الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خلفت مليون ضحية|معلومات لا تعرفها في ذكرى الحرب الإيرانية العراقية

أرشيفية ـ الحرب الإيرانية
أرشيفية ـ الحرب الإيرانية العراقية

يوافق اليوم 22 سبتمبر ذكرى بداية  الحرب الإيرانية العراقية، أطول حرب في القرن العشرين حيث استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران، وواحدة من أكثر الصراعات دموية و تكلفة من الناحية الاقتصادية والبشرية.

وفي السطور التالية يستعرض موقع «صدى البلد»، أبرز المعلومات عن الحرب الإيرانية العراقية: 

الحرب الإيرانية العراقية 

بدأت الحرب الإيرانية العراقية في 22 سبتمبر 1980 عندما غزت القوات العراقية غرب إيران على طول الحدود المشتركة بين البلدين، في حين ادعت حكومة العراق السابقة أن الحرب بدأت في الرابع من سبتمبر عندما قصفت إيران عدداً من النقاط الحدودية.

وانتهت الحرب الايرانية العراقية بوقف إطلاق النار عام 1988، وعلى الرغم من انسحاب القوات وعودتها إلى مواقعها التي كانت تتمركز فيها قبل الحرب، إلا أن الطرفين لم يوقعا على اتفاق رسمي في هذا الشأن إلا في 16 أغسطس 1990.

تراكمات الماضي

أراد الرئيس العراقي صدام حسين أن يعيد تأكيد سيادة بلاده على ضفتي شط العرب الذي جرى تقاسم السيطرة عليه بموجب اتفاقية الجزائر بين البلدين عام 1975، فكان الرئيس صدام حسين قلقا من محاولات آية الله الخميني تصدير الثورة الايرانية إلى الخارج عبر تحريض الغالبية الشيعية في العراق.

استغل العراق حالة الفوضى والضعف التي كانت لا تزال تمر بها إيران في أعقاب الإطاحة بحكم الشاه قبل نحو عام، وكذلك حالة العزلة الدولية التي كانت تعيشها السلطة الايرانية الجديدة، خاصة في أعقاب احتلال السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز عشرات الرهائن فيها.


كانت السلطة الجديدة في إيران قد حلت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية التي كانت قائمة خلال فترة حكم الشاه، الأمر الذي شجع صدام على شن الحرب ومباغتة إيران.

تقدم الجيش العراقي داخل الأراضي الإيرانية على طول جبهة واسعة في إقليم خوزستان الإيراني، واستولت القوات العراقية على مدينة خرمشهر، لكنها فشلت في الاستيلاء على مركز تكرير النفط المهم في عبدان.

وبحلول ديسمبر 1980، تعثر الهجوم العراقي على بعد حوالي (80-120 كيلومترا) داخل إيران بعد مواجهة مقاومة إيرانية غير متوقعة.

وبدأت إيران بشن هجمات مضادة باستخدام الحرس الثوري وقواتها المسلحة النظامية مما أجبر العراقيين على التقهقر عام 1981.

وقد دفع الإيرانيون أولا بالعراقيين عبر نهر كارون الإيراني ثم استعادوا مدينة خرمشهر في عام 1982.

الحرب الإيرانية العراقية 

رفض إيران السلام 

سحب العراق قواته من جميع الأراضي الإيرانية، التي استولى عليها وبدأ يسعى لإنهاء الحرب،
لكن إيران بقيادة الخميني، ظلت ترفض مساعي السلام وواصلت الحرب في محاولة للإطاحة بالرئيس العراقي. 

تعززت دفاعات العراق بمجرد أن تراجعت قواته وباتت في موقف الدفاع عن أراضيها واستقرت خطوط القتال وراوحت المعارك مكانها على طول الحدود.

كما شنت إيران مرارا هجمات مشاة غير ناجحة مستخدمة موجات بشرية مكونة جزئيا من مجندين صغار السن وغير مدربين أو مسلحين جيدا، كان العراقيون يتصدون لها بالمدفعية والقوة الجوية اللتين كان يتفوق بهما العراق على ايران وأحيانا باستخدام الأسلحة الكيميائية.

مرحلة جديدة من الحرب 

ودخلت الحرب الإيرانية العراقية مرحلة جديدة عندما لجأ البلدان إلى شن هجمات جوية وصاروخية ضد مدن بعضهما البعض إضافة إلى المنشآت العسكرية والنفطية.

تدخل دولي

كما تبادل الطرفان الهجمات على ناقلات النفط في الخليج، ودفعت هجمات إيران على ناقلات النفط الكويتية وغيرها من دول الخليج الأخرى الولايات المتحدة والعديد من دول أوروبا الغربية إلى نشر سفن حربية في الخليج لضمان تدفق النفط إلى باقي أجزاء العالم.

ثم انخفضت قدرة تصدير النفط لدى البلدين بشدة بسبب الضربات الجوية وإغلاق خطوط الأنابيب، وأدى الانخفاض اللاحق في دخلهما وعائدات العملة الأجنبية إلى توقف برامج التنمية الاقتصادية للبلدين.

تم تمويل المجهود الحربي العراقي بشكل علني من قبل المملكة العربية السعودية والكويت ودول عربية مجاورة أخرى بدعم ضمني من قبل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق في حين أن الحليفين الرئيسيين لإيران كانا سوريا وليبيا.

العراق يريد السلام  

استمر العراق في مناشدته من أجل التوصل الى اتفاق ينهي الحرب ويحقق السلام بين البلدين في منتصف الثمانينيات.

وتضررت مكانته بشدة بعد ظهور أدلة على استخدامه الأسلحة الكيميائية ضد القوات الإيرانية وكذلك ضد المدنيين الأكراد العراقيين الذين اتهمتهم بغداد بالوقوف إلى جانب إيران في الحرب.

قتل 5000 مدني

فقد أسفرت إحدى هذه الهجمات على قرية حلبجة الكردية وحولها في مارس 1988 عن مقتل ما يصل إلى 5000 مدني.
وكان الجمود يسيطر على خطوط القتال في منتصف الثمانينيات، في أغسطس 1988 أجبر تدهور الاقتصاد الإيراني والمكاسب العراقية الأخيرة في ساحة المعركة إيران على قبول وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة.

عدد هائل من الضحايا 

لا يعرف بدقة إجمالي عدد ضحايا الحرب الايرانية العراقية لدى الجانبين، لكن كلا البلدين كانا في حالة التعبئة وكان معظم الرجال في سن التجنيد تحت السلاح وعدد الضحايا هائلا، وتتراوح تقديرات إجمالي عدد ضحايا الحرب ما بين مليون إلى مليوني شخص.

ولكن عدد الضحايا لدى الجانب الإيراني أكبر من العراقي بسبب استمرار العراقيين في حالة الدفاع خلال معظم مراحل الحرب بينما كانت إيران تشن الهجوم تلو الهجوم مستخدمة موجات بشرية هائلة.

تكلفة الحرب 

أما من الناحية الاقتصادية فقد خرج البلدان من الحرب بخسائر هائلة تجاوزت 400 مليار دولار من ناحية الأضرار المادية، بينما بلغت كلفة الحرب الايرانية العراقية المباشرة نحو 230 مليار دولار.