الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد فيهم يكتب: زينة

صدى البلد

لفتة خاصة

   دلفت إلى غرفتها .. 
غرفتها كالمحار ، بين دفتيه جاذبية الغموض ، و رهبة المجهول ، و سحر المفاجآت .. 
دائما لديها ما يبهرك ، و تملك ما يذهلك .

  سمحوا لي بالدخول عليها أثناء مرضها ، قالوا لي : أن الزيارة ممنوعة ، لكنها لما علمت بوجودي طلبت منهم أن يدخلوني .
  دائما أشعر بمكانتي الخاصة لديها .. تلك الملكة ؟
نعم ، تلك الملكة حفرت بداخلها وطني ، انتزعته على أعين الجميع ، كان الطريق إليها مرهقا جدا ، لكنني وصلت .. 
و امتلكت جنانها .

 دخلت عليها ، فإذا هي مسترخية بين النوم و اليقظة ، بين الذبول و الفتنة ، بين الأوجاع و الإغراء ..

 تأوهات خافتة تصدر من بين شفتيها بأنفاس من أثير .. 
التفتت إلي بعينين مسهدتين بعدما شعرت بوجودي ، ابتسمت تلك الابتسامة التي ترصدها النجوم لتشي بها للقمر .

 قربت المقعد من سريرها و جلست مواجها لها ، بعدما أشارت لي بالجلوس ، آثرت الصمت في حضرتها ، كما قلت لها من قبل : لا حضور لي في حضرتك !

بادرتني بصوت خفيض مرهق : كيف أنت ؟!
هي المريضة و أنا المتعب . 
هززت رأسي كأنني بخير ، عاودت ابتسامتها تطل مجددا من ثغرها ، لتنثر عبير السعادة في كياني .

♤  سألتها : هل تناولت الدواء ؟ 
♡ تنهدت بارتياح و أجابت : الآن فقط .. تناولته بعيناي !

♤ فهمت ما تريد ، ابتسمت و نظرت إلى عينيها ألاطفها هامسا : 
و هل يكفي هذا الدواء للاستشفاء ؟
♡ ردت و الابتسامة لا تفارق وجهها القمري : 
ليس سواه !

                             *
اعتدل في جلسته .. و عاد بذاكرته إلى الماضي .. 
أكثر من عشرين عاما .. عندما التقيا لأول مرة ..

هو حبها الأزلي ..

أما هي .. المس الملائكي يعصف بوجدانه