الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بايدن ينّفض أوراقه العربية

عندما كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، يدير حملته للانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية، كان هناك ملمح هام للغاية، وهو غياب الرؤية الأمريكية للخارج، أو بمعنى أوضح تغييب السياسة الخارجية الأمريكية في كافة اللقاءات الانتخابية، التي كان يعقدها بايدن. حتى قيل انه طالب أعضاء فريقه الانتخابي بصرامة، بعدم الحديث إطلاقا عن سياسته الخارجية. وكان التركيز على مواجهة تفشي كورونا في الولايات المتحدة ومشاكلها الداخلية.
لكن القضية لم تكن أبدا خيارات بايدن أو توجيهاته لفريق حملته الانتخابية، ولكن لأن الولايات المتحدة (قبله وبعده) متورطة وموجودة بحكم أنها القوة العظمى الوحيدة في العالم في ملفات وقضايا كثيرة, فأيديها وأرجلها وقواتها العسكرية في بعض المناطق حول العالم، وهو وضع لا يستطيع أن يغيره بايدن.
والمشكلة بالنسبة لنا في العالم العربي هنا، هى الكثير من القضايا العربية الساخنة التي تبدو رؤية الإدارة الأمريكية بخصوصها غائبة تماما، وغيابها هذا يؤدي لاستفحالها بحكم تشابكاتها كما قلنا في قضايا كثيرة قبل بايدن.
وبالنظر إلى ما يحدث في العراق. فهو دولة عربية مهمة ومحورية والمشكلة الكبرى التي يواجهها سيطرة إيران ومشروعها الفارسي للتمدد وميليشياتها، التي تنغص عليه الأمن والاستقرار. وإذا كان الرئيس الأمريكي السابق ترامب قويا في مواجهة إيران، وكاننت سياسته فعالة وحاسمة ومتوالية نحو تواجهاتها وتعزيز نفوذها، فإن سياسة بايدن مهترئة بمعنى الكلمة، ويمكن القول إنه لم تبرز سياسة بعد للولايات المتحدة الامريكية تجاه مشكلة إيران يمكن ناقشتها والوقوف على ملامحها.
مشكلة إيران كذلك وزيادة نفوذها، مرتبطة ايضا بتواجد ميليشياتها في اليمن ولبنان وسوريا، وهو وضع مقلق عربيا ويهدد الأمن القومي العربي بشدة، بل لا نبالغ إذا قلنا أنه أدي إلى شروخ واضحة في جدار الأمن القومي العربي على مدى سنوات.
وبالمثل في ليبيا، فإذا كانت إدارة أوباما قد أسقطت ليبيا في الوحل 2011، وشاركت في جريمة تدمير الدولة وإسقاط نظام القذافي بعنف. وإذا كان ترامب بعده، قد تبني التجاهل التام للشأن الليبي، فإن "سياسة بايدن" بدون ملامح في ليبيا وغير واضحة وغير محددة المعالم، اللهم إلا إذا كانت تصريحات سفيرها "نورلاند" في التشديد على ضرورة إجراء الانتخابات في ليبيا وهو موقف غالبية دول العالم، أو التعبير بامتعاض عبر "الأفريكوم، القيادة الأمريكية في أفريقيا عن القلق من تزايد الوجود الروسي في ليبيا يحسب "سياسة".
الحقيقة، إنه رغم مرور 9 أشهر كاملة على تولي بايدن مهامه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية فإن سياسته الخارجية صفر. وعلاقاته العربية صفر والإنجاز الأمريكي على الصعيد العربي لإدارته صفر، ويبدو أن هناك خلل ما لدى "الوزير بلينكن" أو الأمن القومي الأمريكي.
في السياق ذاته، فإن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه ملفات عربية أخرى شائك،ة مثل فلسطين تبدو "ضحلة ومائعة" ولا وجود لها.
وبعد.. هذا المقال غرضه باختصار، البحث عن رؤية واضحة للسياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة العربية. فإما سياسة فعّالة تأخذ في حساباتها المصلحة العربية والرؤى الاستراتيجية المتوازنة، وإما "خروج تام" من المنطقة غير مأسوف على الولايات المتحدة الأمريكية، تاركة العرب وشأنهم وكل قضاياهم الساخنة وملفاتهم المشتعلة في العراق واليمن وسوريا وليبيا ولبنان وغيرها من الدول العربية.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط