة المجاورتين.

يستنزف الكثيرون حساباتهم ويأخذون أموالهم إلى تجار الأموال على الحدود مع جمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واحد ، وهذا يعمل على خفض  قيمة البير ا الإثيوبية أكثر ، كما يقول روبل.

البنوك مغلقة في تيجراي
شن آبي  أحمد الحرب مع ترويج مزاعم مهاجمة الحزب الحاكم في تيجراي ، الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي ، قواعد عسكرية فيدرالية في نوفمبر ، ومنذ ذلك الحين ، خاض الجيش الإثيوبي - وكذلك حلفاؤه الإريتريون ، وقوات الشرطة الحكومية والميليشيات المحلية - حربًا دموية ضد مقاتلي التيجراي.

وبعد هدوء الحرب قليلًا قبل أشهر ظهرت الكوارث، واتُهمت التقارير الدولية آبي أحمد وقواته وحلفاءه بارتكاب فظائع ، بما في ذلك الاغتصاب والقتل الجماعي للمدنيين.

انقطاع كامل للمرافق والخدمات
وبسبب الحرب، انقطعت كامل الخدمات الأساسية ، بما في ذلك الاتصالات السلكية واللاسلكية وأعمال البنوك ، منذ أن فرضت الحكومة الفيدرالية حصارًا عليها في يونيو ، وحتى بعد أن استعاد المتمردون العاصمة الإقليمية ميكيلي،يتحسن الوضع بشكل بطيء.

وبسبب الحرب التي فرضها آبي، يعيش أكثر من 400 ألف شخص في تيجراي بالفعل في ظروف شبيهة بالمجاعة، في حين تم خنق توزيع المساعدات، وسط انقطاع متكرر ومتناقص في خدمات إمدادات الكهرباء والوقود، وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.

ويقول المحللون والمتابعون إنه لم يعد في كثير من المناطق وخاصة تيجراي أي شئ يصلح للحياة، فــ "لا يوجد مال لأن جميع البنوك مغلقة والمكاتب الحكومية لا تدفع الرواتب".

حرب تيجراي كلفت آبي أحمد سمعته الدولية 
على الصعيد الدولي ، كان للحرب تأثير كبير على سمعة إثيوبيا وحاكمها حتى الآن آبي أحمد، فلم تعد الحكومة الإثيوبية محلًا للثقة، وعلى صعيد البلد بكاملة، لم يعد مكان مناسب للاستثمار ، كما يقول الخبير الاقتصادي إيرمجارد إيراسموس من مجموعة إن كي سي أفريكان إيكونوميكس للإستشارات والتحليلات.
ضغوط لإنهاء الحرب
من المتوقع أن يتباطأ النمو الاقتصادي الإجمالي لإثيوبيا لهذا العام بشكل كبير من 6٪ في عام 2020 إلى 2٪ فقط في عام 2021 - وهو أدنى مستوى منذ ما يقرب من عقدين ، وفقًا لصندوق النقد الدولي.

تستورد البلاد حوالي 14 مليار دولار من البضائع سنويًا ، بينما تصدر 3.4 مليار دولار فقط.

ويثير قلق المراقبين الاقتصاديين الدين الوطني الإثيوبي ، الذي يتوقع البعض أن يصل إلى 60 مليار دولار هذا العام ، أو ما يقرب من 70٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يقول إن أمريكا يجب أن تستمر  في ضغوطها لوقف أحلام آبي أحمد وقف الحرب.