الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى قتله.. كيف خطط أيبك لقتل منافسه أقطاي للاستيلاء على الحكم؟

صدى البلد

في التاريخ المصري والعربي زخم كبير في الأحداث والوقائع التي لا يعرفها الكثيرون، ومنها حقبة حكم شجرة الدر، وما بها من أحداث متشابكة ومغامرات ومؤامرات شديدة التعقيد غيرت التاريخ.

البداية.. موت الملك الصالح أيوب

الصالح أيوب

بعد موت الملك الصالح أيوب، ومقتل ابنه توران شاه، وتولى الملكة شجر الدر المسئولية، وجد المماليك أنفسهم وجها لوجه على باب حكم مصر، لكنهم لم يكونوا على قلب رجل واحد، ولذلك قتل عز الدين أيبك صديقه ومنافسه أقطاى، فى 18 سبتمبر 1254.
وتبدأ الأحداث منذ اللحظة الخطرة فى تاريخ مصر، وهى تولى شجر الدر حكم مصر، ثم تدبيرها الزواج من أمير حتى تضمن ولاء المماليك، والذين كانوا القوة الأولى فى مصر فى ذلك الوقت.

الإختيار الصعب من شجر الدر

ايبك قبل أن يصبح ملكا
الملكة شجر الدر

وقع اختيار شجر الدر على عزّ الدين أيبك التركمانى الصالحى، وهو من المماليك الصالحية البحرية، أى من مماليك زوجها الراحل الملك الصالح نجم الدين أيوب، وتزوجت شجر الدرّ من عز الدين أيبك، ثم تنازلت له عن الحكم، ظاهريا، وذلك بعد أن حكمت البلاد ثمانين يوماً فقط، وتم هذا التنازل فى أواخر جمادى الثانى سنة 648هـ.
كان الملك المعز عزّ الدين أيبك ذو ذكاء حاد، بحيث إنه لم يصطدم بشجرة الدرّ ولا بزعماء المماليك البحرية فى أول أمره، بل بدأ يقوى من شأنه، ويعد عدته تدريجيًا.

نجاح مخطط أيبك والوصول للحكم

بالفعل نجح أيبك فى التحكم فى مصر، ومن ثَمَّ زاد نفور زعماء المماليك البحرية منه، خاصةٍ فارس الدين أقطاى، الذى كان يبادله كراهية معلنة، لا يخفيها فقد بالغ فارس الدين أقطاى فى احتقار أيبك بحيث كان يناديه باسمه مجردًا من أى ألقاب.

أقطاي

وفارس الدين أقطاى بن عبد الله الجمدار الصالحى النجمى، أحد كبراء دولة المماليك البحرية ومؤسسيها فى مصر، وهو مملوك تركى الأصل بيع بدمشق بألف دينار، وألحق بخدمة الملك الصالح نجم الدين أيوب فجعله جمداره، أى الموكل بلباسه، فعرف بهذا اللقب.
مع المعاملةالسيئة من أقطاى، وإحساس أيبك من داخله أن المماليك البحرية -وقد يكون الشعب- ينظرون إليه على أنه مجرد زوج للملكة المتحكمة فى الدولة، هذا جعله يفكر جديًا فى التخلص من أقطاى ليضمن الأمان لنفسه، وليثبت قوته للجميع.

التخلص من أقطاي

أقطاي

انتظر أيبك الفرصة المناسبة إلى أن علم أن أقطاى يتجهز للزواج من إحدى الأميرات الأيوبيات، فأدرك أن أقطاى يحاول أن يضفى على نفسه صورة جميلة أمام الشعب، وأن يجعل له انتماءً واضحًا للأسرة الأيوبية التى حكمت مصر قرابة ثمانين سنة، وإذا كانت شجرة الدرّ حكمت مصر لكونها زوجة الصالح أيوب، فماذا لا يحكم أقطاى مصر لكونه زوجا لأميرة أيوبية فضلا عن قيادته للجيوش، وبالفعل تم قتل فارس الدين أقطاى بأوامر الملك المعز، وبتنفيذ من مماليكه المعزية فى 3 شعبان 652 هــ/ 18سبتمبر 1254.

ذكاء شجر الدر يخونها

ايبك

ويبدو أن ذكاء شجر الدر خانها باختيار عز الدين ايبك زوجا لها، فما أن تزوجها بدأ في مخطط الاستيلاء على السلطة، واشتد نفوذه وبدأ في التخلص من المماليك البحرية، رغم أنه في الأساس واحد منهم، وساعده في ذلك أقوى رجاله "سيف الدين قطز"، وبدأ يقلل من دور شجرة الدر، وارتضى به الجميع ملكا، وخضع له الخليفة العباسي، وبدأ يفكر في توريث الملك، فأرسل إلى بدر الدين لؤلؤ حاكم الموصل يطلب الزواج من ابنته لإنجاب ولي العهد، خاصة أن ابنه المنصور لا يصلح ملكا، وشجر الدر قد بلغت الخمسين من عمرها، هنا بدأت الملكة تشعر بالقلق وأن ايبك يخطط لاغتيالها فأمرت بقتله، ووضعت خطة بإحكام، وتم اغتيال ايبك في 27 أبريل عام 1257 أثناء استحمامه في قلعة الجبل على يد أحد الخدم من المماليك الخونة، بعد أن أغرته بالمال.

سيف الدين قطز

السحر ينقلب على الساحر

شجر الدر

أعلنت شجر الدر في اليوم التالي وفاة الملك ليلا، إلا أن قطز لم يصدق، واستطاع الوصول للقاتل وانتزع منه اعترافا، وهربت شجر الدر إلى البرج الأحمر بالقلعة، خوفا من بطش قطز، وتم تنصيب نور الدين ابن ايبك سلطانا للبلاد، وكان صبيا في الخامسة عشرة من عمره، وبعد ايام، عُثر على جثة شجر الدر ملقاة خارج القلعة، بعد أن قتلها خدم أم المنصور نور الدين ابن ايبك، زوجة ايبك الأولى.