الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفريق عبد المنعم واصل| حقق المفاجأة بـ 73.. وأذهل الإسرائيليين في عبور القناة

الفريق عبد المنعم
الفريق عبد المنعم واصل

سيناء، الأرض المقدسة، تلك الأرض التي تجلى عليها رب العزة وأقسم بها، مر الأنبياء عليها، وزادها الله قدسية على قدسيتها، فهي الأرض المباركة والبقعة الغالية على قلب كل مصري، كما أنها المفتاح لموقع مصر العبقري في قلب العالم بقاراته وحضاراته، وهي محور الاتصال بين آسيا وأفريقيا وبين الشرق والغرب.

لقد قُدر لمصر، بحكم موقعها الجغرافي ومكانتها، أن تُصبح قبلة العالم على مدار التاريخ، فمصر "المكان – والمكانة"، تتوسط العالم وتربط قاراته ببعضها البعض، ما جعلها محط أنظار الجميع، وأن من يسيطر على مصر، فقد سيطر على قلب العالم أجمع.

ونتيجة لموقعها الجغرافي، سعت العديد من الدول لاحتلال مصر، لتستغل موقعها، ولتتحكم في كل شيء، إلا أنها كانت عصية على الانكسار، قوية في الدفاع عن أرضها وترابها المقدس، وكان المدخل الرئيسي لأي مُحتل يريد أن يقوم باحتلال مصر، هي سيناء، الأرض التي ضحى من أجلها عشرات الآلاف على مدار التاريخ، وذلك لحمايتها وصونها من المخططات والمؤامرات، التي تحاك ضدها بصفة مستمرة.

والمعروف عن سيناء أنها البوابة الشرقية لمصر، وحصن الدفاع الأول عن أمنها وترابها الوطني، وهي البيئة الثرية بكل مقومات الجمال والطبيعة والحياة، فهي التاريخ العريق الذي سطرته بطولات المصريين وتضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض.

واليوم، تمر علينا الذكرى الثامنة والأربعون على نصر السادس من أكتوبر عام 1973، ذلك النصر الذي قاتل المصريون من أجله ودفعوا أثمانًا غاليةً من دمائهم الطاهرة، ليستردوا جزءًا غاليًا وعزيزًا من أرض الوطن الذي أقسمنا على حمايته وصون ترابه وحدوده مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات.

إن حرب أكتوبر المجيدة لم تكن مجرد معركةٍ عسكريةٍ خاضتها مصر وحققت فيها أعظم انتصاراتها، وإنما كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشعب المصري على تحويل الحلم إلى حقيقةٍ، بل لم تقتصر آثارها على المدة الزمنية للحرب، وإنما امتدت لتنشر أشعة الأمل في كل ربوع مصر.

فلقد حقق جيل أكتوبر العظيم، النصر، ورفع راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ، حين عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة، في السادس من أكتوبر عام 1973، إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، لاستعادة أغلى بقعة في الوطن، وهي سيناء، واستعاد المصريون الأرض، واستعادوا معها كرامتهم واحترام للعالم، حيث تعد حرب أكتوبر المجيدة، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة فقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحا لنصر مبين.

فلقد علّمنا نصر أكتوبر العظيم أن الأمة المصرية قادرةٌ دومًا على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين، تعلمنا أيضًا أن الحق الذي يستند إلى القوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأن الشعب المصري لا يفرط في أرضه وقادرٌ على حمايتها.

وفي إطار الاحتفالات بنصر السادس من أكتوبر، ينشر "صدى البلد"، بطولات القادة الذين شاركوا في حرب التحرير، وكان اللواء أركان حرب عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني والذي شارك في حرب السادس من أكتوبر.

نشأة الفريق عبد المنعم واصل

الفريق عبد المنعم واصل هو من مواليد عام 1927، التحق بكلية التجارة جامعة القاهرة، ثم التحق بالكلية الحربية عام 1940، حيث شارك في الحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين وحرب 56 وحرب يونيو 67 ونصر أكتوبر 73.

تدرجه الوظيفي

في عام 1956 كان الفريق عبد المنعم واصل قائدا لتشكيل مدرع، كما قاد اللواء 14 مدرع في حرب 1967، وفي عام 1973 عين مساعدا لوزير الحربية ثم قائدا للجيش الثالث الميداني في نصر أكتوبر 73، كما حصل على العديد من الدورات فى الاتحاد السوفيتي وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية .

نصر أكتوبر

كان الفريق عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني في حرب أكتوبر، ينفذ مشروع فيما يعرف عسكريا "بمشروع الربيع"، وأصبح المشروع من مجرد تدريب إلي إلى حرب حقيقية، فتم تجهيز القوارب التى كانت ستستخدمفي عملية العبور وتم دفعها إلى الساتر الترابى .

وفي يوم 6 أكتوبر، هاتفه المشير الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة إبان حرب أكتوبر، وطلب منه أن يرسل إليه ضابط برتبة كبيرة لاستلام مظروف سرى ومختوم بالختم الأحمر، وبالفعل ذهب الضابط ورجع إلي قيادة الجيش ومعه المظروف الذي كان فيه موعد الحرب، بعدها، قام الفريق واصل بإحضار قادة الجيش والفرق لإبلاغهم بالموعد.

وأثناء عبور القوات الرئيسية لقناة السويس واجهت صعوبات كبيرة فى إنشاء كبارى الجيش الثالث الميدانى، إلا أن الفريق عبد المنعم واصل كان يشجع رجال المهندسين العسكريين وحثهم على سرعة الانتهاء وقد أقيمت جميع الكبارى وعبرت جميع القوات.

الأوسمة

وسامة الجمهورية من الطبقة الأولى كذلك وسام نجمة الشرف العسكرية

وفاته

فى السابع عشر من شهر مايو عام 2002 توفي الفريق عبد المنعم واصل، وشيع في جنازة عسكرية من مسجد القوات المسلحة "آل رشدان" بمدينة نصر.