الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

توشريت ملحمة عسكرية تجسد هزيمة 67 وانتصار6 أكتوبر على مسرح معهد الفنون

أبطال مسرحية توشريت
أبطال مسرحية توشريت

« توشريت » .. ملحمة عسكرية تضم عددا من الفنانين الشباب، وتروي كواليس هزيمة 1967 والحالة الاجتماعية التي كانت تواكب هذه الحقبة، لتكشف الغطاء عن شرور جماعة الإخوان الإرهابية، وشماتتهم في هزيمة الجيش، وطريقة تبريرهم لهذا الأمر كرها في الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وتحالفهم مع أحد أصحاب رؤوس الأموال الفاسدة الذي يدير كباريه باب خلفي لممارسة أعماله المشبوهة من استغلال الفتيات بطرق بشعة لإرضاء زبائنه لتخليص مصالح من تجارة آثار ومخدرات، متعاونا مع الجماعة الإرهابية في عمليات بيع السلاح والآثار.

 بينما في جانب آخر كان يتعافى محاربو الجيش المصري آنذاك من آثار الهزيمة ومجابهة الخلل الاجتماعي الذي كان يعيشه العوام آنذاك، ليستعيد بعد ذلك الجيش ثقته، وينتصر على العدو الإسرائيلي.

وتحكي مسرحية توشريت عن السواد الأعظم لجماعة الإخوان، ومن كانوا يتاجرون بالشعارات الناصرية لتمرير مصالحهم الفاسدة، لينتهي الأمر بكشف القناع عن هؤلاء المفسدين، وتنقلب عليهم أعمالهم بعد فترة النكسة تتوج هذه النهاية بانتصار الجيش المصري وعبوره للقناة في عصر الرئيس السادات .

وتوشريت تعنى سيناء باللغة الهيروغليفية القديمة .

المؤلف

ويحكي مؤلف المسرحية "مينا بيباوي" لموقع "صدى البلد" أن هدفه من تلك القصة هو شرح حالة المجتمع بعد 67، والأسباب الاجتماعية التي أدت إلى النكسة، ومن استغلها من أصحاب رؤوس الأموال الفاسدة.

وكشف عن مدى كره الإخوان الوطن عبر الشماتة في هزيمة الجيش نكاية في الزعيم جمال عبد الناصر بعد أن زج بأغلب قيادات الإخوان في السجون بسبب عملياتهم الإرهابية لهدم الوطن، والوصول إلى الحكم، لافتا إلى أنه لا ينتقد نهائيا الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بينما كان يحاول تجسيد السواد الأعظم لجماعة الإخوان وأصحاب المصالح الفاسدة الذين ظهروا بعد نكسة 67.

المخرج وكواليس المسرحية

كشف المخرج "خالد شكري"، عن كواليس مسرحية توشريت  قائلاً: «تم كتابة العرض فى شهر يوليو الماضي، كنا نريد أن نقدم العرض في احتفالات أكتوبر، ولكن حدثت ظروف إلى أن تم تأجيله ثم جاء المهرجان العربي وتم عرضه وأخذ دورته فى الدخول للمشاهدة والعروض.

وقال مخرج العمل إنه لا يوجد  عمل فنى يخلو من الصعاب، ومنها الظروف المحيطة من التجميع والبروفات وعدد الساعات والسيطرة على العدد كله، والتنقل من مكان لمكان، وعمل الموسيقي الخاصة بالعرض، والأزياء الخاصة بفترة السبعينات وملابس الجيش أيضًا فى هذه الفترة.

اختيار الممثلين

وعن اختيار الممثلين قال المخرج خالد شكري، «أول ما قرأت الاسكريبت فكرت فى أقرب ناس  للدور، واختياري للممثلين جاء بعدما شاهدتهم أكثر من مرة في أكثر من عمل، ثم بدأت في اختيارهم وتوزيعهم على الأدوار الرئيسية أولاً ثم الثانوية، وكان أمرا صعبا السيطرة على كل هذا العدد سواء فى المسرح أو البروفة.

وأوضح «لم أكن أعرف "محمد وديع"، ولا أعرف أنه غنى «قالوا ايه»، ولكن سمعت من زميل معانا فى المعهد أنه كان «ضابط» فى الجيش، ففكرة اختياره نفسها كنت متخوف منها من البداية لأنه لسة في بداية دراسته فى المعهد، إلا أنه بعدما أدى أول بروفة، اكتشفت أن لديه موهبة غير عادية فى التمثيل والفن على الجانب الإنساني والفني محترم، وبدأ الموضوع يأخذ شكل آخر أنه مبقاش ممثل فقط، ولكنه كان يشكل الاستشارات والتدريبات العسكرية، ومن غيره العرض كان هينقصه الكثير، ومبسوط أنه كان معانا فى التجربة».

وتابع «بفكر أن يكون هناك أعمال أخرى وطنية، لأنى لما بتفرج على حاجة وطنية بحس أنها تبث في روح الوطنية، وعاوز أعمل حاجة حلوة للبلد، وفكرة أن يكون هناك أعمال مسرحية ودرامية تحكي عن أبطال وشهداء عشان الناس تعرف مين هما» .

واختتم حديثه «بنعمل على مشروع جديد بعنوان "السيرة" ممكن يكون فيه أكتر من جزء يتكلم عن بطل من أبطال معيننين».

بطل المسرحية

أعرب كريم ارديانو، بطل العمل المسرحي توشريت عن سعادته باختياره من المخرج "خالد شكري" أن يكون بطل مسرحية "توشريت"، قائلاً: "الثقة بيننا متبادلة".

وتحدث «ارديانو»، فى تصريح خاص لـ"صدى البلد"، عن كواليس مسرحية توشريت، قائلاً: «من أمتع الكواليس، لأننا كنا بنعمل حاجة صعوبتها شوية "كليشية" عن الوطن ومصر والحروب».

أما عن تعامله مع «محمد وديع» أكد: «من أجدع الشخصيات اللى قابلتهم فى حياتي، وبيساعد كل الناس، وهو من مكاسب الحياة ».

ولعب الفنان " كريم" دور الضابط يحيى الذي كان أحد ضحايا النكسة، والذي أُسر لسنوات ليعود بعد ذلك إلى وطنه وهو محبط إثر شعوره بعار النكسة وفقدانه زملائه الشهداء، بجانب ذلك سعيه في إيجاد أخيه الذي ترك منزل أسرته لسنوات بعد أن ضل طريقه مع الإخوان، ويتضح في النهاية  بأن الشيخ "فاضل" هو شقيق يحيى والذي تزوج من خطبته دون أن يعلم أنها خطيبة شقيقه الضابط من الأساس،  ليتمكن في النهاية الضابط يحيى من استجماع قوته وإنقاذ حبيبته ويعود إلى جبهة القتال لينال النصر في ٧٣ بعد هزيمة العدو الإسرائيلي. 

الشهيد صبري


يحكي "محمد وديع" أحد أبطال المسرحية المقامة بالمعهد العالي للفنون المسرحية في تصريح خاص لـ "صدى البلد "تفاصيل مشاركته فى توشريت قائلاً: " دوري عن بطل من أبطال نكسة 67 والذي لقى استشهاده خلال العدوان الغادر، هى فترة انا معشتهاش، ولكن دائما لدي مشكلة وهي ان أبطال النكسة مظلومين، والمسرح والسينما بيجيبوا من التاريخ لإن نتيجة الحرب هزيمة، ولإن أبطال الصاعقة يعلمون ببطولات غير عادية لشهداء 67 ولكن لما تيجي هزيمة فمحدش هيبرز بطولاتهم إذن فهو جيل اتظلم". 

وتابع وديع «أول ما تخرجت من الحربية وذهبت للصاعقة كانت تراودني فكرة "ليه ماكونش من جيل حرب أكتوبر، وأحس إحساس أن فينا شهداء وأبطال إلى أن استشهد معظم زملائي شعرت حينها أنه إحساس قاسي جداً، وفكرة انك تتقمص روح شهيد كانت بعيدة جداً، إلا إني حاولت أن استحضر جميع زملائي الشهداء لأجسد شخصياتهم وبطولاتهم، فهى تجربة بالنسبة لي أفضل لأني ما أقدمه اليوم هو زمن أبطال 67 زمن الناس اللى اتظلمت، واقدم للكل أحساس الأبطال وقتها، كذلك قبل العرض بأتي بصور تجمعني مع زملائي الأبطال واتذكر ذكرياتنا مع بعض وهذا كافي جداً انك تعيش الحالة».

وواصل وديع حديثه: فرصة أنى أقدم فى عرض مسرحي عن " توشريت " منحها لي المخرج خالد شكري، رغم أنه لم يراني أمثل من قبل، إلا أنها كانت مجازفة منه، والمسرحية كانت فى المهرجان العربي وحضره نخبة من كبار الوسط الفني، ثم تم عرضها في المعهد العالي للفنون المسرحية، قائلاً: حبيت أدخل مجال التمثيل حتى أوصل للجميع بطولات شهدائنا ".

وأعرب "محمد وديع"، عن سعادته بمشاركته لأول مرة فى عرض مسرحي " توشريت "، قائلآً: "سعدت كثيراً بفكرة مشاركتي خصوصاً أنه تم اختياري مع بداية دراستي فى المعهد العالي للفنون المسرحية، وجاء إختيار عرض مسرحية "توشريت" احتفالا بنصر أكتوبر.

أهم الشخصيات فى توشريت

في أداء بارع جسد الممثل الشاب " إيهاب محفوظ"  فوز  صاحب الفكر الشيطاني الذي يعمل في الأساس صاحب جريدة و  في الخفاء صاحب بار يدير من خلاله أعماله المشبوهة من تجارة اثار و مخدرات علاوة على استغلال الفتيات إرضاء  زبائنه وأصدقائه لتحقيق مصالحة الغارق في الفساد، وتمتلك شخصية فواز التي جسدها الفنان "إيهاب" ذكاء خبيث لتبرير مواقفه الدنيئة والغير إنسانية حيث يمد يده لأهل الشر ويستغل هزيمة ٦٧  ويتعاون مع جماعة الإخوان لتحقيق أكبر استفادة مادية منهم في مقابل مساعدته في بيع الآثار  وشراء السلاح متخذا الشعارات الناصرية  ليخفي اعماله المشبوهة، في مشهد جسده " إيهاب" بطريقة متقنة تحمل خفة الظل وفن صناعة الموقف متقمصا تلك الشخصية بطريقة دفعت الحاضرين بمسرح الفنون للتصفيق الحاد.

وفي دور البطلة جسدت الفنانة الشابة آلاء على دور آمال الشابة الطموحة التي عملت في مجال الصحافة، وكان يملؤها شغف الحياة والأفكار الناصرية، وكانت مخطوبة للضابط المصري النقيب يحيى الذي جسد دوره الفنان الشاب كريم، لتنقلب حياتها رأسا على عقب بعد نكسة ٦٧ و تعرفها على صاحب الجريدة فواز الذي استغل براءتها ليستدرجها، ويعتدي عليها مثل الذئب البشري، لتتحول الشابة البريئة إلى راقصة في البار الذي يملكه صاحب الجريدة، وتعود في النهاية إلى رشدها بعد لقائها خطيبها الضابط مجددا، بعد أن فقدت الأمل في عودته.

وتعود آمال لعلاقتهما السوية مع الضابط بعد أن أنقذها  من يد فواز الذي أجبرها  على الزواج عرفيا من الشيخ "فاضل" أحد قيادات الإخوان  في مشهد مأساوي ومؤلم.

وفي شخصية أخرى أكثر جدلا تمكن الفنان الشاب " طاطا عبد المنعم" من تجسيد شخصية الموظف شحاتة الذي يعمل مع  صاحب الجريدة الفاسد، ويطمح أن يصبح مثله ولكنه كان يصارع ذاته في ملحمة فكرية أداها " طاطا " بشكل مبدع في حوار خاصة مع ذاته يلوم فيه والده الذي رباه على القيم والأخلاق والفكر الناصري، بينما كان يحاول أن ينزع  تلك القيم من داخله بعد معاناته مع الفقر بشدة ليلجأ إلى شرب الخمر وعمل  تحت ذل  صاحب الجريدة  لينتهى صراعه بقتل رئيسه في العمل " فواز"  بعد أن ذهب عقله في محاولة إيجاد سبيل فى أن يصبح غنيا مثل صاحب الجريدة الفاسد، ليصنع الفنان الشاب " طاطا"  من تلك الشخصية حالة صادمة للمتفرجين بسبب الأداء المتقن في تجسيد تلك الشخصية المخبولة.

وفي شخصية تقمصت دور أهل الشر  من جماعة الإخوان المسلمين في فترة ٦٧ جسد الفنان الشاب " محمد دسوقي"  دور الشيخ "فاضل" الذي يستقطب الشباب الملتزم عبر دور  العبادة لضمهم إلى جماعة الإخوان بعد قتل انتمائهم  للوطن عبر بث فكر سيد قطب وحسن البنا، مستخدما جملة الإخوان  الشهيرة "الوطن ما هو إلا حفنة من التراب العفن".

 وتوضح شخصية الشيخ فضل التي يجسدها محمد دسوقي، مدى التناقض بين رجل متدين وشخصية يحب النزوات النسائية، مستغلا علاقته بفواز صاحب الجريدة والملاهى الليلية، الذى يأتي إليه بالنساء ليتزوجهم لمدة يوم  بشكل عرفي، ليظهر هذا الأمر مدى دناءة هذا الشخص وادعاءه بأنه ينفذ أحكام الله في الأرض،  بينما هو يسعى في الأرض فسادا عبر تسميم أدمغة الشباب بأفكار الجماعة الإرهابية.

توشريت 5
توشريت 5
توشريت 4
توشريت 4
توشريت 3
توشريت 3
توشريت 2
توشريت 2
توشريت 1
توشريت 1
توشريت
توشريت