الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصين ترفض رفع الوصاية عن تايوان|ماذا يحدث بين الجارتين وعلاقة الغرب بخلافهما؟

العلم الصيني والعلم
العلم الصيني والعلم التايواني

أعلنت الصين رفضها التام لانضمام تايوان إلى اتفاقية التجارة الحرة عبر المحيط الهادئ، وأكدت أن "جزيرة تايوان جزء لا يتجزأ من الصين".

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان ، بأن مبدأ صين واحدة هو معيار معترف به للعلاقات الدولية وإجماع عام للمجتمع الدول.

وأضاف أن البر الرئيسي الصيني يعارض بشدة انضمام تايوان إلى أي اتفاقيات ومنظمات رسمية.

يأتي وذلك بعد يوم من تقديم الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي طلبا للانضمام إلى الاتفاقية التجارية، التي انسحبت منها الولايات المتحدة في يناير 2017.

سر رفض الصين تصرفات تايوان 

ومن جانبه قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن الصين تعارض انضمام تايوان إلى اتفاقية التجارة الحرة عبر المحيط الهادئ، لأن الصين تعتبر تايوان أرض صيني  وجزء لا يتجزأ من الصين، ولا تتمتع بحق الانضمام لأي منظمات أو تحالفات دولية.

ولفت البرديسي في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن موافقة بكين على انضمام تايون إلى أي اتفاقيات أو منظمات دولية يعد اعترافا رسميا من بكين بالاستقلال الكامل والتام للجزيرة التايوانية، وهذا ما ترفضه رفضا تاما.

حكم ذاتي بالأمر الواقع

وأشار إلى أن تايوان بحكم الواقع تتمتع، ليس فقط بحكم ذاتي، ولكن باستقلال تام وكامل عن الصين، كما أنها تتمتع بنظام شبه رئاسي ديموقراطي بعيدا عن الحكم الشيوعي الصيني.

وأضاف أن النظام السياسي في تايوان يميل بالأكثر إلى النظام الأوروبي الديموقراطي، كما أن لديها شراكة مع الولايات المتحدة، لذلك من الطبيعي أن تتقدم تايوان بطلب الانضمام إلى اتفاقية التجارة عبر المحيط الهادئ التي بها أستراليا ونيوزيلاندا واليابان وغيرها من الدول.

انسحاب أمريكي في عهد ترامب

وأشار إلى أن الولايات المتحدة انسحبت من هذه الاتفاقية في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2017، ولكن بعد تولي جو بايدن الإدارة الأمريكية من الممكن أن تنضم الولايات المتحدة مجددا إلى الاتفاقية.

منازعات بين الصين وتايوان

وأوضح خبير العلاقات الدولية، أنه من أحد المنازعات بين تايوان والصين، عندما أرادت تايوان أن تبرم عدد من صفقات التسليح الخاصة بها وتنقف قرابة 10 مليارات دولار لتقوية دفاعاتها، اعترضت الصين اعتراضا كبيرا ولم تسمح لها باستكمال الصفقة.

وتابع: "الصين تريد أن تعلم تايوان باستمرار بأن ليس لديها سياسة خارجية مستقلة وأنها جزء من الأراضي الصينية، وهذا عكس الأمر الواقع بأن تايوان متواجدة باستقلال كامل ومتقاربة أكثر مع الأفكار الغربية وتعاملاتها أكبر مع الدول الأوروبية ومع الولايات المتحدة الأمريكية.

الصين وشروط الانضمام للاتفاقية 

وعن طلب انضمام الصين إلى اتفاقية التجارة عبر المحيط الهادئ، قال البرديسي، إنه يجب على الصين أن تنفذ الاشتراطات المتواجدة في الاتفاقية لتستطيع أن تنضم إليها، وهذا ما لن تفعله الصين.

ولفت أن أستراليا سبق واشتكت الصين بأنها تفرض رسوم جمركية على بعض السلع الأسترالية، مما يتنافى مع مبادئ التجارة الحرة ومضامين ومبادئ منظمة التجارة العالمية.

المعسكر الشرقي ضد الغربي

واختتم: "ستظل المشكلة تتراوح ما بين المعسكر الصيني الشرقي وبين العسكري الأوروبي والأمريكي الغربي وحلفائهم من تايوان والفلبين واليابان ونيوزيلاندا وكوريا الجنوبية، الدول الواقعة بالقرب من الحدود الصينية، لذلك ستحتدم الصراعات بين الصين وهؤلاء الدول ولن تنعم المنطقة بالاستقرار التام".

تايوان واتفاقية التجارة الحرة

وقدمت تايوان طلبا للانضمام إلى اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، بعد أيام فقط من إرسال الصين طلبا للانضمام إلى الاتفاقية التي كانت الولايات المتحدة قد روجت لها باعتبارها وسيلة لعزل بكين وترسيخ الهيمنة الأمريكية في المنطقة.

وتم إرسال الطلب التايواني للانضمام إلى الاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر المحيط الهادئ إلى نيوزيلندا، وفقا لما ذكره شخصان مطلعان على الأمر. ستعلن حكومة تايوان القرار اليوم الخميس، وفقا لما ذكره أحد الشخصين.

وأبرمت تايوان بالفعل اتفاقيات تجارة حرة مع اثنين من الأعضاء - نيوزيلندا وسنغافورة - وتعمل من أجل الانضمام إلى اتفاقية التجارة لسنوات، حيث جعلتها الرئيسة تساي إنغ وين هدفا رئيسيا لفترة ولايتها الأخيرة في المنصب.

ومع ذلك، تعارض الصين أي تحرك للتعامل بشكل منفتح أو علني مع تايوان، مما سيجعل المناقشات بين بكين وتايبيه والدول الأعضاء الـ 11 صعبة.

عقبات سياسية أمام نجاح تايوان

في مقابلة الشهر الماضي، قالت "تساي" رئيسة الجمهورية التايوانية، إن العقبات الرئيسية أمام انضمام تايوان ستكون سياسية، حيث إن بعض الدول الأعضاء ليست لديها علاقات دبلوماسية مع الجزيرة. ورغم ذلك، قالت اليابان والدول الأخرى التي تربطها علاقات وثيقة بتايوان، بالفعل إنها تدعم أي طلب، وفقا لـ"تساي".

وجعلت حكومة "تساي"، التي تعتبر تايوان دولة ذات سيادة بحكم الأمر الواقع، الحصول على الدعم من الحلفاء الديمقراطيين في المنطقة جزءا مهما من جهودها لمواجهة الضغط المتزايد من بكين.

وتتضمن تلك الجهود إقامة علاقات أوثق مع أعضاء اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ مثل أستراليا، التي تخوض نزاعا تجاريا مع الصين، واليابان، التي تعد شريكا تجاريا رئيسيا وأكبر اقتصاد في الاتفاقية. وأيد مشرعون من الحزب الحاكم في اليابان الشهر الماضي انضمام تايوان إلى الاتفاقية.