الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف دخلت الملائكة على أهل الكهف ومعهم كلب؟ حقائق لا يعرفها الكثير

كيف دخلت الملائكة
كيف دخلت الملائكة على أهل الكهف ومعهم كلب؟

 

كيف دخلت الملائكة على أهل الكهف ومعهم كلب؟..سؤال ورد للشيخ عبد السلام عبد المنصف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.

كيف دخلت الملائكة على أهل الكهف ومعهم كلب؟..دائماً ما كان هناك حالة من الجدل حول تربية الكلاب، وأن الكلاب تمنع الملائكة من التواجد حيث تتواجد الكلاب، لذا جاء السؤال كيف دخلت الملائكة على أهل الكهف ومعهم كلب؟

 كيف دخلت الملائكة على أهل الكهف ومعهم كلب؟ 

جاء رد الشيخ عبد السلام عبد المنصف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية في تصريح له أنه ورد بالفعل عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث يقول إن الملائكة لا تدخل بييتاً فيه كلب أو صورة والمقصود بالصورة "التماثيل"، وفي رواية أخرى صورة تمثال، ولكي نجيب على هذا السؤال لابد من توضيح بعض الأسئلة كسؤال ماهي أنواع الملائكة؟ وما المقصود بالبيت؟

ومن أنواع الملائكة ملائكة حافظة مع الإنسان، وملائكة كاتبة كرقيب وعتيد، وهناك ملائكة الموت وهكذا، وبالتالي هناك أنواع عدة من الملائكة، بدليل أن هناك بعض الأشخاص التي يتوفاها الله سبحانه وتعالى وهم يربون كلب، فكيف يدخل الملك عزرائيل ويقبض روحه، لذا فالملائكة المقصودة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم هي ملائكة الاستغفار وملائكة البركة، إذاً ليس المقصود كل الملائكة.

وأكد الشيخ عبد السلام عبد المنصف أن هناك حديثاً آخراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يجوز شرعاً للمسلم أن يقتني كلباً إلا لحاجة كالصيد أو الحراسة أو حراسة الماشية أو أي وجه به انتفاع يجوز أني أصحب فيه كلباً، إذا يُستثنى من الحديث هذه الحالات فتدخل الملائكة البيوت التي يوحد بها الكلاب في هذه الحالات.

وفي حالة أهل الكهف قيل إن هذا الكلب هو كلب راعي الماشية وأتخذه لحاجة إذاً هو مستثنى من الحديث، وتدخل الملائكة في هذه الحالة. 

قصة أصحاب الكهف

أهل الكهف هم مجموعة من الفتيان لجأوا إلى كهفٍ خوفًا على أنفسهم من الفتنة في دينهم حين رأوا ما عليه قومهم من عبادة الأصنام والأوثان في يوم عيدٍ لهم، ففتح الله على بصيرة الفتيان، وأيقنوا في قرارة أنفسهم أنّ ما عليه قومهم باطلٌ، فتركوا ما عليه قومهم إلى توحيد الله عزّ وجلّ، ولجأوا إلى دعاء الله -تعالى- قائلين: «رَبَّنا آتِنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً وَهَيِّئ لَنا مِن أَمرِنا رَشَدًا» وناموا في الغار ثلاثمائة وتسع سنوات.

وتولّى الله تعالى حفظهم وكان يقلّبهم يمنةً ويسرةً؛ لئلا تأكل الأرض من أجسادهم، وكانوا في مكانٍ واسعٍ في الغار؛ ليصل الهواء إليهم فلا تبلى أجسادهم بانعدامه، وحين أفاقوا من نومهم كان قولهم: «قالَ قائِلٌ مِنهُم كَم لَبِثتُم قالوا لَبِثنا يَومًا أَو بَعضَ يَومٍ قالوا رَبُّكُم أَعلَمُ بِما لَبِثتُم فَابعَثوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُم هـذِهِ إِلَى المَدينَةِ فَليَنظُر أَيُّها أَزكى طَعامًا فَليَأتِكُم بِرِزقٍ مِنهُ وَليَتَلَطَّف» فلم يعلموا حقيقة أمرهم ولا الزمان الذي هم فيه، فبعثوا أحدهم بالدراهم التي كانت معهم لشراء بعض الطعام من المدينة التي كانوا فيها مع حرصه على ألّا يلفت نظر أحدٍ ممّن حوله؛ حتى لا يفتنوهم عن دينهم، لكن أراد الله -تعالى- بأن يعلم الناس بأمرهم لتقوم عليهم الحجة ويعلموا أن أمر الله حق.

 أمّا عدد الفتية فلا تتحقّق أي أهميةٍ بمعرفته، ولذلك قال سبحانه: «قُل رَبّي أَعلَمُ بِعِدَّتِهِم ما يَعلَمُهُم إِلّا قَليلٌ فَلا تُمارِ فيهِم إِلّا مِراءً ظاهِرًا وَلا تَستَفتِ فيهِم مِنهُم أَحَدًا».

ويتبيّن من قصة أصحاب الكهف الأثر الكبير الذي يعود على الدعوة من باب أمر الشباب بالمعروف ونهيهم عن المنكر، فهم عماد المجتمع، وقد فضّل الله تعالى أمّة محمدٍ وميّزها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ»، كما أنّ الشباب كانوا أكثر الناس استجابةً لدعوة الله تعالى ورسوله، ولذلك فقد نالوا الاهتمام الكبير من النبي -عليه الصلاة والسلام- والخلفاء الراشدين من بعده -رضي الله عنهم-، فحين جهّز أبو بكر -رضي الله عنه- جيش المسلمين بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- جعل الصحابي الشاب أسامة قائدًا للجيش رغم وجود عددٍ من كبار الصحابة.