الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من أبطال حرب أكتوبر.. الحاج نور بدوي شاهد على أسر عساف ياجوري فى سيناء

مجند نور بدوي شاهد
مجند نور بدوي شاهد علي اسر عساف ياجوري

في ذكرى الاحتفال بنصر أكتوبر المجيدة ٧٣ م يتذكر مجند نور الصادق بدوي  من أبناء عائلة بدوي التي تقطن مدينة العريش شمال سيناء،  فقد كان  جنديا مقاتلا في الفرقة الثانية بالجيش الثاني مدفعية في حرب أكتوبر المجيدة 1973م، وشهد  معركة الفردان التي تم فيها أسر قائد الجيش الاسرائيلي عساف ياجوري قائد اللواء 190 مدرعات.

يحكي الحاج نور بدوي .. ورغم عمره الثمانيني إلا أنه يتذكر الأحداث جيداً وكأنها ماثلة أمامه .. يقول وقتها أنه كان يجلس في تلك الأثناء يومه الكامل في مدرعته لا يُسمح له بمغادرتها منتظراً الأوامر العسكرية .

ويواصل حديثه: عبرت القوات المصرية كوبري الفردان في السادس من أكتوبر 1973 ودخلوا على بعد 5كم في العمق برفقة سلاح المهندسين الذي قام بتطهير المنطقة ونصبوا الكباري ومدوا خراطيم المياه لعمل ثغرة في الساتر الترابي الذي كان يبلغ ارتفاعه 22 مترا لعبور  المعدات الثقيلة وسلاح المشاة .

وقتها احتل الجيش المصري الخط الأول للمحتل بخط بارليف تلتها عملية انتقالية ثانية لاحتلال الخط الثاني للمحتل لتقوم المدفعية بعمل تغطية ليتحرك بعدها المشاه والمدرعات والدعم المقدم للجيش المصري .. وقد ظل التقدم بنجاح يومان دون أن تطلق قوات المحتل طلقة واحدة .

وفي لحظة مباغتة أثناء راحة واسترخاء افراد الجيش المصري، تم دخول قوات عساف ياجوري قائد كتيبة النسق الأول من لواء نيتكا ـ 190 مدرع للعدو المحتل بفرقتين عمليات بدبابات أمريكية حديثة ومتطورة ، لينسحب المشاة والمدرعات المصرية انسحاباً تكتيكياً في خطة ذكية لجذب العدو وايقاعه في كمين للانقضاض عليه من  المدفعية الثقيلة .

اندفعت قوات عساف ياجوري بقواته التي كانت تتراوح ما بين 75 : 100 دبابة ليقوم بعملية انتشار في جميع الاتجاهات لاختراق مواقع الجيش المصري الذي قام بالانسحاب تكتيكياً فى اتجاه كوبرى الفردان بغرض الوصول إلى خط القناة . 
وكلما تقدمت الدبابات الإسرائيلية ازداد أمل عساف ياجوري في الانتصار .

وجاءت الأوامر العسكرية للمدفعية الثقيلة المصرية ألا تتوقف عن الضرب المباشر بلا هوادة .. وقتها كان الجندي نور  بدوي -مثله مثل أي جندي محباً لوطنه- يرسل مدافعه دون هوادة وباستبسال واهباً روحه فداءاً لوطنه .. لم يكن يشغل باله شئ سوى أن ينتصر لوطنه ولكرامته وأن يهزم العدو.

يستكمل حديثه: فوجئت القوات الاسرائيلية بأنها وجدت نفسها داخل أرض قتال والنيران المصرية تفتح ضدها من ثلاث جهات فى وقت واحد .. وكانت المفاجأة الأقوى أن الدبابات المعادية كان يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران المدفعية المصرية والأسلحة المضادة للدبابات .

وقال إن الدبابات الإسرائيلية المتقدمة باندفاع شديد كانت  تتكون من 35 دبابة مدعمة بقيادة العقيد عساف ياجورى وهى إحدى الوحدات التى كانت تتقدم الهجوم فأصابه الذعر عندما أصيبت ودمرت له ثلاثون دبابة خلال معركة دامت نصف ساعة فى أرض القتال.

بدأت المعركة تزداد اشتعالا ودبابات المحتل تشتعل ليقفز جنود الاحتلال من دباباتهم ولم يكن أمام عساف ياجورى إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء فى إحدى الحفر لعدة دقائق ،في تلك اللحظة التي بدأ فيها المحتل يتهاوى تحت براثن المدفعية الثقيلة 

ثم عاد المشاه من الجيش المصري بعد انسحابهم التكتيكي ليقوموا بأسر الجنود الاسرائيليين في يوم الاثنين 8 أكتوبر ٧٣م.،  من بين هؤلاء الأسرى كان قائدهم العقيد عساف ياجوري الذي قامت قوات الجيش المصري بربطه بالدبابة حتى صباح اليوم التالي ليعلو صوته بلكنه عربية ركيكة قائلا :أنا الميجور عساف ياجوري أريد قائدكم ليتحدث معي .

أسعد ليلة 

كانت أسعد ليلة على القوات المصرية الذين جاءوا ليشاهدوا قائد العدو وهو مكبل في دبابة مصرية بينما وصل الخبر للجندي نور بدوي وهو رابض في مدفعيته ليبكي بكاءا مريراً فرحاً وابتهاجاً بهذا الصيد الثمين وهذا النصر  الذي لم يتحقق لولا الإرادة والعزيمة .. وقد ظلت الدبابة المدمرة التي كان يرتادها الأسير عساف ياجوري فى أرض المعركة ليشاهدها الجميع بعد الحرب .

في صباح اليوم التالي وتحديداً في يوم 9/10/1973 حضر العميد حسن أبو سعده لاستلام عساف ياجوري وحضرت سيارة حربية مصرية لنقله للبر الثاني من القناة بينما رفض عساف ياجوري الركوب ليأتي ضابط قوات خاصة ويحمله ثم يلقيه داخل السيارة ولتقوم القوات المصرية بإرسال 5 سيارات حربية محملة بأسرى يهود لرفع الروح المعنوية للجنود المصريين .. 

بعدها تم الإعلان عن أسر عساف ياجوري عبر الإذاعة المصرية ليصيب الإحباط الجيش المحتل .. ليتم عمل مفاوضات 101 تبادل أسرى وتم تسليم عساف ياجوري مقابل أسرى مصريين بعد أسرة مدة 46 يوما .

وقال  عساف ياجوري في صحيفة معاريف الاسرائيلية عن يوم أسره الذي أسماه الاثنين الأسود أن خيبة الأمل لا ينسى مرارتها وقال أنه عندما عاد من الأسر أذهله كم الخسائر التي مني بها الجيش الإسرائيلي .