الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى توليه الحكم .. أول قرار اتخذه السادات بعد رئاسته لمصر

السادات
السادات

51 عاما مرت اليوم على تولي الرئيس الراحل محمد أنور السادات حكم مصر بشكل رسمي، ليصبح الرئيس الثالث لجمهورية مصر العربية، الذي كان ذا شخصية سياسية لن تتكرر، وتمتع بذكاء ودبلوماسية شديدين عُرف بهما طوال مسيرته، إلى جانب صفة الحزم التي كانت غالبة ومسيطرة على شخصيته.

كان السادات يشغل منصب نائب الرئيس أثناء حكم الرئيس جمال عبد الناصر، وبعد وفاته في 28 سبتمبر 1970 حل محلهِ السادات رئيسًا للجمهورية، وبعد أيام من تولي السادات الحكم بصفته نائب الرئيس، تم إجراء انتخابات رئاسية واستفتاء في 15 أكتوبر عام 1970  وفاز السادات بأغلبية ساحقة ، وتسلم السادات الحكم  في 17 أكتوبر 1970.

كلمات من ذهب سطّرها التاريخ لـ محمد أنور السادات بعد أن أصبح رئيسًا لمصر بشكل رسمي، فقال للشعب المصري في أول بيان له أمام مجلس الأمة :"إننى أعدكم أنني سأكون للجميع.. للذين قالوا نعم والذين قالوا لا، إن الوطن للجميع، والمسئول فيه مؤتمن على الكل بغير استثناء، لقد شرفني أن يقول أكثر من ستة ملايين رأيهم بنعم .. واعتبرت ذلك حسن ظن مسبق أعتز به، وأرجو الله أن يمنحنى القدرة على أن أكون أهلاَ له وجديرًا به، و لقد شرفني في نفس الوقت أن يقول أكثر من سبعمائة ألف رأيهم بلا، ولم أعتبر ذلك رفضًا، وإنما أعتبره حكما مؤجلاً .. وأرجو الله أن يمنحني القدرة على أن أصل بالأمانة إلى حيث يجب أن تصل الأمانة .. وأن يجئ الحكم المؤجل بقبول حسن، ورضا من الناس والله في نهاية المطاف ضد كل قوى الظلم والعدوان" .

أول قرارات السادات بعد الحكم

بعد أن أصبح السادات رئيسًا لمصر، اتخذ عدة قرارات للتخفيف عن المواطنين، كان من بينها تخففيض  ثمن بعض السلع ذات الاستهلاك المرتفع، ثم توجه بعد ذلك بالاهتمام بوسائل النقل والمواصلات، وبعد شهرين من توليه الحكم أصدر قرارًا بتصفية الحراسات واستقبل القرار بحماس شديد، كما اتخذ خطوة نالت إعجابًا واستحسانًا من المثقفين وهي رفع الرقابة عن الكتب الواردة من الخارج. 

 وامتدت خطوات السادات على الصعيد الثقافي لتشمل إطلاق سراح المثقفين من ذوي الميول اليسارية؛ ومنهم على سبيل المثال الصحفي الماركسي لطفي الخولي. 

حل أزمة الكهرباء

 وفي بداية فترة حكمه أيضا، كان الظلام يخيم ليلاً على أغلب قرى وادي النيل وهو ما يسترعى انتباه المارين بالريف المصري؛ حيث لم تكن الكهرباء قد انتشرت فيه بعد، وبعد مرور عشر سنوات على حكم السادات، كانت الأنوار الكثيرة المنتشرة في هذا الريف تدل على مدى التقدم الذي تحقق في هذا المجال، وسيظل مشروع إدخال الكهرباء إلى القرى المصرية- الذي تم بمساعدة فنية من الاتحاد السوفيتي أحد الإنجازات الكبرى التي تضاف لرصيد السادات، وعلى الرغم من عدم انتشار الكهرباء خلال تلك الفترة في كل القري فإن الطاقة الكهربائية كانت موجودة في كل مكان على أهبة الاستعداد دائما لتشغيل مضخات الري وإنارة كافة المنازل.

السادات بطل الحرب والسلام

اشتهر السادات بجرأته وحنكته ودهائه السياسي، وهو ما ظهر بوضوح في قضائه على خصومه السياسيين فيما عرف بثورة التصحيح، وعمل السادات على التحضير لاسترجاع شبه جزيرة سيناء من قبضة إسرائيل إثر النكسة في حرب 1967 حيث تمكن بإدارته من هزيمتها بعد ثلاث سنوات من بداية حكمه في حرب أكتوبر 1973.

حصل السادات عام 1978 على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن، إثر توقيع معاهدة السلام في كامب ديفيد، وهو ما تسبب في ردود فعل معارضة داخل مصر والدول العربية، ما أدى إلى اغتياله في يوم 6 أكتوبر 1981 أثناء عرض عسكري احتفالًا بانتصارات حرب أكتوبر.

وقرر الكونجرس الأمريكي عام 2018 منح السادات ميدالية الكونجرس الذهبية بمئوية ولادته، اعترافا بإنجازاته وإسهاماته من أجل السلام في الشرق الأوسط، واعتمد هذا القرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.