الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأوقاف: إعفاء الشيخ صبري عبادة من منصبه

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

قررت وزارة الأوقاف، اليوم الجمعة، إعفاء الشيخ صبري عبادة من منصبه مديرًا لمديرية أوقاف الإسماعيلية.

 

إعفاء الشيخ صبري عبادة من منصبه 
 

وأوضحت الوزارة في بيان لها، أن القرار يأتي بناء على المذكرة المقدمة من رئيس القطاع الديني والوكيل الدائم ورئيس الإدارة المركزية للتفتيش والرقابة بوزارة الأوقاف، ليتم إعفاء الشيخ صبري عبادة من عمله القيادي مديرًا لمديرية أوقاف الإسماعيلية.

 

خطبة الجمعة

ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اليوم الجمعة، خطبة الجمعة بمسجد الميناء بمدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر بعنوان : "حق الوطن والمشاركة في بنائه" ، بحضور اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر ، والسفير محمد إلياس سفير دولة السودان الشقيقة بالقاهرة ، ووفد السودان الشقيق من الأئمة والواعظات ، وذلك بمراعاة الضوابط الاحترازية والإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي.

وفي بداية خطبته أكد الوزير أن الوطن ليس حفنة تراب كما تزعم الجماعات المتطرفة ، وأن حب الوطن والحفاظ عليه فطرة إنسانية أكدها الشرع الحنيف , فهذا نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول مخاطبًا مكة المكرمة قائلا : "والله إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ الله ، وَأَحَبُّ أَرْضِ الله إلى الله، وَلَوْلاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ؛ ما خَرَجْتُ" , ولما هاجر (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة واتخذها وطنًا له ولأصحابه الكرام لم ينس (صلى الله عليه وسلم) وطنه الذي نشأ فيه ولا وطنه الذي استقر فيه , وقد قال : "اللهمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، اللهمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَفِي مُدِّنَا، وَصَحِّحْهَا لَنَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الجُحْفَةِ" , وعَنْ أَنَسٍ (رَضِيَ الله عَنْهُ) " أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَنَظَرَ إِلَى جُدُرَاتِ المَدِينَةِ ، أَوْضَعَ رَاحِلَتَهُ وَإِنْ كَانَ عَلَى دَابَّةٍ حَرَّكَهَا مِنْ حُبِّهَا"  , وظل (صلى الله عليه وسلم) يقلب وجهه في السماء رجاء أن يحول الله (عز وجل) قبلته تجاه بيته الحرام بمكة حتى استجاب له ربه , فقال سبحانه: " قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ"، فأكرمه (صلى الله عليه وسلم) بالتوجه إلى بيت الله الحرام , حيث أول بيت وضع للناس , وحيث نشأ (صلى الله عليه وسلم) في كنف هذا البيت وتعلق به عقله وقلبه.
وقد قال الحافظ الذهبي - رحمه الله- مُعَدِّدًا طائفةً من محبوبات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "وكان يحبُّ عائشةَ ، ويحبُّ أَبَاهَا، ويحبُّ أسامةَ ، ويحب سبطَيْه ، ويحب الحلواء والعسل ، ويحب جبل أُحُدٍ ، ويحب وطنه".
وقال عبد الملك بن قُرَيْبٍ الأصمعي : إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل ووفاء عهده ، فانظر إلى حنينه إلى أوطانه ، وتشوُّقه إلى أهله ، وبكائه على ما مضى من زمانه, ونقل مثل ذلك عن أحد الأعراب ، فالوطن عرض وشرف .
كما أوضح جمعة، أن الوطن ليس مجرد أرض نسكن فيها ، إنما هو كيان عظيم يتملكنا ويسكن فينا ، ففي السياق والمناخ الفكري الصحي لا يحتاج الثابت الراسخ إلى دليل, لكن اختطاف الجماعات المتطرفة للخطاب الديني واحتكارها له ولتفسيراته جعل ما هو في حكم المسلمات محتاجًا إلى التدليل والتأصيل , وكأنه لم يكن أصلا ثابتًا , فمشروعية الدولة الوطنية أمر غير قابل للجدل أو التشكيك , بل هو أصل راسخ لا غنى عنه في واقعنا المعاصر ، ومصالح الأوطان والحفاظ عليها من صميم مقاصد الأديان . 
وقد قرر الفقهاء أن العدو إذا دخل بلدًا من بلاد المسلمين صار الجهاد ودفع العدو فرض عين على أهل هذا البلد رجالهم ونسائهم , كبيرهم وصغيرهم , قويهم وضعيفهم , مسلحهم وأعزلهم , كل وفق استطاعته ومكنته , حتى لو فنوا جميعًا , ولو لم يكن الدفاع عن الديار مقصدًا من أهم مقاصد الشرع لكان لهم أن يتركوا الأوطان وأن ينجوا بأنفسهم وبدينهم.