ذكرى استشهاد اللواء أحمد حمدي|كيف جسدت ابتكاراته عبقرية الهندسة المصرية بحرب أكتوبر؟

تحل علينا اليوم الخميس، ذكرى استشهاد اللواء المهندس أحمد حمدي، في 14 أكتوبر عام 1973، خلال مشاركته في إعادة إنشاء كوبري عبور القوات على قناة السويس، لتطوير الهجوم وتدعيم المعركة، في نطاق الجيش الثالث الميداني، وكانت عملية  إصلاح الكوبري تتم تحت قصف العدو الجوي المستمر، وقبل الانتهاء من الإصلاحات، أصيب الشهيد البطل أحمد حمدي بشظية متطايرة وهو بين جنوده، وكانت الإصابة الوحيدة في عملية القصف.

بهذه المناسبة يستعرض "صدى البلد"، أبرز المعلومات والتفاصيل عن حياة القائد أحمد  حمدي العسكرية والتي زخرت بالبطولات والأمجاد، خلال في عصيبة من تاريخ مصر.

مسيرته التعليمية والعسكرية

ولد البطل اللواء مهندس أحمد حمدي، 20 مايو عام 1929، وتخرج في كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الميكانيكا، وفي عام 1951 التحق بالقوات الجوية المصرية، وبعد 3 سنوات، انتقل إلى سلاح المهندسين العسكريين، في عام 1954 حصل على دورة القادة والأركان في أكاديمية فرونز العسكرية العليا بالاتحاد السوفيتي بدرجة امتياز.

اللواء محمد زكي الألفي يتحدث عن ملحمة الدفرسوار ..ويكشف: إسرائيل سحبت خسائرها خوفا من الفضيحة

عبر القناة بذراع واحدة|البطل إسماعيل جاب الله: فتحنا ثغرات بالساتر الترابي تحت القصف

إنجازات لا تحصى للبطل 

يعتبر اللواء الشهيد أحمد حمدي صاحب بطولات وإنجازات كبيرة في تاريخ العسكرية المصري، فمنذ العدوان الثلاثي على مصر والذي قامت به كل من إنجلترا وفرنسا وإسرائيل ضد مصر، ونجح البطل الشهيد أحمد حمدي، في إبطال مفعول العديد من الألغام، ولذلك أطلق عليه "صاحب اليد النقية"، كما قام بتفجير كوبري الفردان حتى لا تتمكن القوات الإسرائيلية من العبور فوقه.

أنشئ العديد من نقاط المراقبة على أبراج حديدية على الشاطئ الغربي للقناة بين الأشجار لمراقبة تحركات الإسرائيلين، حيث لم يكن هناك سواتر ترابية أو أي وسيلة للمراقبة، واختار موقع الأبراج بنفسه.

تطوير كباري العبور

في عام 1971 كلف لإعداد وتشكيل لواء كباري جديد كامل، والذي تم تخصيصه لعبور الجيش الثالث الميداني، وساهم في تطوير الكباري الروسية الصنع لتلائم ظروف قناة السويس، ونجح في تقصير مدة تركيب الكباري لتصبح 6 ساعات بدلا من 74 ساعة، بجانب إسهاماته في إيجاد حل لإزالة الساتر الترابي، فقد قام بإجراء تجارب ميدانية على سواتر ترابية أقيمت للتدريب.

حرب أكتوبر المجيدة

عندما أوشكت الحرب على البدء يوم 6 أكتوبر، طلب الإذن من قيادته التحرك إلى الخطوط الأمامية ليشارك جنوده لحظات العمل في تركيب الكباري، وتحرك بالفعل إلى القناة واستمر وسط جنوده طوال الليل بلا نوم ولا طعام ولا راحة، متنقلا بين المعابر حتى اطمأن قلبه الى بدء تشغيل معظم الكباري.

استشهاد البطل أحمد حمدي

كان اللواء الشهيد أحمد حمدي، نائب قائد سلاح المهندسين العسكريين وقتها، يساهم في تركيب المعابر مع جنوده، وعندما أصيب أحد كباري العبور بإصابات جسيمة، في قطاع الجيش الثالث، اتجه الشهيد أحمد حمدي، مع جنوده لإصلاح الكوبري، وظل يباشر العمل فوق الكوبري المعطل، حتى تكرر القصف للمرة الثالثة وسقطت دانة ثقيلة على الكوبري فأصابته شظية، واستشهد في وقتها وسط جنوده في 14 أكتوبر عام 1973.

تكريمات البطل أحمد حمدي

كرمت مصر ابنها البار الشهيد أحمد أحمد، ومنحته وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى، واختير يوم استشهاده ليكون يوم المهندس وعيد المهندسين، وأطلق الرئيس محمد أنور السادات اسمه على النفق الذي يعبر تحت قناة السويس ويربط سيناء بباقي أرض مصر، كما وأطلق اسمه على إحدى دفعات الكلية الحربية.