الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: العقائد في الإسلام «8»

صدى البلد

 عزيزي القارئ مازال حديثنا عن العقائد في الإسلام  . وكنا قد تحدثنا في المقال السابق عند الإيمان بالملائكة وتعريفهم ووظائفهم وتوقفنا عند إخبار الحق عز وجل لهم بخلق الإنسان وإستخلافه في الأرض .وهذا ما سوف نتحدث عنه في هذا المقال . . عندما أراد الله تعالى خلق الإنسان أخبر سبحانه وتعالى الملائكة بقوله تعالى  ( إني جاعل في الأرض خليفة ) .ولا شك أن لهذا الإخبار دلالات وفيه إشارات تستوجب الوقوف عندها لكي نعرف مدى عظم قدر الإنسان  ومنزلته عند ربه تعالى وسمو مكانته بين المخلوقات . .أولا :  من المعلوم أن الله تعالى خلق ما خلق من عوالم وكائنات  تحمل من مظاهر طلاقة القدرة الإلهية والإبداع الإلهي دون سابقة إخبار وخص الإنسان بالإخبار عنه من قبل خلقه هنا نستشف أن للإنسان خصوصية فريدة ومكانة متفردة عند خالقه عز وجل وخاصة أنه محور الكون والوجود والحياة وهو المعنى من الله دون سائر المخلوقات وهو مراده من بين خلقه . وهو أكرم الكائنات وأشرف المخلوقات . يقول سبحانه ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) . هذا ولقد كان هذا الإخبار بمثابة تأهيل وتجهيز الملائكة السجود للإنسان بعد نفخ الروح فيه وبعد أن تدب فيه الحياة .. يقول عز وجل  ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين )  ولا شك أن هذا السجود من أعظم مظاهر التكريم الإلهي للإنسان وهو سجود تكريم  وتعظيم للإنسان وأمتثالا للأمر الإلهي وليس بسجود عبادة إذ أن سجود العبادة لا يكون لأحد غير الله تعالى . هذا وقد أجمع العارفين بالله  على أن سجود الملائكة لأبو البشر سيدنا آدم عليه السلام.  كان سجودا للنفخة النورانية الروحية المنسوبة لله عز وجل  والتي هي في الحقيقة نور الذات المحمدية  .ذلك النور الأسبق الذي أودع الله تعالى فيه سر الحياة والوجود وهو المشار إليه بقوله تعالى  ( وأعلموا أن فيكم رسول الله ) .وقوله عز وجل  (  يا أيها الذين آمنوا قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ) . فالنور هو نور الذات المحمدية والكتاب هو القرآن الكريم.. وللعارفين بالله تعالى حجتهم في ذلك وهي أن الله تعالى لا يسري ولا يحل في شئ سبحانه وتعالى ..  نعود إلى ما كان بين الله والملائكة عند الإخبار بخلق الإنسان . بعدما أخبر الله تعالى بخلق الإنسان  ( إني جاعل في الأرض خليفة ) قالوا : ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك .قال إني أعلم ما لا تعلمون ) .هنا نطرح سؤال وهو من اين جاء للملائكة  أن البشر سوف يفسدون في الأرض ويسفك بعضهم دماء بعض ؟ . هل إطلعت  الملائكة على اللوح المحفوظ الذي سطرت فيه يد القدرة الإلهية مقادير الخلق والعباد ؟ .أم هل أخذت الملائكة بالقياس بحال الجن الذين سكنوا الأرض قبل الإنسان بخمسمائة سنة وكان حالهم الإفساد في الأرض والإقتتال فيما بينهم ؟ . أم اخذتهم الغيرة على الله تعالى في أن يعصاه أحد من خلقه ؟  أعتقد ان كل هذه الإحتمالات واردة . عزيزي القارئ نستكمل الحوار في المقال  التالي بمشيئة الله تعالى..