الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رفعت الروح المعنوية للجنود

ماذا قال الشعراوي في محاضرة ألقاها على جنود حرب أكتوبر؟

الشيخ محمد الشعراوي
الشيخ محمد الشعراوي حرب أكتوبر

يحتفل المصريون بذكرى انتصار حرب أكتوبر المجيدة، والتي كان لعلماء الأزهر والشيوخ دور في حث الجنود على تحرير أرض الوطن، وكان لإمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، دور كبير في رفع الروح المعنوية للجنود في حرب أكتوبر 1973.

 

وجمعت لقاءاتٌ عديدة الشيخ محمد متولي الشعراوي، والجنود، على الجبهة في سيناء، حيث كان الشعراوي في حديث مع ضباط وجنود القوات المسلحة في إحدى لقاءات الإعداد النفسي والمعنوي لهم، نبه خلاله أن على الجيش دائمًا أن يجمع بين قوة العقيدة الإيمانية وقوة الإعداد العسكري شارحًا المعنى الحقيقي للجهاد وكيف يجاهد كل فرد من موقعه ومكانه.

 

في تسجيل نادر لمحاضرة ألقاها الشيخ محمد متولى الشعراوي إمام الدعاة، على قادة وجنود القوات المسلحة المصرية في ذكرى نصر أكتوبر 1973، توجه الشيخ محمد متولي الشعراوي إلى الحضور قائلًا: «أنا ومهمتي وأنتم ومهمتكم، نلتقي في أننا جميعًا جنود الحق أنا بالحرف وأنتم بالسيف، وأنا بالكتاب وأنتم بالكتائب، وأنا باللسان وأنتم بالسنان».

 

وأوضح الشيخ الشعراوي، أن الحق لا يصارع إلا باطلًا، والباطل يتمثل في أمرين، باطل يقوم على فهم خاطئ يملكه الدليل الخاطئ، وباطل يقوم على الجهل واللجاج والمكابرة، وعمدة الحق في القضاء على هذين اللونين أن يكون له لسان يقوم بالحق والبرهان، وذلك يقتنع به العقلاء، وأن يكون له سنان يقنع ذوي الجهل والطغيان».

 

وألمح إلى أن السلاح دائمًا يخدم الكلمة، وأن الإسلام انتشر بالكلمة وبقوة الكلمة، وأنه لا إكراه في الدين، لكن تأتي الجيوش والقوة والأسلحة لتحمي كلمة الحق والإسلام وتجعل حرية في الأديان، وتواجه من يمنع كلمة الحق وتقر الدين الحق، وتترك كل شخص يتدين بما يشاء، فيكون السيف في خدمة الحق.

 

وأشار إلى أن الدعوة لها علاقة بالجهاد ويشدد على أن كليهما في خدمة الآخر حيث يقول "حين ننظر إلى علاقة الحرف بالسيف أو علاقة الكتائب بالكتب أو علاقة اللسان بالسنان نجد أن أحدهما يكون في خدمة الآخر، وعلى ضوء الخادم منهما والمخدوم يتعين منطق الحق ومنطق الباطل فإذا كان السِنَانُ جاء ليحمي كلمةً فذلك حق ، وإذا كانت الكلمة جاءت لأن السِنانَ فرضها فذلك هو الباطل».

 

ونوه الشيخ الشعراوي، بأن السيف لم يَجِئْ في الإسلام ليفرض دينه وإنما جاء السيف في الإسلام ليحمي حق الفرد في حرية أن يتدين، ويقول الشيخ الشعراوي في ذلك «القوة الطغيانية التي تحول بين الناس وبين حرياتهم في أن يتدينوا يقف السيف أمامها لا ليفرض ذلك التدين ولكن ليمنع المؤثرات التي تؤثر على الفرد في حرية أن يتدين ولذلك كان الإسلام منطقيًا حين دخل فتحًا في كثير من البلاد فَوُجٍد قومٌ ظلوا على أديانهم».

 

وواصل: «لو أن مراد الإسلام بالسيف أن يُخْضِعَ لدينٍ لَمَا وُجِدَ واحدٌ غير مسلم في تلك البلاد ولكن وُجِدَ كل واحد على دينه، كما هو غاية ما في الأمر أنَّ الطغيان الذي كان يمنع الناس أنْ يختاروا دينهم بحرية وقف الإسلام أمام ذلك الطغيان ثم ترك بعد ذلك الناس أحرارًا إن قبلوا الإسلام طواعيةً فعلى الرحب والسعة وإنْ لم يقبلوه ظلوا علي دينهم كما هم؛ لأن الإسلام لا يريد مُكْرَهِين علي الدين؛ لأن تعاليم الدين تٌطلَبُ في الجلوة والخلوة وفي السر وفي العلن».
 

 

وأردف: أن الأصل الأصيل في الحفاظ على الأوطان هو الحفاظ على القيم الإيمانية، مؤكدًا أننا نغار على أوطاننا لا نغار على الأرض لأنها أرض، ولكن نغار عليها مخافة أن يستولي عليها مخافة من يفتننا في ديننا.

 

واستطرد:«الغيرة على القيم هي الأصل الأصيل في الإسلام، ولذا يجب ألا نغار على قيم إلا على قيم أنفسنا أولًا، فلا نعدل قيم الغير إلا إذا احترمتها أنا أولا»، لافتاً إلى أن الجهاد في سبيل الله لا يقتصر فقط على من اغتصب الوطن، وإنما المسألة تتعلق بالقيم ذاتها، فإذا ضاعت في الوطن ولا مغير عليه ولا مستعمر له، فحق علينا الجهاد حينها، لأن القيم قد انهارت.

 

 وشدد على أن الأصل في الجهاد هو حماية القيم، وحماية الأوطان تابعة لحماية القيم، «فإذا رأينا قيمًا قد انهارت ونحن في أرضنا وأوطاننا فهو أمر يتطلب الجهاد، ولكن جهاد الكلمة، وهو الإقناع بالمعروف والتنفير من المنكر».