قال الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه ينبغي على المربين تقويم ألسنتهم بلغة القرآن حتى تُحفظَ لغتهم، ويحلوُ بيانهم فليس أعظم ضعفاً، ولا أشد هزالاً من أن يتكلمَ المرء بغير لغته، ويؤرخ بغير تاريخه، ويفاخرَ بغير إنتاجه، ويحتفلَ بغير أعياده وتعليمهم أن يغتنموا تعليم العالمِ.
أصول التربية في 4 سور
وأضاف «بن حميد» خلالخطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة: ويستمعوا إلى نصحِ المشفق، وإرشادِ الحكيم، وبذلِ الكريم وتربيتهم على الفضيلة ومكارم الأخلاق، فبالفضائل تدفع الرذائل، فجمال العقل بالفكر، وجمال اللسان بالصمت، وجمال الكلام بالصدق، وجمال الحال بالاستقامة، والقعود عن الفضائل بئس الرفيق .
وأوضح أن في سورة الإسراء، وفي سورة النور، وفي سورة الفرقان، وفي سورة لقمان، من الوصايا التربوية، والآدآب السلوكية ما يجسد عناية هذا الدين وأصول التربية، ووسائلها وطرائقها، موصيًا الأباء و المعلمون إلى حث الأبناء إلى حب القراءة، وطلب العلم، فالعلم سلوة العيش، ودليل الحيرة، وأنيس الوحشة، وخيرُ ما يُعلَّمون كتابُ الله، تلاوة، وحفظا، واستماعا، في البيت، وفي المدرسة، وفي سائر المرافق، والأحوال، وبقدر ما يقرأ الولد من كتاب الله تزداد طمأنينته، وتحصل سعادته.
هم التربية فوق كل هم
وأوصى الأباء والأمهات قائلا: هم التربية فوق كل هم، لا يعصم من الذنوب سوى مراقبة علام الغيوب، اغرسوا فيهم عقيدة التوحيد، تنشرح بها قلوبهم، وتسكن إليها نفوسهم، وتنشرح بها صدورهم، وتلهج بها السنتهم، وتقوم عليها أعمالهم، ربوهم على تقوى الله وخشيته ومراقبته، حتى لا يرجو الولد إلا ربه، ولا يخاف إلا ذنبه يتعلقون بالله جل جلاله، ويتوكلون عليه، ويتمسكون بكتابه، ويلتزمون سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ويستعينون بالصبر والصلاة، ويذكرون الله كثيرًا.
واستطرد: اجعلوا طاعة الله لهم دثاراً، والخوف منه شعاراً، والإخلاص له زاداً، والصدق جُنَّة، ومن استحيا من الله في كل أوقاته وأحواله، بلغه عالي المقامات والمنازل علموهم أن الله سبحانه قد حكم أن لا يطيعه أحد إلا أعزه، ولا يعصيه أحد إلا أذلَّه، فالعز مربوط بطاعة الله، والذل مربوط بمعصية الله.