الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مكالمة تليفون تعيد الود بين بايدن وماكرون في أزمة الغواصات النووية

الرئيس الأمريكي جو
الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون

بعد الأزمة الأخيرة التي حدثت بين فرنسا من جانب والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأستراليا من جانب آخر، بعد إعلان أستراليا فسخ عقد ضخم أبرمته معها في 2016، لشراء غواصات تقليدية، مفضلة عقد شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة وبريطانيا، مما ترتب عليه سحب فرنسا لسفيرها في كل من الولايات المتحدة وأستراليا؛ اتفق الرئيسان الأمريكي جو بايدن، والفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، على عودة السفير الفرنسي إلى واشنطن الأسبوع المقبل.

وجاء ذلك الاتفاق خلال اتصال هاتفي جمع الطرفين بعد أيام من أزمة الغواصات النووية.

بيان مشترك

وقال البيت الأبيض والرئاسة الفرنسية في بيان مشترك، إن الرئيس الأمريكي ونظيره الفرنسي اتفقا على الاجتماع في نهاية شهر أكتوبر القادم بأوروبا.

وتابع البيان أن الرئيس الأمريكي ونظيره الفرنسي اتفقا على أن ميثاق الدفاع الأمريكي يمكن أن يستفيد من المشاورات المفتوحة بين الحلفاء.

وأضاف أن جو بايدن أعتبر أنه من الضروري أن يكون الدفاع الأوروبي أقوى وأكثر كفاءة للمساهمة في إرثاء الأمن والاستقرار عبر المحيط الأطلسي وإكمال دور الحلف الأطلسي.

ولفت البيان أن ماكرون وافق على إعادة سفير باريس إلى واشنطن الأسبوع المقبل.

وذكر أيضا أن الولايات المتحدة تعهدت بتعزيز دعمها لعمليات مكافحة الإرهاب التي تقودها الدول الأوروبية في منطقة الساحل بأفريقيا.

وكان المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، جابرييل أتال، قال الأحد الماضي، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن طلب التحدث إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، بعد إلغاء أستراليا صفقة غواصات مع باريس لصالح واشنطن.

نبأ سيئ وتصرف خطير 

واعتبرت وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورانس بارلي، أن فسخ أستراليا عقدا ضخما لشراء غواصات تقليدية من فرنسا هو أمر خطير، ويشكل نبأ سيئاً جداً بالنسبة لاحترام الكلمة المعطاة.

وقالت بارلي، إنه «أمر خطير من الناحية الجيوسياسية وعلى صعيد السياسة الدولية».

وأضافت أنها «مدركة للطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع حلفائها»، بعدما أعلنت واشنطن أنها شكلت تحالفاً مع كانبرا وبريطانيا، وأبرمت في إطاره اتفاقا لـ تسليم أستراليا غواصات ذات دفع نووي.

جون بايدن وإعلان الأزمة 

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن إطلاق شراكة استراتيجية مع أستراليا وبريطانيا، تتضمن تزويد كانبيرا بـ غواصات أمريكية تعمل بالدفع النووي، ما أخرج عمليا الفرنسيين من اللعبة، حيث قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إن «هذا القرار الأحادي، والمباغت يشبه كثيرا ما كان يفعله الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب».

ولم يخف وزير الخارجية الفرنسي، غضبه واستياءه من الاتفاق الثلاثي، الذي ضرب بالاتفاق الفرنسي الأسترالي عرض الحائط، منددا بسياسة الأمر الواقع الأمريكية، وتاليا الأسترالية، في ظل غياب أي تشاور مسبق، مؤكدا أن « الأمور لا تجري على هذا النحو بين الحلفاء».

ضياع صفقة العصر 

وشارك وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، في المفاوضات مع أستراليا التي أفضت إلى ما عرف في عام 2016 بـ «صفقة العصر»، حيث كان حينها يشغل منصب وزير الدفاع.

وفي إطار التحالف الجديد مع واشنطن ولندن، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون الخميس فسخ أستراليا عقدا ضخما بقيمة 90 مليار دولار أسترالي «56 مليار يورو»، أبرمته مع فرنسا في 2016 لشراء غواصات تقليدية.

لكن أبعد من الخلاف الفرنسي - الأسترالي حول إلغاء صفقة الغواصات، أدى هذا القرار إلى توتر العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة، في حين كان يُعتقد أن بايدن يسعى إلى تعزيز العلاقات بين ضفتي المحيط الأطلسي بعدما سادها الاضطراب طوال أربع سنوات في عهد ترامب.

أزمة دبلوماسية صغيرة

ومن جانبها قالت خبيرة شؤون السياسة الخارجية الأمريكية في جامعة السوربون في باريس، آن سيزال : «من المؤكد أن هناك أزمة دبلوماسية صغيرة على الطاولة».

وتابعت «توجه الولايات المتحدة مؤشرات متناقضة بعض الشيء إذ تطالب حلفاءها الأوروبيين بتعزيز حضورهم العسكري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وفي الوقت نفسه تضع نفسها في موقع أوائل المنافسين لصفقات بيع الغواصات الفرنسية».

واعتبرت «سيزال»، أن هذه الضربة للطموحات الفرنسية تعكس أيضا «تنافسا على الريادة» بين الولايات المتحدة وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يطرح نفسه «رائد الدفاع عن أوروبا».

واشنطن والغضب الفرنسي

ومن جانبه، تعهّد الرئيس الأمريكي جو بايدن، مواصلة العمل بشكل وثيق مع فرنسا التي وصفها بأنها «حليف أساسي» في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إلا إن هذه التصريحات لم تخفف من الاستياء الفرنسي.

ومن جهته قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن فرنسا شريك حيوي للولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وأكد: «عدم وجود انقسام إقليمي بين مصالح شركائنا على ضفتي الأطلسي والهادئ»، وشدد على أن «الشراكة مع أستراليا والمملكة المتحدة تبرهن أننا نريد العمل مع شركائنا، ولا سيما في أوروبا، لضمان أن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة».

الغواصات غير مناسبة 

من جهته قال وزير الدفاع الأسترالي، بيتر داتن، إن أستراليا قررت التخلي عن الصفقة مع فرنسا لأن الغواصات الأمريكية تناسب بلاده أكثر.

وأوضح: «نحن بحاجة إلى غواصة بدفع نووي وقد درسنا خياراتنا وتبين لنا أن الفرنسيين لديهم نموذج لا يتفوق على ذلك المستخدم من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفي نهاية المطاف استند قرارنا إلى مصلحة أمننا القومي».

الصين تدخل على الخط

من جانبها قالت وزارة الخارجية الصينية، إن «اتفاق الغواصات النووية بين أمريكا وبريطانيا وأستراليا يدمر السلام والاستقرار الإقليميين»، مؤكدة «ضرورة ألا تضر الاتفاقيات الإقليمية بـ مصلحة أي طرف ثالث».

تصاعد الأزمة دبلوماسيًا 

وفي تصعيد لهوة الخلاف، استدعت فرنسا، اليوم الجمعة، سفيريها في الولايات المتحدة وأستراليا للتشاور بعد فسخ أستراليا عقد صفقة لشراء الغواصات الفرنسية.

وقالت الخارجية الفرنسية إن «قرار استدعاء السفيرين يأتي على خلفية الإعلان الأمريكي الأسترالي حول عقد شراكة استراتيجية بينهما تتضمن حصول كانبيرا على غواصات نووية».

وأكدت الوزارة أنه «على السلطات في أستراليا العمل بشكل بناء مع فرنسا، وعليها أن تتفهم "خيبة أملنا"».

البيت الأبيض يأسف 

وفي أول رد فعل له، أعرب البيت الأبيض عن أسفه لقرار فرنسا سحب سفيرها لدى الولايات المتحدة على خلفية إعلان أستراليا الغاء صفقة شراء غواصات فرنسية واستبدالها بغواصات أمريكية.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول بالبيت الأبيض قوله «نتواصل مع شركائنا الفرنسيين حول قرار استدعاء السفير الفرنسي وملتزمون بحل الخلافات مع فرنسا في الأيام المقبلة».

شراكة أمنية ثلاثية 

رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، أعلن عن شراكة أمنية ثلاثية بين بلاده والولايات المتحدة وبريطانيا تحمل اسم (أوكوس).

ومجموعة العمل الثلاثية التي تعرف بالاختصار (أوكوس)، ستسهل على الدول الثلاث تبادل المعلومات والمعرفة في المجالات التكنولوجية الرئيسية مثل الذكاء الاصطناعي والأنظمة الإلكترونية والأنظمة التي تعمل تحت الماء وقدرات شن هجوم بعيد المدى.