الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما صحة توقيت صلاة الفجر؟.. رد حاسم من الإفتاء

صلاة الفجر
صلاة الفجر

ما صحة توقيت صلاة الفجر؟.. ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤالاً يقول: أول مرة أسمع عن إن صلاة الفجر متقدمة عن موعدها نص ساعة، فهل هذا الأمر صحيح؟

ما صحة توقيت صلاة الفجر؟

وقال الدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية، إن دار الإفتاء لها فتوى ودراسات مستفيضة في هذا الأمر، وأكدت في عهد المفتي الحالي الدكتور شوقي علام، صحة ما عليه المواقيت الحالية للصلاة.

وشدد عاشور في إجابته على السائل، إن دار الإفتاء مؤسسة تتعامل مع مؤسسات الدولة ومنها المعاهد المتخصصة في علوم الفلك والفضاء، ونقول: "يا من تريدون في التشكيك في الريادة المصرية في المواقيت نحن نسير على القطبان دون توقف"، ونقول لك أيها السائل:"مواقيت الصلاة صحيحة ولا تسمع لما يتردد".

وأكد مستشار المفتي على أن الجميع يعرف للدولة المصرية عراقتها وقيمتها ويشهدون لمؤسساتها وهو أمر يحقق الريادة التي نتحدث عنها، لافتاً إلى أن دار الإفتاء تتبنى منهج الأزهر الرصين.

القول الفصل في توقيت صلاة الفجر

فيما أكدت دار الإفتاء رداً على سؤال: ما القول الفصل في توقيت صلاة الفجر؟ وما ردكم على دعوى أن توقيت صلاة الفجر بالقاهرة سبق مكة المكرمة في بعض الأيام مع أن القاهرة غرب مكة المكرمة؟، أن الحق الذي يجب المصير إليه والعمل عليه، والذي استقر عليه علماء الهيئة والموقتون وعلماء الفلك المسلمون عبر الأعصار والأمصار، والذي عليه عمل دار الإفتاء المصرية في كل عهودها: أن توقيت الفجر الصادق المعمول به حاليًّا في مصر (وهو عند زاوية انخفاض الشمس تحت الأفق الشرقي بمقدار 19.5°) هو التوقيت الصحيح قطعًا.

وبينت الإفتاء أن هذا التوقيت مبني على أنه يبدأ من أول ظهورٍ لعلامته المعروفة التي دلَّت عليها نصوص الوحيين: القرآن الكريم، والسنة النبوية القولية والفعلية، وأخَذَه الصحابة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وطبقوه قولًا وعملًا، ثم أخذه عنهم السلف الصالح قاطبة؛ وذلك بانتشار ضوئه المستطير الصادق في الأفق يمينًا وشمالًا، وليس هو الفجر المستطيل الكاذب الذي يكون ضوؤه كهيئة المخروط المقلوب.

واستطردت الإفتاء أن ما يثار من التشكيك في ذلك بدعوى أن توقيت الفجر في القاهرة يسبق أحيانًا توقيتَه في مكة المكرمة، مع أن القاهرة تقع غرب مكة: فهذا ليس اعتراضًا علميًّا؛ إذ من المقرر في علوم الفلك والجغرافيا: أن تحديد المواقيت مبني على خطوط الطول ودوائر العرض معًا؛ حيث تدل خطوط الطول على فوارق التوقيت، ودوائرُ العرض على طول النهار، وهذا يقتضي أن مقارنة خطوط الطول إنما تكون بين المدن الواقعة على دائرة عرض واحدة؛ لتساوي طول النهار فيها.

ولفت إلى أنه من المعلوم أن مكة المكرمة مختلفة عن القاهرة في ذلك؛ فمكة على دائرة عرض 21.4° تقريبًا، والقاهرة على دائرة عرض 30°، وهذا يجعل نهار القاهرة أطول من نهار مكة في فصل الصيف؛ فلا تصح المقارنة بينهما حينئذ، وإنما يمكن المقارنة مثلًا بين مكة وحلايب؛ لاستوائهما تقريبًا في دائرة العرض. وهذا الاختلاف يحصل أيضًا بين المدينة المنورة ومكة المكرمة؛ فقد يكون الفجر في المدينة قبل مكة مع كون المدينة غربيّ مكة بنحو ثلث درجة طولية؛ وذلك لاختلافهما في خط العرض.

وشددت دار الإفتاء أن هذه الدعاوى وإن كانت تُساق بحجة تصحيح المواقيت، إلا أنها تنطوي في حقيقتها على الطعن في العبادات والشعائر وأركان الدين التي أَدَّاها المسلمون عبر القرون المتطاولة؛ من صلاة وصيام وغيرهما، فضلًا عما تستلزمه من تجهيل علماء الشريعة والفلك المسلمين عبر العصور، مع تهافت هذه الدعاوى أمام الحقائق العلمية والمقاييس الجغرافية والظواهر الكونية والفلكية، ولذلك فلا يجوز الالتفات إليها ولا التعويل عليها.