الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا يقسو فنانو مصر على "ريش" الفائز بجائزة نقاد "كان"؟

صدى البلد

كان ياما كان، في مهرجان كان، عُرض فيلم بعنوان "ريش" للمخرج عمر الزهيري، واستقبله النقاد في مهرجان "كان" بحفاوة بالغة، غير أن عرضه الأول في مهرجان "الجونة" لم يحظى بنفس القدر من الاحتفاء، فقد انقسم حوله النقاد والجمهور، بشكل حاد، ما بين إشادات كبيرة ترى أنه يقدم صورة مغايرة للسينما المعتادة، وهجوم قاسٍ وصل إلى أن يتهمه البعض بتقديم صورة غير حقيقية عن مصر، بينما كان موقف كثير من الفنانين واضحا بخروجهم من قاعة العرض مع منتصف الفيلم تقريبا، ومن هؤلاء المخرجة إيناس الدغيدي، والفنانين يسرا، وأشرف عبدالباقي، وشريف منير، وأحمد رزق.
 

 

فنانو مصر يزايدون على رؤية مخرج "ريش"

شارك فيلم ريش في مسابقة أسبوع النقاد الدولي بمهرجان كان الماضي، وحصل على الجائزة الكبرى لنسختها الـ60، وقوبل الفيلم بحفاوة كبيرة، لكونه يقدم رؤية مغايرة للسينما المصرية، إلا أن الفنانين المصريين الذين يرددون دائما شعارات "لا للحجر على الإبداع" ذبحوا مخرج الفيلم "عمر الزهيري - 33 عاما" في عرضه الأول قبل أن يكملوا مشاهدته كاملا.

الفيلم الذي اشترك في كتابته إلى جانب المخرج السيناريست أحمد عامر، يقدم قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذى لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه، ذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل فى إعادة الزوج، الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثا عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة، وخلال هذه الأيام الصعبة تمر الزوجة بتغير قاسٍ وعبثي.

"ريش" إنتاج محمد حفظي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وشارك في بطولته دميانة نصار، سامي بسيون، محمد عبد الهادي، فادي مينا، ابوسفين نبيل، نعيم عبد الملك، محمد صدقي، يوستينا سمير، ناصر  جلال، عبدالله، سامية، سيناريو واخراج عمر الزهيري.

 


اعتراض غير مبرر على رؤية إبداعية مختلفة

شهد عرض الفيلم، مغادرة الفنانيين، بعد نحو ساعة من عرض الفيلم، وكان أول المغادرين الفنان شريف منير، الذى ظهر غاضبا للغاية، وتبعه الفنان أحمد رزق، ومن خلفه الفنان أشرف عبد الباقي، كما غادر قاعة العرض المخرج عمر عبدالعزيز، وكانت وجهة نظرهم أن الفيلم يحوي مشاهد لا تظهر الصورة الحقيقية لمصر، على الرغم من إصدار مهرجان القاهرة السينمائي، بيانا في وقت سابق، هنأ فيه صناع الفيلم، جاء فيه "يهنئ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي المخرج عمر الزهيري لحصول فيلمه "ريش" على الجائزة الكبرى في مسابقة أسبوع النقاد في الدورة 74 لمهرجان كان السينمائي، ولتحقيقه إنجازا كبيرا للسينما المصرية، إذ يعد هو أول فيلم مصري  يفوز بهذه الجائزة".
 

 

المخرج أمير رمسيس: جديد تماما على السينما المصرية

قال المخرج أمير رمسيس، المدير الفني لمهرجان الجونة، عقب فوز فيلم "ريش"،  على جائزتين من مهرجان كان: "عند معرفتي بحصول الفيلم المصري علي جائزتين في مهرجان كان، كنت سعيد جدا"، مؤكدا أن سعادته بالفيلم لا توصف، خاصة أنه فيلم إيجابي جدا.

واضاف رمسيس، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "مساء دى ام سى"، أن فيلم "ريش" من اكثر الأفلام المصرية من حيث الشكل والأسلوب، وهو عبارة عن تجربة جديدة وناضجة، لافتا إلى أن أسلوب الفيلم هو الذى رشحه للحصول علي جائزتين من لجنتين مختلفتين، حيث يُقدم بأسلوب الكوميديا "العدمية"، منوها إلى ان الفيلم لم يعرض شبية له قبل ذلك في السينما المصرية، واستغرق سنوات كثيرة علي مستوي التنفيذ، ويطرح تساؤلات اكثر مما هو يقدم رسالة.

 

شريف منير وايناس الدغيدي والكيل بمكيالين

الفنان شريف منير الذى كان أول المنسحبين من عرض الفيلم، بعد نصف ساعة فقط من بدء عرضه، قال: إن الفيلم "مسىء لمصر، متسائلا: "لماذا يتم استعراض العشوائيات بشكل غريب في الفيلم، وسبب تصدير هذا الشكل من الفن، خاصة أنه يعرض صورة للعشوائيات غير متعارف عليها"، مشددا على أن موعد عرض الفيلم غير مناسب لاستعراضه صورة العشوائيات في وقت نجحت الدولة المصرية في القضاء عليها، ولم يعد لها وجود، فيما أكد آخرون أن صناع الفيلم تعمدوا الإساءة للمجتمع المصرى، وإظهاره بصورة مغايرة للواقع، وتناسى الجميع أنهم كان لديهم رغبة عارمة في العمل مع الراحل العظيم يوسف شاهين، الذي كان يقدم أفلاما تسبق جيله وما تلاهم من مخرجين، رغم الانتقادات الحادة لأفلام شاهين الذي كان مصمما على استكمال رؤيته الإبداعية.

أما المخرجة إيناس الدغيدي، التي قالت أيضا أن الفيلم يسيئ لمصر وهي التي قدمت المثلية الجنسية على الشاشة، وغيرها من الأفلام التي وصفها النقاد بالمبتذلة، وتسيئ للفن وجموع الفنانين.

في المقابل، قال المنتج والسيناريست المصري، محمد حفظي: إن المجتمع المصري يضم كل الطبقات، نافيا أن تكون مشاهد الفقر في الفيلم مسيئة لمصر.

 

مخرج الفيلم يدافع عن إبداعه

عمر الزهيري

من جانبه، قال المخرج عمر الزهيري: علمت بانتقادات بعض الحضور للفيلم، ولكني أقدم السينما التي أقتنع بها وتطرح أفكاري، وأمر طبيعي أن يكون هناك اختلاف في الرأي حول الفيلم، وحينما وصلت لمهرجان كان لم أكن أعرف ما سيحدث بعدها، موضحا أن دور السينما والفن طرح الأسئلة وترك الإجابة للجمهور، وهو ما يخلق الاختلافات، لذلك النهاية المفتوحة كانت مقصودة، فأنا تخيلت كل مشهد بالعمل قبل أن أبدأ في تصويره.

وعن الصعوبات التي واجهها الفيلم، قال: كان عليَّ أن أجد كل يوم مفاجأة في العمل أبني عليها مشهدا، وكنت أخشي أن أفقد هذه التفاصيل، وهذا كان مصدر قلقي حتى انتهى العمل، وأنا أملك خبرة تقنية كبيرة من خلال عملي في مجال الإعلانات، وكمساعد مخرج قبل أن أقدم تجربة ريش.

وأضاف الزهيري: أحب السينما منذ صغري والعمل الجيد يجب أن يراه الجميع، وفيلمي ليس أول عمل يخلق ارتباك بين المشاهدين، وهو أمر حدث للعديد من المخرجين الكبار، وإذا شاهدت النقد الأجنبي عن الفيلم سنجده إيجابي، والفيلم سنطرحه تجاريا في شهر ديسمبر المقبل.
وعن اختياره وجوه جديدة، استكمل حديثه قائلا: أنا أردت أشخاصا طبيعيين، وكنت أتخيل كل مشهد يقفون فيه، وقمت بتصوير الفيلم في القاهرة، مشددا على تأثره بالمخرج خيري بشارة، خاصة انه الأكثر حرية في أفلامه ولم يحرج منها - على حد وصفه - قائلا: أنا أحبه، كذلك يسري نصر الله له فضل كبير علي، فقد تعلمت منه الصناعة، فهو يؤمن بما يقدمه وشجعني لأكمل مسيرتي في الإخراج.