لفتة خاصة
دلفت إلى غرفتها ..
غرفتها كالمحار ، بين دفتيه جاذبية الغموض ، و رهبة المجهول ، و سحر المفاجآت ..
دائما لديها ما يبهرك ، و تملك ما يذهلك .
سمحوا لي بالدخول عليها أثناء مرضها ، قالوا لي : أن الزيارة ممنوعة ، لكنها لما علمت بوجودي طلبت منهم أن يدخلوني .
دائما أشعر بمكانتي الخاصة لديها .. تلك الملكة ؟
نعم ، تلك الملكة حفرت بداخلها وطني ، انتزعته على أعين الجميع ، كان الطريق إليها مرهقا جدا ، لكنني وصلت ..
و امتلكت جنانها .
دخلت عليها ، فإذا هي مسترخية بين النوم و اليقظة ، بين الذبول و الفتنة ، بين الأوجاع و الإغراء ..
تأوهات خافتة تصدر من بين شفتيها بأنفاس من أثير ..
التفتت إلي بعينين مسهدتين بعدما شعرت بوجودي ، ابتسمت تلك الابتسامة التي ترصدها النجوم لتشي بها للقمر .
قربت المقعد من سريرها و جلست مواجها لها ، بعدما أشارت لي بالجلوس ، آثرت الصمت في حضرتها ، كما قلت لها من قبل : لا حضور لي في حضرتك !
بادرتني بصوت خفيض مرهق : كيف أنت ؟!
هي المريضة و أنا المتعب .
هززت رأسي كأنني بخير ، عاودت ابتسامتها تطل مجددا من ثغرها ، لتنثر عبير السعادة في كياني .
♤ سألتها : هل تناولت الدواء ؟
♡ تنهدت بارتياح و أجابت : الآن فقط .. تناولته بعيناي !
♤ فهمت ما تريد ، ابتسمت و نظرت إلى عينيها ألاطفها هامسا :
و هل يكفي هذا الدواء للاستشفاء ؟
♡ ردت و الابتسامة لا تفارق وجهها القمري :
ليس سواه !
*
اعتدل في جلسته .. و عاد بذاكرته إلى الماضي ..
أكثر من عشرين عاما .. عندما التقيا لأول مرة ..
هو حبها الأزلي ..
أما هي .. المس الملائكي يعصف بوجدانه