الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البيئة العائلية وتكوين المزاج لدى الأطفال

 

كثيرا ما تعانى العديد من الأسر سوء المزاج لدى أبنائها وأضطراب سلوكيات الأطفال ، وحالات من القلق والخوف ، وردود الأفعال السريعه أو المتذبذبه أو البطيئة ، وتتسبب الحاله المزاجيه للطفل من ردود أفعال عنيفه فى اغلب الأحيان وفى أوقات اخرى تستخدم الأسره أساليب التدليل الزائد وتنفيذ رغبات الطفل حتى تتلاشي أضطرابات المزاج التى تعتريه أو نوبات القلق التى تسيطر عليه وتسبب له ردود أفعال سلبيه 

ونجد أن الباحثين وأختصاصي العلوم السلوكيه وعلم نفس النمو ، طور العديد منهم مجموعه متنوعه من الوسائل التى تعتمد على الملاحظة المباشره لقياس المزاج لدى الأطفال ، حيث يمكن للباحثين أن يجعلوا الأباء أو المدرسين يقومون بتسجيل ما يصدر من الطفل من سلوكيات فى أوضاع أكثر طبيعيه خلال تفاعله مع الأخرين 

فقد يستنتج الباحثين ومن يقوم بملاحظه سلوك الطفل ان الطفل لديه نسبه مرتفعه من القلق أو الخوف إذا كان يبكى كثيراً أو إختبأ وراء أمه أو ظهر عليه أحد تعبيرات الخوف.

وعلى المستوى النظرى ، غالباً ما ينظر الى المزاج بإعتباره أقرب الى الإستجابات البيولوجيه الأساسية منه الى الشخصية ، فالمزاج هو المكون البيولوجي للشخصية. يتحدد بشكل أساسي بالميراث الوراثي ، مما يجعله مستقرًا تمامًا ، على الرغم من أن العوامل البيئية يمكن أن تؤثر على مظاهر المزاج ، سواء في النمو المبكر أو طوال الحياة.

تحدد الجوانب المختلفة للبيولوجيا وعلم وظائف الأعضاء مزاج كل فرد. إن دور الناقلات العصبية للجهاز العصبي والهرمونات في نظام الغدد الصماء، وكذلك مستوى التنشيط الدماغي والتفاعلية مع التحفيز ، لهما أهمية خاصة.

وعادة ما ترتبط الأنفعاليه السلبيه والقلق بالقيمه المساويه لأنظمة الدماغ فى مرحلة الطفوله الخاصه بالخوف والكف السلوكى ، فمن الممكن ان يمتلك الطفل القلق أو المعرض للضغط والتنشئة الخاطئه الى تكوينات للجهاز الطرفى تعتبر شديده الحساسيه للتهديدات المحتمله وأشكال المعززات السلبيه فى البيئة. 

ومن خلال الخبرات والممارسات نجد أن هناك عدد من البحوث تشير الى ان القلق وإضطراباته يتجمعان فى أسر محدده ، وهى الأسر التى نطلق عليها الأسر المضطربه وظيفيا فى أدائها ، أو الأسر التى تتسم بالأنعصابية منذ نشأتها ويشاع فى كلا الوالدين او احداهما سمه القلق والأرتباك والخوف ، وعلى الرغم من ان الوراثه قد تؤدى دوراً محورياً فى سمة القلق واضطرابات المزاج بأنواعه إلا ان هناك دوراً هاماً للعوامل النفسيه والإجتماعيه كرحم ينشئ في كنفه الطفل وفى تحديد كيفية إنتقال القلق من الإباء الى أبنائهم .

فالبيئة الأسريه لها دور كبير ومحورى فى أنتقال الخبرات فى مرحلة الطفولة المبكرة منذ لحظة الميلاد أو منذ ان كان الطفل فى رحم والدته فالأم القلقه المتوتره مضطربة المزاج فى أغلب الوقت أو الأم التى تستخدم المهدائات بصورة مستمرة أو لديها صراع وخلافات مع الزوج او داخل البيئة التى تعيش فيها تنعكس على الحالة المزاجية للطفل وشعوره بالأستقرار النفسي والامن أو عدمه ، فالبيئة الأسرية تشكل الحالة الوجدانية والمزاجية للطفل وتضع السمات الأساسية حتى سن ما بين الخامسة والسادسة من عمر الطفل .

فكل من بيئة الرحم والمناخ الأسرى وانماط تربية الأسره والنمذجة والظروف النوعيه والضغوط الحاده والمزمنه كلها خبرات بيئية مبكره وحاسمه فى أرتقاء القلق لدى الأطفال .

ودائما ما ننصح الاسر والقائمين على تربية الأطفال ، بأتباع الأرشادات النفسيه والسلوكيه فى التعامل مع الأطفال منذ لحظه الميلاد حتى نوفر لهم مناخ بيئى ينعم فيه الطفل بالهدوء والإستقرار والشعور بالأمن والامان .

فبعض الأسر تعتمد على التدليل الزائد أو على العقاب والتسلط أو على التذبذب فى اساليب التربيه ، والبعض الأخر يعتمد بدون وعى على الأهمال سواء العاطفى او الإجتماعى ويهتم بالجانب التعليمى فقط والبعض يهتم بغرس فكرة الكماليه لدى الطفل او المقارنه أو المعايره والتوبيخ والنعت ،فهناك العديد من الاساليب الخاطئه فى تنشئة الأطفال ، تصنع أطفال فاقدين الثقه فى انفسهم فى الأخرين.

علموا أولادكم بالثواب والتشجيع وتحمل المسؤليه والتقدير والاستماع ، وبالعقاب عند الخطء بالحرمان والمنع للحد من السلوكيات السلبيه وتكرارها وليس بالضرب والانتقام ، وأخيرا كونوا قدوه فالتعليم بالنمذجه هو القيمه الحقيقيه التى يتعلم منها الطفل بمحاكات وتقليد سلوكيات الأباء والمربين كونوا نموزج ايجابي يطور من شخصية أطفالنا ، وللحديث بقية .

 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط